يكرر احد مهندسي اتفاق اوسلو، يوسي بيلين، الدعوة الى التوصل الى اتفاق مرحلي مع الفلسطينيين، خاصة على ضوء الأزمة الحالية التي تواجهها المفاوضات. ويقول في مقالة نشرها في "يسرائيل هيوم" انه "يتحتم على كيري تغيير توجهه والاكتفاء بأقل مما اراده في بداية المفاوضات. واذا لم يفعل ذلك وواصل محاولة التوصل الى اتفاق دائم، فمن المفضل ان لا يواصل جهوده لحل الأزمة الحالية، لأن ذلك سينطوي على دفع ثمن زائد فقط في سبيل الوصول الى باب موصد بعد أقل من سنة".
وحسب رأيه فان انهيار المفاوضات في الأسبوع الماضي لم يفاجئ إلا جون كيري، ذلك أنه لم يتوقع أي تكهن سياسي أو أي تحليل صحفي، وجود أي فرصة للخطوة الطنانة التي قادها كيري، وهي التوصل الى اتفاق خلال تسعة أشهر. ويقول بيلين: "ان الاتفاق التدريجي الذي لا يطالب بتقسيم القدس، ولا يقود الى الانسحاب الى حدود 67 مع تبادل للأراضي، يعتبر اكثر مريحا لحكومة الليكود – يسرائيل بيتنا، وأقل مريحا لمنظمة التحرير".
ويتمحور الخوف الأساسي، حسب بيلين، حول تحول أي اتفاق جزئي الى اتفاق دائم، ولكن وظيفة كيري يجب ان تتمثل في اقناع الجانب الفلسطيني بأن الولايات المتحدة ستعمل مستقبلا على التوصل الى اتفاق دائم، ولن تكتفي بالاتفاق المرحلي. وما يجب ان يحدث الآن هو الاتفاق في مسالة الافراج عن الأسرى وتجميد قرار الفلسطينيين الانضمام الى المؤسسات الدولية، واجراء مفاوضات مكثفة حول الحدود المؤقتة بين اسرائيل والدولة الفلسطينية التي ستقوم خلال اشهر قليلة. وستطالَب الولايات المتحدة باستثمار جهد أكبر في اقتراح رؤيتها لاتفاق دائم يتقبله الطرفان واقتراح جدول زمني لتطبيقه. وهذا لن يكون سهلا، ولكنه سيكون أكثر عمليا من مفاوضات عبثية للتوصل الى اتفاق غير عملي في الوقت الحاضر بين جانبين استقال احدهما".
وحسب بيلين فان خطأ كيري يكمن في شعوره بانه يتوسط بين رابين وعرفات، بين زعيم اسرائيلي يبدي استعداده لدفع الثمن الملموس لإنهاء الصراع وتحقيق تحول استراتيجي في الشرق الاوسط، وزعيما فلسطينيا يستطيع الزام غالبية شعبه بالخطوات المتناقضة مع شعاراته وخطاباته على مدار سنوات طويلة. لكن الوضع الحالي هو ليس كذلك، فنتنياهو لم ينتخب كي يحقق رؤية معسكر السلام، وعباس فقد قطاع غزة عام 2007. وفي الوضع السياسي الحالي لا بديل عن الخطوة غير المرغوب فيها، ولكنه يفضل التوصل اليها بتوجيه امريكي، على العودة الى العنف والابتعاد عن فرصة ترسيم حدود شرقية لإسرائيل بشكل يضمن مستقبلها كدولة يهودية ديموقراطية.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف