قال أيمن عودة رئيس «القائمة المشتركة» إلى انتخابات الكنيست الأخيرة إن الفلسطينيين في إسرائيل يحتاجون لاستراتيجية تركز على البقاء كأولوية، معتبرا أن بقاءهم هذا مهدد وغير محسوم، داعيا إلى تبني مشروع يوظف طاقات المجتمع العربي في إسرائيل للتأثير على المجتمع الإسرائيلي.
وأشار عودة خلال مشاركته في مؤتمر إطلاق تقرير «مدار» الاستراتيجي للعام 2015، في رام الله، أمس، إلى وجود حاجة إلى إحداث تغيير في طابع خطاب الجماهير العربية في الداخل، مضيفا: «نحن كجماهير عربية نتشدد بالخطاب، رغم أن خطابنا معتدل، فأكثرنا تطرفا يطلب دولة المواطنين.. هناك تطرف في شكل الخطاب، واعتدال في جوهره، وهذا الأمر يستحق معالجة وبحثاً فيما بيننا، مثل كيفية طرح موضوع المساواة».
ولخص عودة ما يحتاجه الفلسطينيون في إسرائيل في ثلاثة أمور، هي: البقاء، والهوية، والمواطنة، موضحا أنه يعتقد أن بقاء الجماهير العربية على أرضها هو أهم إنجاز فلسطيني، وأن واقع الانتماء الوطني لا يثير المخاوف، لكن ذلك لا ينفي وجود مخططات لتشويه هذا الانتماء، أما فيما يتعلق بالمواطنة، فأوضح عودة أن المقصود بها «المساواة، وأن نضع وزننا في كافة القضايا مثل السلام والديمقراطية، والتأثير على المجتمع اليهودي الإسرائيلي».
وحول أداء «القائمة المشتركة» في الانتخابات الأخيرة قال عودة: «لقد تصرفنا كشعب في ظل واقع عربي منقسم، وهذا أمر أساسي، خاصة أننا مواطنون في دولة تعمل منهجيا على تقسيمنا، تصرفنا كشعب متكامل، وفرضنا عليهم (الإسرائيليين) أن يتعاملوا معنا على هذا الأساس، وهذه نقطة بداية، يجب أن نعمقها خلال السنوات القادمة».
واعتبر تقرير «مدار»، أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، تعبر بوضوح عن صعود ما سماه «إسرائيل الثالثة»، التي تتسم بتسارع تحول المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين، وتحول خطاب اليمين من الخطاب الاجتماعي الليبرالي، إلى الخطاب الاستيطاني النيوليبرالي المشبع بالمفردات الدينية، إلى جانب استمرار حالة التشرذم الحزبي والسياسي الداخلي.
وأضاف التقرير، إن الفوز الحاسم لنتنياهو على «المعسكر الصهيوني»، وما شهدته المعركة الانتخابية من استقطاب حاد، يكرّس ملامح حزب الليكود حزبا استيطانيا، مبينا أن هذا التغيير في المشهد الإسرائيلي العام ليس طارئا وعابرا، بل يأتي كتعبير عن تغيّرات ديموغرافية عميقة شهدها ويشهدها المجتمع الإسرائيلي، وينتظر أن ينعكس سلبا على استعداده للمضي في تسوية سياسيّة جادة.
وأوضح أن التغيرات التي كشفتها الانتخابات للكنيست العشرين، تتمثل بارتفاع مستوى التديّن وشيوع بعض أنماطه المتشددة، وفي تداخل أمور الدين والدولة، في ظل تزايد ثقل المستوطنين الذين باتوا يشكلون 10% من السكان، وضعوا بثقلهم وراء الليكود «الجديد»، فيما شكل اليمين الشرقي مصدر دعم الليكود في الثمانينيات.
ويرى التقرير أن إسرائيل ستواصل على مستوى العلاقات مع الفلسطينيين سياسة إدارة الصراع من جهة، والقيام بتغييرات على الأرض تحيل حلّ الدولتين إلى شبه مستحيل، عبر تعميق الاستيطان وتغيير الواقع الديموغرافي على الأرض، من خلال تصعيد المخططات في مناطق القدس ومناطق ج، والاستمرار في مساعي نزع الشرعية عن أي حراك فلسطيني، سواء أكان سياسيا رسميا، أم شعبيا ميدانيا، والعمل على ربط النضال الفلسطيني بالإرهاب «الإسلامي» كما تمثله حركات كداعش والقاعدة وبوكو حرام.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف