- الكاتب/ة : شاؤول ملكين
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2018-12-10
مواطنو دولة اسرائيل وبالاساس سكان الجنوب مسجونين في قفص جولات عنيفة دموية بيننا وبين حماس في غزة. جولات عنيفة لا تغير الواقع. حسب رأي بنيامين نتنياهو ورجاله هذا هو الخيار الحتمي، والثمن الذي نضطر لدفعه من اجل أن تستطيع اسرائيل التملص من أي مفاوضات جدية مع الفلسطينيين بشأن اقامة دولة فلسطينية في اراضي يهودا والسامرة وقطاع غزة.
فعليا نتنياهو يتبع استراتيجية مخبأة تحت الرغوة التي تطفو على سطح الواقع اليوم. هذه استراتيجية لا تهدف الى القضاء على حماس، بل تخليد حكمها في غزة. كل ما يفعله، وبالاساس ما لا يفعله، يهدف الى ادارة النزاع، وليس حله. وجود كيانين منفصلين، السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وفي المقابل حماس في غزة، يخدم اليمين كذريعة للكليشيه القديم "لا يوجد من نتحدث معه".
هذا ليس خيار لا مناص منه فقط. من خلال هذه الرؤية التاريخية، هذا فشل جوهري سيؤثر لاجيال كثيرة على طابع دولة اسرائيل.
هذه هي اللحظة المناسبة، الآن، حيث الحكومة ضعيفة، معسكر اليسار – وسط يجب عليه الاستيقاظ بسرعة، وانتخاب زعيم أو زعيمة من بين قادته، وأن يقود حملة انتخابية، في اساسها برنامج انتخابي يوجه طريقه السياسي، وأن يستند الى الاساس البراغماتي والاخلاقي في نفس الوقت. يجب علينا طرح خريطة طريق تفصل كيف ننوي تحقيق امكانية الحديث مع الفلسطينيين قبل اقامة الدولة الفلسطينية.
اللغم الحقيقي الذي ينبع من مجرد وجود كيانين فلسطينيين منفصلين ومتعاديين، يجب علينا محاولة تفكيكه.
على اسرائيل التوضيح للفلسطينيين بأنه اذا ارادوا حقا وبنية سليمة دولة الى جانب اسرائيل فيجب عليهم التوحد تحت زعيم حركة شرعية يكون لديه ايضا الارادة والقدرة على التفاوض مع اسرائيل باسم كل الشعب الفلسطيني، واتخاذ القرارات الحاسمة التاريخية المطلوبة. واذا لم يكن ذلك فلن تقوم دولة فلسطينية.
مع ذلك وبناء على ذلك، يجب الخروج فورا الى الجمهور وجعل مواطني الدولة يحسمون بين استمرار العاب الحرب وبين تحد كبير، في النهاية سيقودنا، صحيح من خلال التنازل عن تحقيق حلم ارض اسرائيل الكاملة، الى دولة سليمة مع حدود سياسية واخلاقية في نفس الوقت.
لا توجد لنا ارض اخرى، ولا يوجد للفلسطينيين ارض اخرى ايضا. لكن توجد لنا طريق اخرى وهي خلاصة العمل الصهيوني الاصيل، التي ستمكننا من اقامة دولة نموذجية في ارض اسرائيل.
