تواصل اسرائيل الحفاظ على صمت صاخب بالنسبة للهجمات المنسوبة لسلاح الجو في الليلة ما بين الثلاثاء والاربعاء في دمشق. وعليه فمن الصعب على نحو خاص تقدير هذا الحدث وما هي اهدافه. شيء واحد واضح – الروس غاضبون جدا. وزارة الدفاع الروسية نشرت بيان شجب حاد وصفت فيه الهجوم “بالاستفزاز” وادعت بانه عرض للخطر طائرتين مدنيتين، اضطرت احدهما الى الهبوط في مطار آخر.
يذكرنا البيان الروسي الحاد على نحو خاص بذات البيان الذي نشر بعد اسقاط طائرة الاستطلاع الروسية في ايلول بصاروخ سوري بعد هجوم اسرائيلي. في اعقاب ذاك الهجوم رفضت روسيا تفسيرات اسرائيل، وهي ترفض عقد لقاء بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس فلاديمير بوتين. والاهم من ذلك فانها تقيد حرية عمل سلاح الجو في سماء سوريا، والتي يمكن في اعقاب الهجوم الحالي أن تقيد اكثر فأكثر.
ومع ذلك فان القنوات بين القدس والكرملين لا تزال مفتوحة وعاملة، والتنسيق العسكري بالنسبة للاعمال في سوريا مستمرة. وفد من لجنة الخارجية والامن في المجلس الاعلى في الدوما (البرلمان) الروسي زار اسرائيل وقبل اكثر من اسبوع عاد من موسكو وفد من الجيش الاسرائيلي برئاسة رئيس شعبة العمليات، اللواء أهرون حليوة، اطلع اعضاء نظرائه في الجيش الروسي على كشف انفاق حزب الله على الحدود اللبنانية.
في غياب اخذ المسؤولية او الشرح (غير الرسمي) بالنسبة لاهداف الهجوم الاخير، ينبغي العودة الى الاستناد الى منشورات اجنبية. فقد افادت وسائل الاعلام الرسمية السورية بان طائرات اسرائيلية هاجمت في دمشق واصيب ثلاثة جنود. وحسب منشورات اخرى، واستنادا الى تجربة الماضي، كتب ان مرة اخرى هوجمت اهداف لايران وحزب الله، بينها وسائل قتالية لمشروع تدقيق الصواريخ الخاصة بهم في لبنان.
ومع ذلك، فقد افادت مصادر في البنتاغون لوسائل الاعلام في الولايات المتحدة بانه في العملية اصيب عدد من “كبار المسؤولين في حزب الله”. من الصعب تقدير هذه المعلومة، وبالاساس اذا كان الحديث يدور عن قادة كبار في المنظمة أم عن قادة ميدانيين، هل كانوا هم حدث الهجوم وهل كانوا يتواجدون هناك في طريقهم الى ايران ام كانوا في المكان لمعالجة ارساليات السلاح الايرانية. مهما يكن من امر، فان حقيقة ان حزب الله يسكت ولا يبلغ عن اصابة لرجاله يمكنها ان تشير الى ان الحادثة لن تؤدي هذه المرة ايضا الى تصعيد آخر.
واضح ان القيادات السياسية والعسكرية في اسرائيل على وعي جيد بالوضع الجديد في العلاقات بين الدولتين. من الصعب الاشتباه بنتنياهو، برئيس الاركان غادي آيزنكوت وقائد سلاح الجو عميكام يوركين بالميل الى مؤامرات زائدة. والفرضية هي ان نتنياهو ما كان يريد أن يدير حملة انتخابات بينما الحدود الشمالية – في جبهتيها، سوريا ولبنان – متوترة.
وعليه، فينبغي الخروج من نقطة افتراض بان القيادة السياسية ولا سيما العسكرية، اعملت الفكر والتروي حين أمرت ست طائرات اف 16 بالتحليق في سماء لبنان واطلاق الصواريخ من هناك نحو الهدف أو الاهداف. السؤال هو هل كانت هذه حقا “اهداف نوعية” تستحق المخاطرة أم ربما يتبين انه مثلما في ايلول، الان ايضا احد ما في القيادة العسكرية والسياسية اخطأ في تقديره.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف