الان، تذكر الناس ان يبحثوا لدى زعماء حماس عما لم يكن لديهم أبدالحساسية الانسانية والمراعاة لمعاناة سكان القطاع. على الارض، في حدود قطاع غزة، يتعاظم التصعيد. وزير الدفاع افيغدور ليبرمان حذر: “حماس تقودنا الى حملة واسعة واليمة اكثر من الجرف الصامد”.
ولكن مبعوثي الرئيس ترامب، الطاقم الذي كلف بوضع صيغة مشروع السلام، صهره، جارد كوشنير، جيسون غرينبلت وديفيد فريدمان، قرروا الان بالذات ان ينشروا مقالا في “واشنطن بوست” يشكل مضمونه توجها الى زعماء حماس بالتوقف عن الارهاب، بما في ذلك الاقتراح لتقديم مساعدات اقتصادية لقطاع غزة. لعل الكتاب لم يقصدوا ذلك وربما قصدوه بالفعل، ولكن ما يتبين من مضمون المقال والتوقيت الذي اختاروه لنشره، هو أن مشروعهم للسلام ليس واقعيا وتأجل الى موعد غير محدد.
هذا لا يعني أنهم غير محقين. بل انهم تذكروا فقط بشكل متأخر جدا وفي توقيت سيئ للغاية من كل النواحي ولكل الاطراف المشاركة. هذا مقال لا يمكن لاحد ان يشكك بصحته وضرورته. ولعله بالذات لهذا السبب يثور الانطباع بان كوشنير وغرينبلت غير مطلعين تماما على آخر التطورات في الميدان او أن يكونا يعطيان للاحداث تفسيرا وتقييما خاصا بهما. فهما منقطعان عن الواقع.
دون صلة بالتصعيد على الارض، فان نشر المقال الان يثبت بان الثلاثة، الذين يعملون منذ اكثر من سنة على صياغة مشروعهم للسلام، اعترفوا اخيرا بالواقع الحقيقي للمحيط الذي يأتي له مشروعهم للسلام. ففجأة استوعبوا انه فضلا عن الولايات المتحدة واسرائيل يوجد هناك طرف آخر لكل تسوية واتفاقالفلسطينيين في المناطق وفي قطاع غزة.
يتبين من المقال أن الثلاثة توصلوا الى هذا الاعتراف دون جهد للدراسة والتحليل الذاتي، بل من الردود التي سمعوها وتلقوها على مشروعهم للسلام في المحادثات التي اجروها قبل بضعة اسابيع في عواصم عربية وفي دول الخليج الفارسي. هذه حقيقة لا تثني بالضبط على كفاءاتهم كمن يتطلعون الى تحقيق ما يسميه سيدهم، الرئيس ترامب، “الصفقة المطلقة”.
زعماء حماس، مثل القيادة الفلسطينية، ردوا على التوجه كما كان متوقعا، في رد فعل شرطيرفض التوجه يترافق والشتائم. فهم لا يتصورون للحظة بانه لعله من المجدي ان يقولوا “نعم”، حتى لو كانت هزيلة، فيورطوا بذلك نتنياهو. لعله من المجدي دعوة الثلاثة الى حديث في غزة والتقاط الصور معهم لاحراج اسرائيل.
مشوق ان في المقال الذي كتبه كوشنير، غرينبلت وفريدمان لا يتناولون على الاطلاق خطتهم للسلام، لا صراحة ولا بالتلميح. هذا ليس صدفة. فمنذ بضعة اسابيع والخطة لا تذكر، لا تبحث وحتى لا تسرب في وسائل الاعلام في الولايات المتحدة. فقد اختفت الخطة عن الشاشة. وحسب محافل في مركز الامم المتحدة، يعود السبب الى السلوك منفلت العقال للرئيس ترامب في الاسابيع الاخيرة في الساحة العالمية وفي القمم مع زعماء العالم، والذي الصق به صورة من يريد أن يدمر انظمة العالم. ليس بالضبط التوقيت للخروج ونشر خطة سلاح لنزاع يعود الى مئة سنة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف