كشفت إحصائية خاصة أن عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا في سوريا منذ بداية الاحداث هناك وصلت 1332 فلسطينياً.وتبين الإحصائية التي عمل طاقم القدس دوت كوم، عليها منذ بمساعدة عدد من اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية بسوريا، أن عددا من الشهداء الفلسطينيين سقطوا منذ بداية الاحداث (في الشهر الأول)، وأن الإعلام الفلسطيني المحلي، وكذلك الجهات السياسية والفصائلية لم يكن ملمة بحقيقة ما طال اللاجئين الفلسطينيين، إلا بعد بدء الاستهداف الواضح لبعض المخيمات الكبيرة الواقعة جنوب دمشق، بعد اكثر من عام على اندلاع المواجهات في سوريا.

ووفقاً لهذه الإحصائية فإن أول شهيد فلسطيني سقط في سوريا خلال هذه الاحداث هو وسام الغول، واستشهد أثناء محاولته إسعاف جرحى في قصف تعرضت له مناطق قريبة من مخيم درعا، بتاريخ 23-3-2011 أي بعد ثمانية أيام من اندلاع "الشرارة الأولى للثورة"، ومن ثم تبعه الشهيد محمد خلف، (استهشد بتاريخ 26-3-2011) في "المجزرة" التي وقعت في طريق حي السد، وتبعهما شهيد فلسطيني ثالث يُدعى حمود الجعثوني، واستشهد جراء إصابته بالرصاص في بلدة النعيمة بدرعا، يوم 30-3-2011.
وكانت المواجهات تفجرت في سوريا عقب اعتقال الأمن السوري، 15 طفلاً كتبوا شعارات تنادي بالحرية وتطالب بإسقاط النظام السوري على جدران محافظة درعا الواقعة جنوب سوريا بتاريخ 26-2-2011، وفي الخامس عشر من شهر آذار/مارس من ذات العام، شهدت المدينة ذاتها مسيرة دعا لها نشطاء وشخصيات على شبكة التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" ما شكل "الشرارة الاولى للثورة".
ويوجد في سوريا 10 مخيمات للاجئين الفلسطينيين موزعة على مختلف المحافظات السورية، يقطنها نحو 470,031 ألف لاجئ، منهم 359,550 ألفا يقيمون في مخيم اليرموك جنوب دمشق، وهو أكبر المخيمات الفلسطينية على الإطلاق.
وتوثق الإحصائية أعداد الشهداء الفلسطينيين بشكل تقريبي احياناً، وكذلك الحال بالنسبة لحجم الأضرار التي لحقت بمختلف مناحي حياة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وذلك ابتداء من منتصف آذار/ مارس 2011 وانتهاءً بآذار/ مارس 2013.
نزوح من مخيم اليرموك
نزوح من مخيم اليرموك
وشهد شهر نيسان/ أبريل 2011، سقوط 6 شهداء فلسطينيين في درعا، وهي المنطقة الوحيدة التي كانت تشهد مواجهات وعمليات قصف، تصاعد بين فترة واخرى، ما اسفر عن استشهاد ما مجموعه 124 فلسطينياً في درعا منذ بداية الأحداث وحتى تاريخ هذه الإحصائية، كان آخرهم خمسة من عائلة النابلسي، هم أب وزوجته وأطفالهما الثلاثة، حيث تم إعدامهم ميدانياً.

ومع استمرار وتصاعد الاحداث تدريجيا في انحاء سوريا، كانت أعداد الشهداء الفلسطينيين تتصاعد، وتتباين من فترة الى اخرى ومن موقع الى اخر، حيث بلغ عدد الشهداء في مخيم الرمل باللاذقية منذ بدء المواجهات والاحداث في سوريا 26 شهيداً، وهو أقل المخيمات التي شهدت سقوط شهداء فلسطينيين، مع قوة السيطرة الأمنية للجيش السوري على المحافظة الساحلية التي تطل على البحر الأبيض المتوسط. وسجل سقوط أول الشهداء في مخيم الرمل بتاريخ 10-6-2011 (الشهيد خالد البنا).
واستشهد 65 فلسطينياً في مخيمي النيرب وحندرات في محافظة حلب وأحيائها، وكان اول شهداء تلك المنطقة أحمد عصفور، الذي سقط بتاريخ 6-10-2011، كما استشهد 22 فلسطينيا من بينهم جنود في جيش التحرير الفلسطيني بمدينة أدلب الواقعة إلى الجنوب الغربي من حلب.
وسجل في مخيمات حمص سقوط 39 شهيداً فلسطينيا، كان أولهم الشهيد وليد السيد، الذي سقط بالرصاص اثناء مروره مروره قرب مسيرة في حي الشماس. اما في مدينة حماة ومخيماتها فقد استشهد 28 فلسطينياً، كان اولهم شهيدان سقطا معا في هجوم استهدف مخيم حماة وهما نادر قطان، ونزار العبد الله، بتاريخ 31-7-2011.
ومع اتساع نطاق المواجهات وامتدادها الى مختلف المحافظات السورية، بدأت دمشق وريفها تدخل في آتون الصراع، وأصبحت المخيمات الفلسطينية الكبرى في بؤرة الاستهداف المباشر مع منتصف حزيران/ يونيو 2012. وتظهر الاحصائية التي اعدتها القدس دوت كوم، بالتعاون مع لاجئين فلسطينيين في سوريا، أن عدداً من اللاجئين استشهدوا نهاية عام 2011، جراء عمليات إطلاق نار وقصف تعرضت له مناطق سورية يقطن فيها بعض الفلسطينيين، مثل منطقة دوما بريف دمشق.

وسجل في مخيمات دمشق وريفها وأحيائهما، متمثلةً بمخيمات اليرموك، والحسينية، والسيدة زينب، والسبينة، وجرمانا، وخان الشيخ، وخان دنون، والقابون، ودوما، والمعضمية، وغيرهما، حتى نهاية اذار 2013 ما مجموعه 1050 شهيدا منهم 433 سقطوا خلال الاشهر الثلاثة الاولى من العام الجاري 2013، علما ان شهر آذار وحده شهد سقوط 208 شهيدا فلسطينيا من بينهم 16 سقطوا في اليوم الأخير منه (يوم امس الاحد 31-3-2013)، فيما استشهد 80 في شهر شباط/ فبراير، و 145 في كانون ثاني/ يناير 2013. علما ان بعض الايام شهدت مجازر استهدفت تجمعات اللاجئين الفلسطينيين حيث سقط في يوم واحد 21 فلسطينياً في مخيم الحسينية.

وتشير الاحصاءات الى وقوع عمليات قتل جماعية ومجازر، بحق الفلسطينيين في مختلف المناطق، وخاصةً في دمشق وريفها، حيث قتلت عائلات بأكملها (مثل عائلة المصري التي استشهد 13 من افرادها في منتصف ايلول/ سبتمبر 2012 في بلدة يلدا بريف دمشق)، وسقوط 26 شهيداً في مجزرة مروعة بمخيم سبينة، وغيرها من الهجمات واعمال القصف.
وبلغ عدد الشهداء الأطفال في مختلف المخيمات 149 طفلاً، بالإضافة إلى 249 إمرأة وشابة، ونحو 201 من المسنين، غالبيتهم سقطوا في مخيمات دمشق وريفها.
وتشير المعطيات التي تمكنت القدس دوت كوم من الحصول عليها الى ان 34 من مجمل الشهداء الفلسطينيين سقطوا جراء عمليات تعذيب تعرضوا لها بعد اعتقالهم علما ان مجموع المعتقلين الفلسطينيين في سوريا بلغ نحو 416 تراوحت فترات اعتقالهم ما بين 20 يوماً و 4 شهور، وقد أفرج عن العشرات منهم فيما لازال بعضهم قيد الاعتقال ولا يعرف شيئ عن مصيرهم.
وادت عمليات القتل والقصف والمواجهات المتصاعدة الى حالة نزوح واسعة، من المخيمات والتجمعات الفلسطينية نتيجة القصف الذي كان يستهدفها، حيث غادر ما يقارب 84% من سكان مخيمات دمشق وريفها البالغ عددهم نحو 434,353 ألف إلى مناطق قريبة و 6% منهم فقط غادروا سوريا إلى مناطق مختلفة كغزة ومخيمات لبنان، فيما وصلت نسبة النزوح من مخيم درعا الذي يبلغ عدد سكانه 9,939 ألف، نحو 47%، وما نسبته 4% فقط من مخيم الرمل باللاذقية علما ان عدد سكانه يبلغ 6.534 ألف، و 29% من مخيمات حلب البالغ عدد سكانها 33,548 ألفا، و17% من مخيم حمص (يقطنه 14,399 ألف نسمة)، و 9% من سكان مخيم حماة البالغ عددهم 8,236.
ولحقت بمنازل وممتلكات اللاجئين الفلسطينيين أضرار فادحة، نتيجة العمليات العسكرية وعمليات القصف، وقدرت تلك الخسائر بملايين الدولارات، فيما شهدت مخيمات اليرموك والحسينية وسبينة والنيرب استمر ما بين 86 - 103 أيام، وأدى ذلك إلى نقص شديد في الأدوية والمواد الطبية والمواد الأساسية.
وتأتي هذه الهجمات، وسقوط العديد الكبير من الشهداء الفلسطينيين، رغم التأكيد الرسمي والفصائلي والشعبي داخل فلسطين وخارجها، على تحييد مخيمات اللاجئين بسوريا ونأي القيادة الفلسطينية بنفسها عن الانحياز او التدخل في الشأن السوري الداخلي. هذا وكان وصل مؤخراً وفد من منظمة التحرير الفلسطينية إلى دمشق مؤخرا لمحاولة ثني كافة الأطراف المختلفة عن استهداف المخيمات الفلسطينية، الا أن كل هذه المحاولات، لم تفلح في وضع حد لاستهداف المخيمات ووقف النزيف المتواصل.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف