أيها السفراءُ الكرام، أنتم رسلُ فلسطين وممثلوها، أنتم قرون استشعارها، وحاملوا راياتها الوطنية، بعد التحيات والتقدير:
كُلّي أملٌ، أن تُلفتوا نظرَ دول العالم إلى مخاطر انتشار ظاهرة اللاسامية في كل مكان، لأننا –نحن الفلسطينيون الساميون- نحاربُ ظاهرة اللاسامية، ونُعادي ظاهرة العنصريات بمختلف أشكالها وألوانها، ونُحارب كل مظاهر التطرف، بدءا من ظاهرة النازيين الجُدد الإرهابين، إلى ظاهرة اليمين المتطرف في دول أوروبا ، ممن يعتبرون العمال الأجانب في الدول الأوروبية، كوارث وطنية، ينبغي التخلص منهم!
أنتم تعلمون، أنَّ هؤلاء المتطرفين قد اكتسحوا الانتخابات الأخيرة في أوروبا، وظاهرتهم تتنامي يوما بعد يوم، في أكثر دول العالم!
أعزائي السفراء:
يجب أن تُقنعوا الآوروبيين ، بأن نتائج انتشار ظاهرة اللاسامية، والنازية، والعنصرية، تنعكسُ سلبا على قضيتنا الفلسطينية، وتفقدها قدسيتها وتأثيرها.
لا، لأننا، نحن الفلسطينيون، نرفض الظاهرة ونحاربها فقط، بل لأننا نكتوي بآثارها الجانبية أيضا!
يجب أن تُبرزوا لهم نتائج تفشِّي موجة اللاسامية والنازية، وآثارها على قضيتنا الفلسطينية:
ومن أبرز آثارها علينا، تهجير يهود العالم، وإسكانهم ، على أنقاض بيوتنا!
فقد قامت حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، بسحب ملف تهجير يهود العالم، من أدراج الوكالة اليهودية، وبعض الجمعيات والمؤسسات، التي ظلت تحتكر ملف المهاجرين حتى تاريخ اليوم ، كملف غير رسمي ، يُمارس في السر.
أصبح ملف التهجير، بدءا من تاريخ 8/6/2014 ملفا علنيا، تابعا مباشرة للحكومة، وبخاصة، وزارة المهاجرين والاستيعاب ، التي ترأسها الوزيرة، صوفي لاندفر.
وفي الوقتِ نفسِه، رصدتْ الحكومةُ اليوم، مبلغا، وقدره: مائة مليون دولار ،لتعزيز مخزون الهجرة إلى إسرائيل من دول أوروبا على وجه الخصوص، ولا سيما يهود أوكرانيا.
أيها المناضلون الدبلوماسيون، أشركوا معكم سفراء الدول العربية والأجنبية، واستعينوا بالجاليات العربية والفلسطينية، في أماكن تواجدكم، لحماية اليهود في تلك الدول، من أجل إبقائهم في أوطانهم، لأنهم كما تعلمون، سيتحولون من مواطنين أوروبيين مُسالمين، إلى غزاة محتلين، وإلى جنود مقاتلين، يشاركون في كرنفال القمع الاحتلالي.
أقبِّل أياديكم أيها السفراء، لو أنكم تمكنتم من لفتِ نظر يهود العالم، إلى أنهم بمجرد وصولهم إلى إسرائيل، فإنهم سيكتشفون بأنهم ليسوا في أرض اللبن والعسل التوراتية، بل إنهم سيتحولون في وقتٍ وجيز، هم وأبناؤهم، إلى جنودٍ قامعين، ومحاربين لشعبٍ يود أن يحيا بحرية وكرامة في أرضه.
أيها المحاربون في ساحة الدبلوماسية، إليكم هذا الخبر:
نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت 8/6/2013 خطة تهجير يهود أوروبا التالية:
"بعد مرور ستة وستين عاما على تأسيس إسرائيل، فإن الحكومة رصدت مائة مليون، لدعم تهجير اليهود إلى إسرائيل، ولا سيما من الدول الأوروبية، تحت شعار( فرنسا أولا).
وقررت أن تنشيء مؤسسة خاصة، مكونة من ممثلين من مختلف المؤسسات والوزارات، برئاسة مدير عام وزارة الاستيعاب، وعضوية الصندوق القومي، والوكالة اليهودية، وآخرين، لتعمل بحرية في مجال التهجير، ولا سيما تهجير يهود أوكرانيا، وجرت الموافقة على منح كل أسرة جديدة 15000 عند وصولها، وايجاد عمل لذويها، وقد وصل إلى إسرائيل منذ بداية عام 2014..... 1541 مهاجرا يهوديا من أوكرانيا، وتضاعفت نسبة هجرتهم، عما كانت عليه في العام الفائت، ثمانية عشر ضعفا،
قال مسؤول كبير في وزارة الاستيعاب:
نحن نعمل بصمت، بالتعاون مع شركائنا!!، بدون إثارة انتباه العالم، نظرا لحساسية الموضوع، إن إعداد المهاجرين شهادةٌ لنا"
انتهى الخبر من الصحيفة
يا سفراءنا في كل مكان:
إن ما تبذلونه من جهد في هذا المجال، يتحول إلى ربحٍ صافٍ لفلسطين، إنه أهم بكثير من أطنان الخطابات والتصريحات، وأغلى من كل الملفات عن نشاطات الأفراد الموالين والمعارضين، وأثمن من كل الصفقات التجارية، والأرباح الشخصية، وأعلى من كل الألقاب والنياشين.!!
يجب أن نُصحح مسارنا، فنحن الفلسطينيين اكتوينا بنار هجرة اليهود من العالم العربي حتى اليوم!
إن إقناعَ مَن حولكم ، ممن يظنون بأن مطاردة يهود العالم، وإرهابهم وقتلهم، هو فريضة دينية، وعمل وطني، ليس جريمة فقط، ولكنه إساءةٌ لقضيتنا، وحرفٌ لمبادئنا الوطنية، وامتهانٌ لتاريخنا النضالي الطويل، كشعبٍ فلسطينيٍّ، مُحبٍ للحرية والعدالة والمساواة، ومركزٌ رئيسٌ وأزليٌّ للتعايش بين الأديان السماوية الثلاثة!!
وأخيرا على حكومتنا الفلسطينية أن تتبنى هذا الملف أيضا، على المستوى الوطني الفلسطيني في كل الوزارات والمؤسسات، التي لها علاقات مع دول العالم، وعلينا أن نستحدث مقررات في مناهجنا التعليمية توّثّقُ مبدأ التعايش مع الآخرين المختلفين عنا، كسياسة وطنية تربوية فلسطينية، فالدول لا تتقدم، إلا باحترام حقوق فسيفسائها العرقية والإثنية والدينية!!


لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف