بوتين نجح عبر الاستعانة بآراء كيسنجر
تأليف: فيونا هِل وكليفورد جادي ـ عرض محمد الخولي ـ البيان الإماراتية ـ 15/9/2013
يجمع هذا الكتاب بين نهج الرصد السياسي لتطورات الأوضاع في روسيا، وخاصة في مرحلة فلاديمير بوتين الراهنة، التي يري المؤلفان أنها بدأت مع السنة الأولى من هذا القرن الجديد، وبين استخدام أساليب التحليل النفسي، التي ترى في الرئيس الروسي شخصية مركبة بمعني أنها تجمع بين أبعاد متعددة ما بين بوتين رجل الاستخبارات المحترف.
وبوتين الذي دخل مضمار العمل العام من باب بلدية بطرسبورغ، ومن ثم بوتين الذي اقتحم ساحة السياسة والشأن القومي العام في بلاده، مما أوصله، كما هو معروف، إلى منصب رئيس الوزراء، ومنها إلى منصبه الحالي وهو الموقع رقم واحد في قصر الكرملين.
وإلى جانب هذا البعد الاستخباري، يمضي الكتاب إلى تصوير فلاديمير بوتين قارئاً جيداً للتاريخ، وسياسياً يصدر عن نهج عملي ونفعي أو براغماتي بحيث لا يتورع عن استثمار الدروس المستفادة من أيام حكم القياصرة، أو أيام الحقبة السوفييتية من أجل تطبيقها على حكم روسيا المعاصرة، خاصة..
وقد وضع الرئيس الروسي نصب عينيه هدفه المحوري متمثلاً في العمل على استعادة دور روسيا بوصفها قطباً يحسب حسابه في مضمار العلاقات الدولية، بعد ما عاناه هذا القطب عقب انهيار الاتحاد السوفييتي في حقبة غورباتشوف وكذلك من تداعٍ لدرجة شارفت الإفلاس الاقتصادي في حقبة بوريس يلتسين. ولقد بلغت هذه الأبعاد المختلفة في شخصية بوتين الحد الذي جعلته يجمع بين ميراث الحقبة السوفييتية وبين إيمانه باقتصادات السوق الرأسمالية.
كان التاريخ هو 7 مايو من عام 2000. يومها تناقلت وكالات الأنباء وسائر وسائل الإعلام خبراً محورياً صادراً عن العاصمة الروسية موسكو. والخبر يقول: دخل إلى قصر الكرملين في موسكو رئيس جديد لروسيا. يومها تسامع العالم باسم الرجل، وهو فلاديمير بوتين. يومها أيضاً لم تتورع أوساط الغرب، سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة عن إضافة أوصاف ونعوت صاحبت الرئيس الروسي الجديد.
ومنهم من قال: "إن روسيا وقعت في غرام بوتين بعد أن ذاقت مرارات الانكسار في حقبة ميخائيل غورباتشوف مع انتهاء عقد الثمانينات، ناهيك بعلقم الفساد في مرحلة بوريس يلتسين خلال عقد التسعينات. لكن الأوساط المدقِّقة في عالم السياسة الدولية كانت لها أوصاف ونعوت أخرى لاحقت بها رئيس روسيا المستجد، فكان أن أطلقت العبارات التالية:
دخل الكرملين كادر متمرس مقبل من زوايا العالَم السري في الكي. جي. بي (لجنة أمن الدولة). وكان بديهياً أن هذا العالَم السري هو عالم الاستخبارات الروسية بجلالة قدرها وضراوة منافساتها مع نظيراتها في الغرب وفي مقدمتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي. آي. إيه) بطبيعة الحال.
كان المعني المقصود بإيجاز شديد هو: بوتين جاسوس داخل الكرملين. وهذا هو بالضبط عنوان الكتاب الذي نعرض له من منظور الطرح والتحليل في هذه السطور.
أبعاد الشعار الثلاثي
ولعل أهم ما يميز هذا الكتاب أنه صادر عن مطبعة مؤسسة بروكنغز، وهي المجمع العلمي الفكري الشهير الذي يشارك، كما هو معروف، في صنع السياسة وفي هندسة القرار تمهيداً لصنع واتخاذ القرار عند أعلى مستويات المسئولية بالولايات المتحدة، هذا فضلاً عن الخبرة التخصصية في الشأن الروسي التي يصدر عنها مؤلفاً كتابنا وهما: يونا هِل وزميلها كليفورد جادي.
كان بديهياً أن ينطلق الكتاب من تاريخ السابع من مايو الذي ألمحنا إليه، موضحاً أن بوتين تولي مقاليد الرئاسة الأولى في بلاده تحت شعار يصفه مؤلفا الكتاب بأنه كان ثلاثي الأبعاد على النحو التالي:
(1) تحقيق الإصلاح الاقتصادي.
(2) دفع خطي التحديث في روسيا.
(3) محاربة آفة الفساد الذي استشرى في مرافق البلاد موروثاً بالذات من حقبة يلتسين في عقد التسعينات.
وبعقلية رجل الاستخبارات لم تفت على لماحية بوتين أن يستهل رياسته بلفتة أو حركة بارعة أرضت جموع المثقفين في بلاده بل وعلى مستوى العالم كله.
وكان عنوان اللفتة هو: " أرخبيل الجولاج" هو عنوان الكتاب الذي استمد شهرته من واقع تجربة مؤلفه ألكسندر سولجنستين في معسكرات الاعتقال الرهيبة خلال حقبة الديكتاتور الشيوعي جوزيف ستالين (1879- 1953). ثم زادت أهمية الكتاب بفعل مصادرته على مدار 30 سنة أو أقل قليلاً منذ صدوره في عام 1973 لدرجة أن كان الناس يتداولونه تهريباً مثل المخدرات.
لكن ها هو بوتين يصدر أول قراراته بحكم الإفراج عن الكتاب المذكور، بل ويقرر إصدار طبعة مدرسية من الكتاب ليصبح من النصوص المقررة على طلبة المدارس في طول روسيا وعرضها.
مقابلات وحوارات مع بوتين
من مميزات كتابنا أن المؤلفين لم يركنا فقط إلى ملفات التقارير، ولا إلى الدراسات الأكاديمية التي تناولت الشأن الروسي، لقد أجرت المؤلفة يونا هِل وزميلها كليفورد جادي لقاءات تخللتها بالطبع حوارات مع بوتين شخصياً وهو ما عبرا عنه في فصول الكتاب من تقدير لسيرته ومن ثم للمواهب التي يتمتع بها خصوصاً وقد بدأ حياته عاملا، أو عميلاً حسب المصطلح المهني، في سلك الاستخبارات، وكان ذلك عند المستوى الوظيفي المتوسط، حيث أوفدوه للعمل لحساب هيئة الاستخبارات السوفييتية في ألمانيا الشرقية.
بيد أن الرجل ما لبث أن استجمع قدراته ومواهبه، فإذا به يخوض ساحة العمل العام في بلاده. بهذا أعاد فلاديمير بوتين اختراع نفسه كما يقول مؤلفا الكتاب: تحوّل من عالَم الأسرار، عالَم العباءة والخنجر كما يصفه الاختصاصيون إلى حيث أصبح نائباً لعمدة العاصمة التاريخية بطرسبورغ، ومنها نزح إلى العاصمة الرسمية موسكو، خلال عقد التسعينات.
وهناك تجلت كفاءته السياسة والإدارية بعد أن وضع نصب عينيه- كما يوضح كتابنا- مقولة منسوبة إلى خصم عنيد لروسيا اسمه هنري كيسنجر، والمقولة هي: كل الأذكياء المرموقين بدؤوا حياتهم الوظيفية من سلك الاستخبارات.
عن معارك الرئيس
ويمضي كتابنا ليوضح أيضاً كيف أن معركة بوتين الأولى كانت مع الأوليجاركيين، وهم الأقلية المحظوظة التي استطاعت السيطرة على مقاليد الاقتصاد الروسي الموروث عن تركة الاتحاد السوفييتي الذي انقضّ بنيانه، كما هو معروف مع مطلع التسعينات، يومها انفتحت مغاليق الثروة مشروعةً والأغلب غير مشروعة أمام هذه الأقلية مِنَ الذين نهبوا شركات القطاع العام (السوفييتي) السابق وسيطروا على موارد روسيا.
فيما بعد الحقبة السوفييتية، ثم تحالفوا مع المافيا الروسية التي نشأت ناتجة عن ذلك الزواج الشرير غير المشروع بين الثروة والسلطة تحت رئاسة يلتسين ولدرجة أن كانوا يملون على الرجل سياساته وقراراته وخاصة في قطاعات النفط والغاز الطبيعي وكانا من أهم موارد الخزانة القومية الروسية.
يرى محللو هذا الكتاب أن فصوله وسطوره لم تقدم ترجمة لسيرة بوتين بقدر ما قدمت صورة سيكولوجية لرجل قفز من الصفوف الوسطى في "الكي. جي. بي"، إلى حيث أصبح رئيساً لوزراء بلاده في عام 1999.
وأهم ما يميز هذه الصورة حقيقة أن بوتين كان موهوباً بمهارة الاستمرار أو البقاء على قيد الحياة برغم ظروف بالغة القسوة كادت تودي به في سابق الأيام: هو الابن الوحيد الباقي على قيد الحياة لأبوين كابدا ويلات حصار لينينغراد خلال الحرب العالمية، حيث أودى الحصار الرهيب بحياة أكثر من 670 ألف مواطن روسي، لكن الفتى فلاديمير بقي حياً وصامداً بوجه ما صادفه من مجاعات ومعارك ومهالك.
وكأنما تعدّه أقداره لأدوار يضطلع بها في مستقبل الأيام. يصور الكتاب شخصيته المحورية على أنه لم ينحدر من أسرة كانت تُعد من صفوة الاستخبارات الماركسية أو من النخبة ذات النفوذ أيام النظام الشيوعي، وعلى الرغم من ذلك فقد طرق بإلحاح أبواب الاستخبارات الموسكوفية بحثاً عن وظيفة. وخلال إيفاده إلى ألمانيا الشرقية فاته أن يشارك في شعارات وممارسات غورباتشوف .
وفي مقدمتها كما أصبح معروفاً- شعار إعادة البناء (بريسترويكا) وشعار الإفصاح أو الشفافية (غلاسنوست). يسترعي اهتمامنا أيضاً أن مؤلفيْنا يذهبان إلى أن الرئيس الروسي يُعد من المؤمنين بحرية الاقتصاد وقوانين حركة السوق القائمة، كما هو معروف على عُنصري العرض والطلب، وهو ما يتنافى بداهة، وإلى حد التناقض أيضاً، مع تركه المفاهيم والممارسات الاقتصادية التي سادت الفضاء الروسي على مدار السنوات السبعين الفاصلة بين عقدي العشرينات والتسعينات من القرن الماضي.
يذهب المؤلفان أيضاً إلى أن الرئيس بوتين لا يريد إعادة بناء أو إعادة إنتاج الاتحاد السوفييتي، ولكنه يعتمد على استخدام الدروس المستفادة من الحقبة السوفييتية بل ومن مواريث وتجارب القياصرة من آل رومانوف، الذين كانوا يحكمون روسيا حتى قيام الثورة البلشفية في أكتوبر من عام 1917، فيما يتمثل هدفه المحوري في بناء روسيا الجديدة.
مسارات متعددة ومبتكرة
هنالك تتعدد الطرائق والمسارات التي يسلكها بوتين كما يوضح الكتاب- ليحقق هذا الهدف المأمول، ومن هذه المسالك ما يتمثل في إعادة الاعتبار كما يقول مؤلفا كتابنا- لفكرة ونزعة القومية التي طالما ندد بها حكام روسيا الشيوعية، باعتبار أن مذهبهم الشيوعي يدعو إلى الأممية تحت شعارات "يا عمال العالم اتحدوا".
وعلى حساب الانتماء القومي بطبيعة الحال، إن بوتين لا يتورع أيضاً- كما يضيف هذا الكتاب- عن تجاهل منظمات المجتمع المدني العاملة في العواصم والحواضر، وبدلاً من ذلك فهو يحرص على مخاطبة جماهير الأرياف والأقاليم والمناطق النائية التي يجيد بحق مهارة التواصل معها.
في هذا السياق يخلص مؤلفا هذا الكتاب إلى أن الرئيس الروسي يعزف على أوتار متعددة، يستفيد من الطروحات السوفيتية الماركسية، إن شئت فيما يؤمن باقتصاد السوق، وهو جوهر الطروحات الرأسمالية، يتواصل مع دواخل الكيان الإقليمي الروسي.
فيما يعمل جاهداً على أن تستعيد موسكو مكانتها أو بعض مكانتها بوصفها عاصمة لقطب عالمي محوري كان يحسب له ألف حساب في سالف الأيام، هذه الجوانب المتعددة من شخصية بوتين تظل موضع متابعة صبورة ودؤوبة من جانب مؤلفي هذا الكتاب لدرجة أن هناك من النقاد المحللين من يذهب إلى أن كتابنا لا يتناول شخصية فلاديمير بوتين الواحدة بقدر ما تدور فصول الكتاب حول بوتينات متعددة إن صح التعبير تحكم حاليا من قصر الكرملين.
ويبدو أن حل هذه المعضلة على نحو ما يقول روبرت ليغفولد، ناقد مجلة "فورين أفيرز" يكمن في اعتبار أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصدُر في سلوكياته وآرائه وتوجهاته السياسية عن شخصية مركبة تضم هوّيات متعددة بحيث تجمع، كما يضيف الناقد المذكور، بين بوتين الذي يصوره.
مؤلفا هذا الكتاب على أنه رجل السياسة الهادئ الرصين الذي وضع نصب عينيه استعادة مكانة روسيا + بوتين العاكف دوماً على وعي الدروس المستفادة من تاريخ روسيا، الشيوعية أو القيصرية الإمبراطورية.
ومن ثم استغلال هذه الدروس لصالح الأهداف المرسومة حاليا + بوتين الماهر في البقاء على قيد الحياة أو في الطفو على سطح موجات الأحداث العاتية والقادر على توّقع واتقاء أعاصير المتغيرات السياسية التي طالما عصفت بزعامات وقيادات شتى، وصولاً في نهاية المطاف على نحو ما يصوره الكتاب- إلى بوتين- رجل الاستخبارات المحترف الذي يجيد عمليات التجنيد والسيطرة واستخدام العناصر البشرية لخدمة ما يرمي إلى تحقيقه من أهداف.
هكذا يجمع بوتين في مواقفه الراهنة بين رئيس مجلس إدارة الدولة في الكرملين وبين قيصر روسيا الحديثة الراهنة.
من هنا يمكن القول بأن هذا الكتاب يفيد كثيراً متابعي ومحللي السياسة الروسية الحالية، وخاصة من منظور إطلالة موسكو على قضايا العالم المعاصر، ومنها قضايا شديدة الحساسية والالتهاب ( على نحو ما يشهده المشرق العربي والشرق الأوسط بشكل عام على سبيل المثال)، إن تركيز الكتاب على شخصية بوتين ومن ثم أنماط سلوكياته المتوقعة، يطلع القارئ على أنه بإزاء شخصية متعددة الأبعاد.
ومن ثم يظل من الصعب التنبؤ بما عسى أن تتخذه من مواقف وما يصدر عنه من رؤى وتصورات في غمار اختلاف وتطورات الأحداث. بل إن سطور الكتاب خاصة في الفصول الأخيرة- لا تلبث تؤكد أن الرئيس الروسي يخرج على الناس بوجه لا يمكن قراءة ملامحه ومن ثم فلا سبيل لفهم أو استشعار الأحاسيس التي تساور صاحبه، ولدرجة يجوز معها القول بأن بوتين هو رجل بلا وجه، أو بلا ملامح.
حيث إن حركاته وسكناته لا تتغير سواء كان رئيساً للوزراء أو كان رئيساً للجمهورية، وإنما هو رجل استطاع بمهارة أن يجيد بحذق فن الأداء السياسي على مدار سنوات متعددة خاصة وأنه محاط كما يبيّن الكتاب- بفريق متخصص في ميدان العلاقات العامة.
ومن ثم فقد أمكن طرح تصورات شتى حول بوتين سواء بوصفه ماهراً في رياضة الصيد والقنص، أو أنه في طليعة أنصار البيئة وأخلص الداعين إلى حفظ مواردها، أو أنه غواص ماهر في رياضة أعماق البحر، أو أنه أمهر من يجيد قيادة الدراجات النارية، بل وصل الفريق الدعائي إلى طرح صورة أكثر خفة لرجل الكرملين القوي، وهي صورة الباحث عن قضاء وقت ممتع في مراتع اللهو بالنوادي الليلية !
على كل حال- يصل المؤلفان بعد هذه الصور المتشابكة لشخصية وأداء الرئيس الروسي، إلى خلاصة نراها من الأهمية بمكان، وفيها يقول المؤلفان باختصار شديد: أياً كانت التنوعات والأبعاد في شخصية الرئيس بوتين فإن البعد المحوري الذي لابد وأن يوضع بكل جدية في نظر الاعتبار يتمثل فيما يلي: إن فلاديمير بوتين هو رئيس مجلس إدارة شركة مساهمة عملاقة ولابد أن يحسب لها ألف حساب واسمها.. روسيـا.
المؤلفان في سطور
الدكتور كليفورد ج. جادي حاصل على دكتوراه الاقتصاد الاختصاصي في الدراسات الروسية، وهو بحكم إجادته اللغة الروسية إلى جانب اللغة الألمانية، يعمل أستاذاً لعلم الاقتصاد في جامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة فضلاً عن موقعه كزميل باحث أقدم في مركز دراسات الولايات المتحدة وأوروبا بمؤسسة بروكنغز. ومن أعماله السابقة إصدارها كتابه بعنوان "لعنة سيبيريا" وكتابه بعنوان "اقتصاد روسيا الافتراضي".
أما زميلته في تأليف الكتاب فيونا هِل فهي تشغل موقع مدير مركز دراسات الولايات المتحدة وأوروبا فضلاً عن كونها زميلاً باحثاً أقدم في برنامج السياسة الخارجية بمؤسسة بروكنغز الشهيرة. وقد حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد ومن قبلها نالت درجة الماجستير من جامعة سان أندروز في اسكوتلندا بإنجلترا، حيث جمعت اهتماماتها العلمية والبحثية بين فروع عدة يأتي في مقدمتها الدراسات المتعلقة بروسيا ومنطقة القوقاز وأقاليم آسيا الوسطى.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف