بروكسل / بلجيكيا : تحت شعار "إعتقال األطفال جريمة إنسانية" عقد التحالف األوروبي لمناصرة أسرى فلسطين

مؤتمره الخامس في بروكسل يومي 27 و28 من شهر نيسان/أبريل الجاري، وسط ظروف بالغة التعقيد تعيشها الحركة

األسيرة، وخاصة مسألة إستهداف األطفال التي وصلت حدا من العنف ال يمكن السكوت عنه.

وقد شهد المؤتمر حضورا أوروبيا واسعا شمل أكثر من 20 دولة أوروبية، باإلضافة إلى مشاركة ممثلين عن الجاليات

الفلسطينية في والواليات المتحدة، وبحضور نخبة هامة من البرلمانيين والمحامين والحقوقيين واألحزاب وحركات

التضامن مع الشعب الفلسطيني، وبمشاركة سفارة دول فلسطين في بروكسل ودائرة شؤون المغتربين في منظمة

التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهيئة شؤون األسرى والمحررين، ونادي األسير،

والهيئة العليا لشؤون األسرى والمحررين، ومركز أبو جهاد لشؤون الحركة األسيرة في جامعة القدس، ومركز الدفاع

عن الحريات والحقوق المدنية، والمؤسسة الدولية للتضامن مع األسرى " تضامن" وحشد واسع من قادة ونشطاء

الجاليات الفلسطينية في بلدان المهجر األوروبي والشتات، وممثلين عن ذوي األسرى والهيئات والمؤسسات

الفلسطينية التي تُعنى بشؤون األسرى في الوطن.

ووفاء للمحامية األممية الراحلة فليتسيا النغر الرئيس الفخري للتحالف قام المؤتمر بتأبينها واإلشادة بدورها ومآثرها

بالدفاع عن األسرى، وقدم لذويها درعاً تكريما لها وتخليدا لذكرها ، كما قام المؤتمر بتكريم عدد من الشخصيات

الداعمة والمساندة لألسرى ولتحالف األوروبي.

كما قامت هيئات األسرى وذوي األسرى في فلسطين بتكريم الدكتور خالد حمد المنسق العام للتحالف األوروبي لمناصرة

أسرى فلسطين على دور التحالف في دعم ومناصرة األسرى.

واستمع المؤتمر لشهادات حية من األطفال الذين خضعوا لالعتقال والتعذيب في سجون االحتالل اإلسرائيلي والحبس

المنزلي، وشهادات ذويهم حول معاناتهم ومعاناة أطفالهم خالل اعتقالهم. وألهبت شهادات األسرى مشاعر المشاركين


األوروبيين الذين عبروا عن استنكارهم للممارسات اإلسرائيلية بحق األطفال وعزمهم على التضامن الالمحدود مع

قضيتهم العادلة.

أشار المؤتمر في مداوالته إلى أن عدد األسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون االحتالل اإلسرائيلي قد تجاوز 6000

أسير وأسيرة، من بينهم 250 طفالً، و 36 طفالً مقدسياً قيد االعتقال المنزلي و5 قاصرين محتجزين داخل ما يسمى

"مراكز اإليواء"، و47 أسيرة، 6 نواب و 500 معتقل إداري و700 أسير مريض بينهم 34 حالة مرضية خطيرة، 56

أسيراً مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاما بشكل متواصل و 26 أسيراً )من قدامى األسرى(، معتقلين منذ ما قبل

"إتفاقية أوسلو"، أقدمهم األسير كريم يونس واألسير ماهر يونس وهما باألسر منذ 37 عاما.

فيما اعتقلت سلطات االحتالل اإلسرائيلي منذ مطلع العام 2019 وحتّى نهاية شهر آذار/ مارس، نحو 1600 مواطن،

غالبيتهم من محافظة القدس، بينهم نحو 230 طفالً و40 امرأة.

وتواصل إدارة المعتقالت تنفيذ عمليات القمع والقهر والتنكيل والسلب بحق األسرى طالت جميع المعتقالت دون

استثناء، ومن أبرزها اقتحام معتقالت "عوفر" و"النقب" و"مجيدو" و"ريمون." وتشتّد وتيرة التّضييق على

األسرى بعد صدور توصيات ما تس ّمى بـ"لجنة سحب إنجازات األسرى" التي شّكلها وزير األمن الداخلي اإلسرائيلي،

جلعاد إردان، والتي كانت أولى إجراءاتها مصادرة آالف الكتب من األسرى وتقليص كّمية المياه، ونصب كاميرات

مراقبة وأجهزة تشويش، وغيرها من اإلجراءات التي تستهدف االنقضاض على منجزات األسرى التي دفعوا ثمنها من

دمائهم النتزاعها خالل سنوات االعتقال.

وفي الوقت الذي تمعن فيه سلطات سجون االحتالل اإلسرائيلية في انتهاكاتها الجسيمة والمنظمة لقواعد القانون الدولي

التي تمارسها بح ّق األسرى والمعتقلين الفلسطينيين، تستمر رها القانون


في تجاهل ضمانات المحاكمة العادلة التي وفّ


الدولي اإلنساني وقوانين حقوق اإلنسان، خصوصاً القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء 1955 ،وغيرها من

اإلعالنات واالتفاقيات الدولية التي تكفل حقوق األسرى والمعتقلين.

وتترافق هذه الهجمة الشرسة بحق األسرى والمعتقلين وسط صمود بطولي لألسرى لمواجهة بطش وجبروت االحتالل

والذي عبر عن نفسه في قيام عدد كبير من األسرى بإعالن اإلضراب المفتوح عن الطعام طال العديد من المعتقالت في

أوائل شهر نيسان/أبريل الجاري ضد أجهزة التشويش وضد االنقضاض على منجزات األسرى والذي توج بانتصار

األسرى في الدفاع عن حقوقهم ومصالحهم.

وترافق هذا كله مع اشتداد المخططات األمريكية واإلسرائيلية التي تستهدف تصفية الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا

وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وفي هذا السياق

يثمن المؤتمر تمسك القيادة الفلسطينية برفض كافة المخططات التصفوية لقضيتنا الوطنية وخاصة صفقة القرن التي

تستبعد القدس والالجئين وقطع رواتب الشهداء واألسرى من المقاصة الفلسطينية.

ان المؤتمر الخامس للتحالف األوروبي لمناصرة أسرى فلسطين وهو يشيد بصمود األسرى في مواجهة آلة البطش

والقمع اإلسرائيلي في سجون االحتالل، ويدين ممارسات حكومة االحتالل ضد األسرى والمعتقلين وال سيما األطفال

منهم، الذي يعتبر اعتقالهم وتعذيبهم جريمة إنسانية، فإنه يؤكد رفضه وإدانته لما يسمى بصفقة القرن، ويدين إعالن

رئيس الواليات المتحدة االعتراف بالقدس عاصمة لدولة االحتالل، كما يدين قراره االعتراف بالسيادة اإلسرائيلية على

هضبة الجوالن السورية المحتلة.


ويدعو المؤتمر الدول األوروبية ودول العالم األخرى االعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس امتثاالً للقانون الدولي

وقرارات الشرعية الدولية ودعما للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وردا على صفقة القرن التي تتعارض مع القانون

الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

وفي نفس الوقت يعبر المؤتمر عن قلقه البالغ إزاء الوضع الخطير على حياة األسرى في ظل إمعان إدارات السجون

واستهتارها بحياة اإلنسان وبحياة األطفال األسرى، ويدعو إلى إنفاذ القانون الدولي اإلنساني وقانون حقوق اإلنسان ،

وإلزام إسرائيل دولة االحتالل باحترام وتطبيق القوانين الدولية، ويدعو المؤتمر المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات

حاسمة وواضحة لمعاقبة إسرائيل ومحاسبتها على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني والحركة األسيرة على وجه

الخصوص وفرض عقوبات دولية عليها، كما يعلن عن إطالق حمله دولية للتضامن مع األسرى وإطالق سراح األطفال

الذي يعتبر اعتقالهم جريمة إنسانية، كما يدعو المؤتمر إلى تضافر وحشد كافة الجهود الفلسطينية والعربية والدولية

من أجل ما يلي:

1 -كشف وفضح وإدانة الممارسات واالنتهاكات اإلسرائيلية بحق األسرى والمعتقلين وخاصة النساء واألطفال،

والعمل المشترك مع دائرة شؤون المغتربين والجاليات الفلسطينية في بلدان المهجر والشتات لتنظيم حملة

دولية لوقف معاناة األسرى وإطالق سراحهم من سجون االحتالل. كما وتبني ودعم الحملة الدولية القائمة

للتضامن مع األسرى تحت عنوان " لنعمل معا لنكسر قيدهم" والتي تم إطالقها في جنيف بمناسبة يوم

.2019/4/17 الفلسطيني األسير

2 -تدويل قضية األسرى واإلسراع في إحالة الجرائم المرتكبة بحقهم إلى المحكمة الجنائية الدولية، وإلى

القضاء الجنائي الدولي، حتى ال تبقى إسرائيل كسلطة محتلة فوق القانون الدولي وتستطيع اإلفالت من

العقاب، وتفعيل اللجان الدولية القانونية والطبية ولجان الدعم والمساندة. كما ولجان المقاطعة لحكومة

االحتالل التي شكلها التحالف األوروبي خالل مؤتمراته السابقة، والعمل من أجل استئناف عملها ونشاطها

بصورة دائمة، ومتابعة الجهود التي قام بها التحالف األوروبي في المحكمة الجنائية الدولية في الفترة

الماضية حول التحقيق في ممارسات حكومة االحتالل ضد األسرى، ومتابعة الجهود المشتركة التي قام بها

التحالف األوروبي ومركز أبو جهاد لشؤون الحركة األسيرة في المحكمة الجنائية الدولية حول اقتحام جنود

االحتالل لمركز أبو جهاد وتدمير ومصادرة مقتنياته الخاصة باألسرى، وتكليف لحنة من المحامين الدوليين

لمتابعة ذلك، وتنظيم دورة قانونية مختصة لتدريب العاملين في هيئات األسرى في فلسطين والخارج حول

آليات رفع الدعاوى القانونية في المحاكم الدولية ومتابعتها.

3 -الضغط على دولة االحتالل للتوقف فورا عن عمليات القمع اليومي بحق األسرى، وإجبارها على احترام

القوانين الدولية، وإلزامها بوقف ممارساتها المتمثلة بالعقوبات التي فرضتها على األسرى من عمليات

قمع وحشي وتنكيل تطال حياتهم وتعرض صحتهم للخطر الشديد.

4 -تفعيل حمالت المناصرة الدولية لحقوق األسرى على المستوى اإلعالمي وتشكيل لجنة فنية وإعالمية دائمة

من أجل استخدام وسائل التعبير المختلفة لمساندة األسرى ودعم قضاياهم وحقوقهم، وفضح ممارسات

االحتالل بحق األسرى لمخالفتها قواعد وأحكام القانون الدولي اإلنساني وان يتم التركيز في هذه الحمالت

على اعتقال القاصرين األطفال واالعتقال اإلداري واستخدام التعذيب.

5 -الطلب من الدول األطراف في اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة عقد اجتماع عاجل إللزام إسرائيل كسلطة

محتلة باحترام هذه االتفاقيات وتطبيقها على األراضي المحتلة.


6 -الضغط على دولة االحتالل لالستجابة للمطالب العادلة لألسرى ووقف سياسة االعتقال اإلداري الظالمة

وتنظيم حملة دولية للمطالبة بإلغائه واإلفراج عن المعتقلين اإلداريين واألسرى المرضى، والكف عن

أساليب اإلعدامات الميدانية المخالفة للقوانين الدولية .

7 -دعوة البرلمانات الدولية إلى التصدي لسلسلة القوانين والمشاريع اإلسرائيلية المعادية لحقوق اإلنسان

ولحقوق األسرى القابعين في سجون االحتالل، التي شرعها البرلمان اإلسرائيلي والذي تحول إلى ورشة

عمل إلقرار المشاريع والقوانين العنصرية.

8 -دعوة األمم المتحدة ومجلس حقوق اإلنسان إلى تفعيل آليات لجان التحقيق ولجان تقصي الحقائق حول

الممارسات اإلسرائيلية بحق األسرى والعمل على تنفيذ توصياتها في هذا الشأن.

9 -توسيع مقاطعة إسرائيل كسلطة محتلة على المستوى االقتصادي والثقافي والسياحي ومقاطعة الشركات

الداعمة لالحتالل وتجميد اتفاقيات التعاون والشراكة مع سلطات االحتالل في هذه المجاالت بسبب انتهاكاتها

لحقوق اإلنسان الفلسطيني.

10 -إدانة ورفض قرار حكومة االحتالل بحسم مخصصات األسرى من أموال المقاصة وتشكيل لجان مختصة

دولية وعربية دائمة لتوفير الدعم لألسرى مادياً ومعنوياً، والعمل من أجل تأهيل ورعاية األسرى المحررين

وخاصة األطفال والمرضى منهم، ودعوة رجال األعمال الفلسطينيين لتحمل مسؤولياتهم في هذا الشأن.

إن التحالف األوروبي لمناصرة أسرى فلسطين وهو يختتم أعمال مؤتمره الخامس ليعبر عن مساندته ودعمه لألسرى

في سجون االحتالل، ويؤكد من جديد أنه سيواصل جهوده من أجل تدويل قضية األسرى في كافة المحافل الدولية، ومن

أجل مالحقة حكومة االحتالل وقادتها الذين يرتكبون الجرائم بحق األسرى، وسيواصل جهوده من أجل تحرير األسرى

وتحرير األطفال ألن اعتقالهم وتعذيبهم يشكل جريمة إنسانية بحقهم، وعبر التحالف عن عزمه على مواصلة جهوده من

أجل بناء ونشر فروع للتحالف األوروبي لمناصرة أسرى فلسطين في مختلف الدول األوروبية وتعميم بنائها في كافة

دول العالم، كما قرر المؤتمر عقد المؤتمر السادس للتحالف تحت عنوان األسرى المرضى في سجون االحتالل.


الحرية لألسرى والشفاء العاجل لألسرى المجد للشهداء

التحالف األوروبي لمناصرة أسرى فلسطين


بروكسل / بلجيكا

2019/4/28

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف