حتى لو رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإنّه وفق كلّ الدلائل والمؤشّرات، فإنّ الانتخابات العامّة في إسرائيل ستجري في الـ26 من شهر آذار (مارس) القادم، هذا ما أجمعت عليه القوى السياسيّة في تل أبيب، على خلفية الأزمة التي حدثت بعد استقالة وزير الأمن من منصبه وبقاء الائتلاف الحكوميّ مع 61 عضوًا فقط، من أصل 120.
ووفقًا لصحيفة (ذي ماركر)، التابعة لصحيفة (هآرتس) العبريّة، فإنّه منذ اللحظة التي تلقى فيها نتنياهو أخبار استقالة ليبرمان، كان رئيس الوزراء يبذل جهودًا كبيرةً للحفاظ على الحكومة. بالنسبة له، يُعّد تأجيل النهاية لشهرين أوْ ثلاثة أشهر سيناريو ممتازًا، في ظلّ المساءلات والتحقيقات خصوصا في القضية 3000 التي قرر المدعي العام أن هناك أدلة كافية لتوجيه الاتهام فيها إلى عدد كبير من مقربي نتنياهو، مشكلات القضية 1000 التي ستطاله مباشرة، وكذلك القضية 2000، يبدو إذن أنّه من الأفضل لنتنياهو الذهاب إلى الانتخابات قبل أنْ تنضج إحدى هذه القضايا، بحسب الصحيفة.
إلى جانب القضايا القانونيّة، تابعت، هناك مشكلة غزة حيث ينظر إليه على أنّه استسلم، ومشكلة الانتخابات المحليّة التي خسر فيها الليكود عدة سلطات إستراتيجية، لافتةً إلى أنّ كلّ هذه العوامل خلقت له رغبة في تأجيل الانتخابات، ولو قليلاً، ويمكنه أنْ يتجاوز معارضيه ويمنح حقيبة الأمن إلى بينيت ويحصل منه على وعد بأنّه سيبقى خاضعًا للرقابة ولا يتجاوز سلطته، ويُمكن أيضًا محاولة جلب وزير أمنٍ مهنيٍّ وليس سياسيًا مثل جنرال ماتان فيلناي أو رئيس الشاباك السابق، يورام كوهين.
السؤال، برأي الصحيفة، هو ماذا سيفعل نتنياهو بهذا التأجيل؟ على الساحة السياسيّة، كانت هناك شائعات تمّ تداولها هذا الأسبوع حول اعتبار سياسيّ أمنيّ شديد السريّة أدّى إلى عدم وجود خيار أمام مجلس الوزراء الأمنيّ ​​سوى التوصل إلى اتفاق مع حماس.
وتساءلت الصحيفة: هل سيخرج نتنياهو شيئا من قبعة الساحر يساعده على تقديم نتائج العدوان بشكلٍ مختلفٍ على سبيل المثال، قد تمّ إحراز تقدم مع قضية الأسرى في غزة ما يمكّن نتنياهو من اعتبارها انجازًا، والقول إنّ هذا هو السبب في أنّه أصرّ على هذه التهدئة، وعلى الرغم من أنّه لا يستطيع الكشف عن السبب، ومضت قائلةً إنّه إذا كان السبب غير الخاضع للمساءلة هو الضغط الأمريكيّ أوْ أيّ تحركٍ سياسيٍّ يشمل المملكة العربية السعودية أوْ قطر أوْ عُمان إلى جانب الأمريكيين، فإنّ نتنياهو سيكون قادرًا على وضع نفسه كشخصٍ راشد يتصرّف على أساس معلومات حساسة وسريّة، بحسب تعبيرها.
من ناحية أخرى، أوضحت الصحيفة، إذا حدثت جولةً أخرى من القتال قريبًا فإنّ نتنياهو عندها سيثبت للجمهور أنّه لا يخاف من الحرب ويصل إلى الانتخابات على أجنحة العملية العسكريّة، ضدّ هذه الاحتمالات، التي تنص على أنّ نتنياهو يريد تأجيل الانتخابات لصالح قرارات مصيرية، كان هناك من ادعى أنّ الشيء الوحيد الذي يزعج رئيس الوزراء ليس مستقبل إسرائيل، ولكن مصير التحقيقات والمحاكمات له ولزوجته.
بالإضافة إلى ذلك، شدّدّت الصحيفة على أنّ لعبة الاتهامات قد تؤدّي داخل الائتلاف حتى إلى منع قادة الحزب من التنافس، لذا يمكن تجنب الانتخابات، وفي هذه الحالة، ووفقًا لبعض التقديرات، فإنّ نتنياهو يفضل إجراء الانتخابات بالقرب أيّار (مايو)، مع احتفالات “عيد الاستقلال” ومسابقة الأغنية الأوروبية في إسرائيل، وهما حدثان يُعززان المعنويات والمشاعر الوطنية لدى الجمهور.
ووفقًا للصحيفة، فإنّ السيناريو الآخر الذي قد يُطيل أمد أيام الحكومة هو تجدد للوضع في غزة، ممّا سيؤدي بالأعضاء في الائتلاف، وخاصّةً نتنياهو، إلى الرغبة في استقرار الوضع قبل الذهاب إلى الانتخابات، أصبح للاستياء من إدارة الجولة الأخيرة مع قطاع غزة موقعًا شعبيًا كبيرًا في الخطاب العّام، ويُمكن لأعضاء التحالف الاستفادة من فرصةٍ أخرى للتعامل مع حماس بقوّةٍ أكبر قبل الانتخابات، على حدّ تعبير الصحيفة العبريّة.
جديرٌ بالذكر أنّ وزير الأمن وصف اليوم الأحد في لقاءٍ مع الإذاعة العبريّة شبه الرسميّة (كان) الأنباء عن تقدّمٍ في صفقة الأسرى بأنّها حكايات ألف ليلة وليلة، فيما قالت صحيفة (هآرتس) إنّ نتنياهو هو ملك بثّ الأكاذيب والشائعات التي لا تمُتّ للحقيقة بصلةٍ، على حدّ تعبيرها. من ناحيتها سخرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) من نتنياهو لأنّه بات يتبوأ ثلاثة مناصب: رئيس الوزراء، وزير الخارجيّة ووزير الأمن، وتساءلت: كيف يُمكِنه في ظلّ هذه الظروف تأدية واجباته، علمًا أنّ شبح تقديم لوائح اتهّامٍ ضدّه ما زال ماثلاً وبقوّةٍ، كما أكّدت.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف