تكافح صناعة المكانس التقليدية (مكانس القش) الاندثار في أسواق الضفة الغربية في ظل تطور الصناعة، ووجود المكانس الكهربائية، وأيضًا الأخرى اليدوية التي تصنع من المواد البلاستيكية.
ومنذ أكثر من 30 عامًا يعمل الحاج صبري رفيق من بلدة روجيب شرق نابلس شمال الضفة في صناعة هذه المكانس، ويشرف على ورشة يعمل بها ثلاثة عمال ينتجون نحو 150 مكنسة يوميًا تسوق محليًا.
وتعلم رفيق هذه المهنة عن والده، وعلمها لنحو 30 عاملاً، وهو يعيل أسرته من عائد عمله في ورشته.
منذ أكثر من 30 عامًا يعمل الحاج صبري رفيق في صناعة هذه المكانس
ويؤكد رفيق أنه سيبقى يعمل في هذه المهنة ما دام قادرًا على العمل من أجل توفير قوت أسرته.
ويشير إلى أن هذه المهنة تعد فلكلوريا شعبيًا، وأن أكثر من 30 ورشة لصناعة مكانس القش كانت توجد في بلدته، أما اليوم لا يوجد سوى اثنتين.
ويستخدم رفيق أدوات بدائية بسيطة تسمى حسب مسميات المهنة "بمسلة وقالب ومجيانة وخيطان"، وكلها عبارة عن أدوات يدوية.
وصناعة مكانس القش كما سواها من الصناعات التقليدية الفلسطينية تعاني من التراجع وتقاوم الاندثار أمام منتجات حديثة مستوردة في غالبها من الصين إلا أن الحاج صبري يصر على التمسك بالصناعة ويعدها جزءًا من حياته اليومية.
بالنسبة للحاج صبري رفيق فإنه يرى مهنته هذه مثل أولاده فقد اعتاد عليها ولا يمكن أن يتركها.
وبخفة ورشاقة أخذ العامل نافذ سليمان يخيط مكنسة مستخدمًا أدوات العمل التقليدية، مشيرًا إلى أنه يستطيع صناعة 15 مكنسة في الساعة الواحدة.
العامل نافذ سليمان يستطيع صناعة 15 مكنسة كل ساعة
ويضيف اعمل منذ ما يقارب الـ20 عامًا بهذه المهنة إلا أنها ليست الدخل الوحيد لي لعدم جدواها الاقتصادية.
ويعيل سليمان عائلة مكونة من ستة أفراد بينما، موضحًا أنه يتم بيع المكنسة الواحد للتجار بثلاثة شواقل، وفي أفضل الأحيان بأربعة.
ويشير إلى أنه رغم التطور في الصناعة واستخدام المكانس الحديثة إلا أن الإقبال ما يزال على حاله على المكانس التقليدية.
ويشتري سليمان مواده الخام من المزارع الفلسطيني الذي يزرع نبتة "الكناس" بسهول الضفة ويعمل على تقطيعها وتشكيلها.
ويستورد التاجر عوني دويكات نبات شبيه بالكناس العربي من الصين ومن دول أخرى لسد النقص في الإنتاج الزراعي الفلسطيني المحلي لاستخدامه بالصناعة التقليدية في محال البلدة.
الحاج صبري رفيق


ويقول دويكات : "نشتري تقريبًا كل ما يزرع بالأراضي الفلسطينية إلا أن الإنتاج غير كاف كون المزارع الفلسطيني بات يزرع منتجات تدر عليه دخلاً أفضل، مما يدفعنا إلى الاستعانة بالمستورد".
ويوضح أن الزراعة المحلية كانت تسد حاجة الصناعة إلا أنها تتراجع بشكل مستمر.
ويسوق دويكات منتجات محل الحاج صبري بأسواق الضفة، مشيرًا إلى أنه كان يصدر منتجاته إلى الأردن إلا أن الاحتلال منع التصدير منذ العام 1990.
أبو إبراهيم صاحب ورشة صناعة المكانس سابقًا يتحدث عن أسباب تركها قائلاً: إن "المهنة جميلة وممتعة إلا أنها لا تستطيع أن تعيل عائلة، لتدني الدخل المجني منها بالإضافة إلى منافستها من قبل المكانس البلاستيكية والمستورد والمكانس الكهربائية داخل المنازل".
ويضيف أن المواد الخام باتت قليلة والمشغل بحاجة إلى مواد مستوردة مما يزيد العبء على المصنع.
وفي قرية سالم القريبة من نابلس، ما تزال الحاجة أم محمد اشتية تستخدم مكنسة القش التقليدية في تنظيف ساحة منزلها، مشيرة إلى أنها لا تستغني عنها بينما تستخدم السيدات مكانس البلاستيك ذوات العصي الطويلة لخارج المنزل والكهربائية لداخله.
وتؤكد اشتية أن مكنسة القش تراث قديم بات غير متوفر في الكثير من المنازل بالضفة ويكاد يكون نادرًا في بيوت المدن.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف