ماذا تعتقدون أن على الفلسطينيين فعله؟ ماذا كان يريد اليمين القومي الديني المتطرف أن يفعل بهم؟ لا نعرف. أن يفجر ويقصف ويقتلهم جميعا. دون تمييز. رجال، نساء واطفال. ليس لأن هذا سيفيد، ولكن عدد من الجثث يمكن أن تعيد اللمعان للعيون. ولكن حتى هم انفسهم كانوا سيكونون سعداء من الاستيقاظ ذات يوم ورؤية أن العرب قد اختفوا، وأن وجع الرأس هذا قد اختفى. وأننا بقينا وحدنا مع يئير نتنياهو وبينيت وشكيد.
لكننا لسنا وحدنا. فهم ما زالوا هنا. تقريبا مليوني انسان. اكثر من أن نقتلهم أو نحبسهم في معسكرات، أو نقوم بتحميلهم على شاحنات. لا يمكن قتلهم، لكن يمكن تنغيص حياتهم. ماذا كنتم ستفكرون عن شخص يحاول تنغيص حياتكم، يقطع الطرق امامكم، يجمعكم في طوابير ويقوم بمحاكمتكم في محاكمات مضحكة، هل كنتم ستفكرون أن لديه ذكرى جيدة عن نفسه، حسب رأيه هو يستحق السيادة وأنتم العبودية. وأنه هو الاعلى وأنتم قمامة.
ماذا كنتم ستفعلون بمن يفكر أنكم قمامة؟ ألم تكونوا ستقتلون المدنيين بمن فيهم النساء والاطفال. نعم، وكذلك ليس الجنود، صحيح؟ لحظة، سمعت شخص يقول إن الجنود مسموح قتلهم؟ قتل اولادنا جميعا؟ هذا جيد. عرفت أن لا. اذاً بدون قتلى وبدون مسيرات نحو الجدار وبدون احتجاجات في الامم المتحدة، حسنا؟ اتفقنا؟.
ماذا كنتم ستفعلون ايضا لو أن الذي ينغص حياتكم طلب منكم الجلوس للتفاوض؟ هو لم يأت للجلوس عبثا. سيأتي ولديه شروط. الشرط الاول هو أن توافقوا على أن يبني المستوطنات وكأنه لا توجد مفاوضات، وأن تواصلوا المفاوضات وكأنه لا يقوم بالبناء. والشرط الثاني هو أن المفاوضات ستستمر لفترة غير محدودة. كم؟ ألف، ألفي سني، مع تقدير حذر.
وحتى لا تقدموا له شكاوى بعد ذلك، كان سيقول لكم إنه في النهاية لن تحصلوا على أي شيء. اجل، ما تسمعونه: لا شيء. هذا ليس بسبب أنه لا يريد، بل بسبب امور أنتم لن تفهموها مطلقا. ائتلاف.
وماذا كنتم ستفعلون لو كنتم مكانهم؟ أنتم الليبراليين اليساريين محبي السلام؟ من الواضح أنكم محرجون لأنكم مشاركون قليلا. صحيح، أنتم تقولون بأنكم مشاركين ولكن بهدوء. على نمط شمعون بيرس.
أنتم تحلمون مثل بيرس بأن “الأفق الاقتصادي” سيهدئكم. ربما “شرق اوسط جديد”؟ بحيث تعطونهم حياة جيدة جدا. الى درجة أن لا يفكروا حتى بتنفيذ عمليات. أنتم ستعرضون عليهم شراكة، وستحضرون التكنولوجيا وهم الايدي العاملة، ستعطونهم الانترنت وهم سيقدمون اعمال النظافة. اعطوهم افق، وعندها كل شيء سيتدبر.
ولكن هذا لن يتدبر. هم لا يريدونكم ولا يريدون أفقكم. فماذا يريدون بحق السماء، أبناء الزنا هؤلاء؟ هم يريدون الاستقلال والسيادة، ويريدون التخلص منكم ومن تكنولوجيتكم. ولكن الآن، اذهب واشرح لهم أنه لا يمكن الانفصال، هذا لا يمكن بسبب بينيت وبسبب ملف 3000 وبسبب سارة، بل بسبب أن سارة لا تحب نفتالي وتكره اييلت، وبسبب أنكم لا تعرفون بعد ما معنى الجلوس مع لتسمان.
إذا لا يوجد مبرر للكلام، والخيار الذي بقي امامكم هو العمليات الارهابية. هذا لا يسمع جيدا، وحتى أنه عديم الأمل، لكن من الذي يتحدث عن الأمل وكأنه يوجد لنا أمل. هل جدعون ساعر أمل؟ واسرائيل كاتس؟ واييلت شكيد؟ من فضلكم اهدأوا. الأمل لا يوجد في الصفقة. واذا اردتم اخراج الغضب الذي تثيره فيكم الحواجز واطلاق النار على الاطفال، عليكم ارتداء السترة الصفراء وأن تتظاهروا ضد ارتفاع اسعار الكهرباء واسعار الجبن والبامبا.
ماذا كنتم ستفعلون لو أنكم كنتم مكانهم؟ هذا ليس سؤال نظري، هذا أمر حدث لنا تقريبا. تقريبا كنا هناك. الانتداب البريطاني لم يكن يشبه الاحتلال الاسرائيلي، لأن الانجليز ليسوا اسرائيليين، والانجليز أعدوا بنى تحتية للدولة، التعليم والادارة والمواصلات. ولم نفكر بأنهم يصنعون معروفا لأحد.
وكيف رددنا على ذلك؟ هل شكرنا على هذا الجميل؟ هل توسلنا لأن يبقوا هنا؟ لا. لقد اردنا أن يذهبوا من هنا بأسرع وقت، مع كل الأفق الذي قدموه. لقد أردنا استقلال وسيادة. لقد اطلقنا النار عليهم وفجرناهم وأعدمناهم، ولو كان لديهم نساء واطفال لكنا صفيناهم ايضا. هذا جيد. نحن “حاربنا ضد احتلال اجنبي”. أما الفلسطينيون فهم “قتلة الابرياء”.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف