لم يعد خافيا، أن الساعات الأخيرة لحكومة رام الله برئاسة د. محمد أشتية، شهدت حالة من "الجدل الداخلي الفتحاوي" أدت لتأخير إعلانها أكثر من مرة، وتم تبديل وتغيير في الأسماء والمهام، حتى خرجت معدلة مقسمة مبتورة من وزارتين هامتين.
وذكرت مصادر خاصة ان د. أشتية أعلن تسمية د. مروان عورتاني وزيرا للتربية والتعليم العالي والبحث العلمي، فأغضب ذلك بعض مراكز القوى في مركزية فتح ، ما أدى لتقسيم الوزارة الى وزارتين وتعيين وزير للتربية هو عورتاني، وتعيين محمود مويس وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي.
كما تم تسمية رائد رضوان (من مكتب الرئيس عباس) مستشارا ومسؤولا عن الصناديق العربية، ما أدى الى غضب بعض أبناء المخيمات وخاصة مخيم الجلزون في رام الله، ومنتسبي أجهزة امنية احتجاجا على ابعاد المسؤول السابق ناصر القطامي، ما اجبر د. أشتية على "عقد مساومة" بان يستمر القطامي في منصبه بدرجة وزير وأيضا رضوان بذات المنصب، أي أن هناك "وزيران" لمهمة واحدة.
وكانت "العقدة" المركزية التي لم يتمكن أشتية ومراكز القوى المختلفة من التوصل لمساومة حولها، وزارة الداخلية، حيث رشحت غالبية مركزية فتح إسماعيل جبر للمنصب، لكن الرئيس عباس رفض ذلك، وتقدم بأحد أسماء مسؤولي الأجهزة الأمنية، فرفض الترشيح، ما أبقى الوزارة بلا وزير.
وكانت الأوقاف أيضا مكان للجدل، حيث قام الرئيس عباس بترشيح مستشاره للشؤون الدينية محمود الهباش للمنصب، ما اثار رفض واسع، وربما الرفض الأوسع لأي اسم تم تداوله، وكانت المفاجأة أن يتمن ترشيح قاضي قضاي "شرعي" ليصبح وزيرا، ما يدل على ان هناك اتجاه للسيطرة على مقدرات الوزارة المالية والتحكم في تعيين أئمة المساجد وخطباء الجمع.
ولم ينجح مخطط توزير الهباش لتبقى الوزارة المهمة بلا وزير، رغم ان شهر رمضان على الأبواب.
كواليس التشكيل يبدو انها لا تزال تحمل الكثير مما لم يتم الكشف عنه، خصوصا "التحالفات" داخل مركزية فتح .
بعض الوزراء هم من مؤسسة بكدار وجامعة النجاح ومدية نابلس ما اثار "همهة" لدى البعض من مركزية فتح، خاصة ان وزيرا جديدا سبق له أن تقدم باستقالته من فتح في نابلس نتيجة إشكالية بين رئيس البلدية والحكم المحلي.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف