يقول مراقبون إن المؤتمر الذي عقد في روما تحت عنوان «المؤتمر الثاني للاتحاد العام للجاليات الفلسطينية في أوروبا» قد خلق من الأسئلة أكثر من تللك التي حاول الإجابة عليها، على الرغم من الدعم متعدد الأشكال الذي قدمته القيادة الرسمية الفلسطينية قبل انعقاد المؤتمر وإثناءه، والذي تم تزمينه مع زيارة الرئيس عباس إلى العاصمة الإيطالية.
ويوضح المراقبون، أن الملاحظات تبدأ من خريطة الحضور وتوزعه على مواقع وجود الجاليات الأساسية في القارة الأوروبية، فعلى الرغم من أن منظمي المؤتمر أعلنواعن مشاركة 48 جالية وجمعية ورابطة فلسطينية في أوروبا، لكن كان لافتا عدم التوازن في حضور ممثلين عن كل الدول الأوروبية، فمثلا حضر ممثلو 31 رابطة وجالية منضوية تحت مظلة الاتحاد في المانيا، في حين غابت دول أوروبية كثيرة تحتضن أعداداً فلسطينية ضخمة كمغتربين ولاجئين عن أعمال المؤتمر مثل السويد، النرويج، بلجيكا، فرنسا.
ويضيف المراقبون أنه إذا استثني من الحضور الحشد الرسمي الفلسطيني يبقى ما لا يزيد عن 40 إلى 50 ممثلا عن الجاليات والجمعيات والمؤسسات الفلسطينية القادمة من بعض الدول الأوروبية.
ويقول المراقبون إن أعمال المؤتمر في يوميه الأول والثاني، شابها الكثير من العصبية بين أعضاء اقاليم أوروبا لحركة فتح والذي كان مسيطرا بشكل كامل على المؤتمر، حيث جلب كل إقليم في كل دولة ما بين ثلاثة الى خمسة منتسبين لفتح على انهم نشطاء او ممثلي الجالية في تلك الدولة، وأصبحوا هم قوام المؤتمر.
وقالت مصادر مطلعة إن الحديث في افتتاح المؤتمر وعبر تلفزيون فلسطين كذلك، بأن ممثلي ومندوبي 48 جالية ورابطة فلسطينية في أوروبا جاؤوا إلى المؤتمر بانتخابات ديمقراطية غير صحيح بالمطلق. وتشير المصادر إلى أنه لم تجر خلال الأشهر الماضية أية انتخابات لجالية أو رابطة في أوروبا تقودها حركة فتح، وأن ما تم هو استقطاب وجلب شخصيات غير ناشطة لكن ولاءها مضمون. وعن أسماء الجاليات والجمعيات والروابط الـ48 التي تم تسجيلها في المؤتمر وعرضت على أنها جاليات ومؤسسات قديمة وناشطة، تقول المصادر أن غالبيتها غير موجودة على الأرض، وقسم منها تم إنشاؤها خلال الشهر الماضي تحضيرا لمشاركتها في المؤتمر.
وتشير المصادر إلى أن القائمين حالياً على دائرة شؤون المغتربين يسيرون على ذات الطريق التي سلكتها قبلهم وزارة الشؤون الخارجية في القارة اللاتينية، حين جلبت أشخاصا من دول مختلفة من القارة اللاتينية وأخذت لهم صورا مع الرئيس عباس على اعتبار أن هذا الأمر يشرعن اتحاد «الكوبلاك» الجديد في القارة اللاتينية، وفي مؤتمر روما نشرت دائرة المغتربين و«تلفزيون فلسطين خبرا عن استقبال الرئيس لأعضاء الهيئة الإدارية الجديدة لاتحاد الجاليات في أوروبا «وبارك لهم نجاح المؤتمر وتمثيلهم الشرعي لفلسطينيي أوروبا».
وفي انتخاب الهيئة الإدارية الجديدة للاتحاد ، لاحظ المراقبون أن المانيا استحوذت على الثقل الكبير في الهيئة ، في حين تم اقصاء ممثلين عن دول أساسية تضم اعدادا كبيرة من المغتربين الفلسطينيين مثل السويد، فرنسا، النرويج، بلجيكا، لوكسبورغ حيث لم تمثل هذه الدول بعضوية الهيئة الادارية الجديدة.
وتقول المصادر المطلعة إنه بسبب شدة الخلافات وضيق الوقت امام المنظمين خصوصا مع وصول الرئيس عباس الى مقر اقامته في الفندق في العاصمة روما، جمع القائمون على المؤتمر أعضاء الهيئة الجديدة ، وتم تزكية شخصية من بينهم لرئاسة الاتحاد خلال الفترة المقبلة، وكان اختيار هذه الشخصية مفاجئا للحضور ولأعضاء الهيئة الإدارية الجديدة، حيث لم تكن مدرجة في البداية حتى على قائمة الترشح لعضوية الهيئة الإدارية.
وأشارت المصادر المطلعة إلى أن بقية المناصب والمهام داخل الهيئة الإدارية تم تأجيل توزيعها حتى لا تنفجر الخلافات مرة أخرى، ولتدارك الوقت والذهاب فورا للقاء الرئيس عباس كي يبارك الهيئة الادارية الجديدة، وإخراج المشهد وكأنه .. نجاح باهر.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف