"طالعت تقريراً لا يخلو من سجع وفذلكات تحاول أن تكون تراثية، وموقع بإسم مصطفى اللداوي.. يخلو من السياسة.. أود أن أُذكر مصطفى أنني من اوائل مَنْ زاروه بدمشق – مخيم اليرموك – التي حلّ بها في يوم شتائي عاصف.. وكنت من الذين كتبوا كثيراً عن الشهيد يحيى عياش "المهندس"، وكان يقطن في غرفة صغيرة بملحق باليرموك.. وعندما حدثت أبو النوف بالحال التي رأيت.. غرفة بملحق يعصف به الريح، وطفلة رضيعة.. لم استطع النظر في عينيه.. لرؤيتي لمعانها بدمعة الرجال.. الرجال.. سبحان من غير الحال.. أتوقف هنا...
كما اتوجه بالشكر لرفاقي الذي استخدموا صفحتي على الفيس بوك..".
هذا وذاك من الآثمين.. ينطقون زوراً بإسم الدين، وقد شربوا السموات السبع.. هما ينطقان حين تنحط الأخلاق.. وتسقط القيَّم إلى حضيضها.. حين يكون المصير جحيمي.. ينعمون بالظلمات.. والقمر مُحاق.. يوغل الليل في سواده.. مرتعٌ للصوص والقمائين.. وفي العطفات حين تدق أبوابهم: "تستري يا مَرهَ من عورة شعرك.. فالأنثى لا يسترها إلا عتمة القبر"..
هي الأمور هكذا.. والتستر ليس في صالح التاريخ.. ولا الفضائيات المعممة.. لا حتى الأغطية.. عن الارتباطات السياسية.. الانغلو – ساكسونية.. والبترودولار.. والزبائنية من أغنياء المال والأنفاق... والبطالة المرابطة بإسم السماء زوراً.. ومَنْ يعشْ في الظلمات.. لا يرفع ستارةً خوفاً من الشمس.. والحديث يطول..
في أشلاء وطنٍ بنصفين.. يرتزقون من العويل والنحيب.. وأحياناً النباح هذا هو الليل الموغل في سواده.. يعودون بتقاويم الندم.. ماذا يتبقَ من المرء حين يخون قيمه.. والكراسي مآسي... ماذا يتبقَ من الدين حين يباع بفتوى.. انغلو – ساكسونية..
أبو النوف
تكفينا ينابيعك..
وشذراتٌ من محبتك..
وبنفسجك الفلسطيني الذي لا يرتبك
منقوش في حدقات عيوننا..
وخطواتك تكفينا..
المطوقة بالعواصف..
ثورياً في زهدٍ صوفيٍ
طالما نظرتُ .. وبابك مفتوحاً..
يا متعدد الرؤى.. تثقفت بأنبل ما أنتجه الانسان.. المفتوح على المستقبل.. وحين يضيق الحال.. تفتح ازرار قميصك.. كشابٍ في القدس.. وتصرخ.. لا .. ومعها أشعار الحسين والحلاج.. والحدائق الزينبية للفقراء.. الانسان.. الانسان المفتوح على المستقبل..
ترى قوافلٌ للحياة.. للأناشيد.. للوطن.. وترى نصوصك واقعاً.. وأنت ترتقي من المحلية الضيقة إلى الإنساني المتسع.. لا تشتعل نيرانك.. إلا بنفوس تمتلكها المحبة الخالصة.. مفتوح على الأنوار.. ثورياً واقعياً.. صوفياً.. وأنت كالخبز القروي دوماً.. حال خروجه من التنور.. عواطفك الساخنة.. لترى أسراباً من الضوء أمامك..
كسرُ المكلوم لا يجبره إلا حنانك.. واللوعة لا يطفئها إلا لقاءوك.. والشوق إليك.. لا يوقفه إلا وجهك.. والذلة لا يعزها إلا إسمك.. ورعب الأطفال لا يوقفه إلا حنانك.. ها.. طيفك يتجول في صدري.. وعطشنا لا يرويه إلا شغفك.. وقد قطعت بنا طرقات الفجر.. على درب النور والريح.. حتى اسقاط حرف "الراء" من الحرب.. وأنت سورة الماء.. والدمعة السماوية في ليلة الميلاد.. ونحن نحتسي اللهب.. بكؤوسٍ من الجمر.. لا المنجنيقات قادرة أن تهدّ صرحك المتين.. ولا الأعاصير بإمكانها أن تبدد رحلة محبة.. رحلة كلماتٍ من النور.. رحلة منارة على محيط..
فكيف بالذين يرتزقون من العويل والنحيب.. لهم الليل الموغل في سواده والقمر محاق.. يعودون بتقاويم الندامة.. لا يعتبرون .. لينتظروا طوفاناً عظيماً يطهرهم من عار التاريخ..
ويغسل المجتمعات من بذور الخراب ..

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف