لم يسقط في اليرموك عدد من الشهداء يساوي عدد الذين سقطوا في الشجاعية، لكن مأساة اليرموك، هي نفسها مأساة الشجاعية.

اليرموك، ملجأ للاجئين الفلسطينيين المحرومين من العودة إلى منازلهم التي هجروا منها منذ العام 1948.

واليرموك ضحية اجتياح المسلحين له، وقد زجوا به في معارك لا علاقة له بها، زجوا به في أتون الأزمة السورية، وهو الذي حرص على أن يبقى منطقة أمن وأمان ومحبة وإخوة لسكانه وللذين لجأوا إليه من أهوال الحرب.

اليرموك، وأهله، ضحية، مشردون، محاصرون، محرومون من حقهم في العيش الكريم، كما يعيش باقي البشر.

الشجاعية ضحية مجزرة بشعة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، انتقاماً من الفلسطينيين بعدما أوقعوا في صفوف العدو خسائر فادحة، وبعد ما صمدوا في وجه الآلة الحربية الإسرائيلية، وبعدما رفضوا الاستسلام، وتمسكوا بأرضهم ورفضوا النزوح عنها.

الشجاعية، بشهدائها وجرحاها، ومهجريها عنوان آخر، يضاف إلى عناوين المجازر الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. وضد أبناء الشعوب العربية في مصر، ولبنان، وسوريا، والأردن.

لا تفاجئنا بشاعة الجريمة الإسرائيلية، ولا تفاجئنا شراهة العدو للدم الفلسطيني، بل يفاجئنا هذا الصمت العربي المريب، وهذه المواقف الغربية، الأوروبية والأمريكية، التي لم تكتف بالصمت بل وفرت للعدو الإسرائيلي غطاءً سياسياً.

من اليرموك إلى الشجاعية. لا ندري كم يحتاج الفلسطينيون من الدم يدفعونه على طريق الحرية، حتى تستيقظ أوروبا والولايات المتحدة دفاعاً عن حقوق الإنسان الفلسطيني.



لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف