لم يكن كثيرون من رجالات السياسة في ألمانيا يتوقعون للمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أن تستمر في منصبها على رأس المستشارية لمدة 12 عاماً. البعض كان يرى في تلك المرأة اللبقة والرصينة الكثير من الضعف والخجل. إلا أن نشاطاتها وطاقاتها كانت واضحة لمن عرف تلك الشابة في بداية حياتها السياسية. هي التي ترعرعت في كنف عائلة بروتستانتية لأب قسّ، تقول إنها عاشت في كنفه على المحبة والتواضع والانضباط ودماثة الأخلاق. وهذه الأسس كانت في ما بعد، قواعد أساسية في حياتها الجامعية والعملية. وبدأت شخصيتها تتبلور منذ أن بدأت حياتها المهنية في أكاديمية برلين الشرقية للعلوم، أيام جمهورية ألمانيا الديمقراطية. ونمّت ما لديها متحمل ميركل شهادة دكتوراه في الفيزياء. وهذا الاختصاص يتطلب الكثير من المهارة التحليلية التطبيقية. تولت منذ عام 2005، منصب المستشارة لجمهورية ألمانية الاتحادية، بعدما خبرت الحياة الحزبية باكراً، عبر انخراطها في الحراك الديمقراطي الذي شهدته ألمانيا وأدى في عام 1989، إلى تطورات سياسية جذرية في البلاد. ومع عودة الوحدة الألمانية، انتسبت إلى الحزب "المسيحي الديمقراطي"، لتتدرج في المسؤوليات الحزبية وتتبوأ في عهد المستشار هيلموت كول، عرابها السياسي، مناصب وزارية، بينها وزارة شؤون المرأة والشباب ووزارة البيئة. وانتخبت في إبريل/ نيسان 2000، زعيمة لحزبها، ولا تزال تتولى المنصب حتى اليوم، بعدما أعيد انتخابها في المؤتمر العام للحزب في ديسمبر/ كانون الأول 2016.
استطاعت المستشارة تحقيق استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي، ما مكّنها وائتلافها الحكومي، من تعزيز موقع ألمانيا على الخارطة الأوروبية والدولية بعدما فرضت نفسها كشريك سياسي مؤثر على الساحة الدولية. ونجحت ميركل كأول مستشارة في تاريخ ألمانيا، وخلال فترة حكمها التي امتدت 3 ولايات متتالية، في إثبات قدراتها في موقع المسؤولية. وبات من المرجح استمرارها في منصبها مع تقدم حزبها في استطلاعات الرأي للانتخابات البرلمانية العامة المقررة اليوم الأحد. وهنا يلفت خبراء إلى ضرورة عدم إغفال أن ميركل استطاعت ليس فقط الاستفادة من قوتها، إنما من ضعف الآخرين في حزبها والأحزاب المنافسة في بلد يتمتع بحياة سياسية متنوعة.ن حسّ بالموضوعية والمسؤولية لحل الإشكاليات بهدوء. وربما يعود ذلك لعشقها للموسيقى الكلاسيكية.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف