يخوض الرئيس الأميركي جو بايدن، المرحلة التالية من إدارته بنسبة تأييد ثابتة من غالبية الأميركيين مع ارتفاع شعبيته؛ لا سيما بفعل الدعم الشعبي واسع النطاق لتعامله مع جائحة فيروس كورونا، حسب استطلاع جديد للرأي.

وأظهر الاستطلاع الذي أجراه مركز "نورك" لأبحاث الشؤون العامة التابع وكالة "أسوشيتد برس"، وشمل 1842 شخصاً في الفترة من 29 أبريل إلى 3 مايو، أن معدلات تأييد بايدن الإجمالية بلغت 63% في الشهر الرابع من رئاسته.

وعندما يتعلق الأمر بمعالجة الرئيس الديمقراطي الجديد للجائحة، فإن 71% من الأميركيين يؤيدونه، بما في ذلك 47% من الجمهوريين.

وأشار استطلاع أيضاً إلى ارتفاع معدلات تفاؤل الأميركيين بشكل عام بشأن حالة البلاد، إذ قال 54% إن البلاد تسير على الطريق الصحيح، وهي نسبة أعلى من أي فترة في استطلاعات "أسوشيتد برس/ نورك" منذ عام 2017، بينما قال 44% إنهم يعتقدون أن البلاد تمضي في المسار الخطأ.

ووفقاً للوكالة، عززت هذه المؤشرات الإيجابية الثقة في إدارة بايدن بعد انتهاء أول 100 يوم للرئيس في منصبه، وهي فترة تمكن خلالها من الحصول على حزمة إغاثة من الجائحة بقيمة 1.9 تريليون دولار، وزيادة معدلات التطعيم ضد كورونا في جميع أنحاء البلاد.

مرحلة أكثر صعوبة

وكما كان الحال طوال فترة الجائحة، ثمة فجوة حزبية واسعة في وجهات نظر الأميركيين حول مخاطر كورونا، إذ قال 69% من الديمقراطيين إنهم ما زالوا قلقين إلى حد ما على الأقل، بشأن الإصابة بالفيروس، مقارنة بـ33% فقط من الجمهوريين.

وعلى الرغم من التقييمات الإيجابية العامة للأميركيين، فإن مستشاري بايدن يدركون جيداً أن المرحلة التالية من رئاسته قد تكون أكثر صعوبة؛ لا سيما مع تباطؤ معدلات التطعيم، في وقت تعاني الإدارة بشأن سبل إقناع أولئك الذين يترددون في الحصول على اللقاحات حول سلامتهم وفعاليتهم.

في هذا الإطار، قال جيف زينتس، منسق الاستجابة لفيروس كورونا في البيت الأبيض: "لقد تجاوزنا منعطف الخطر".

وأضاف في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، الأحد، أن الولايات المتحدة أقرب إلى السيطرة على جائحة فيروس كورونا، وأن مسؤولي الصحة يركزون على التحدي التالي وهو تطعيم المزيد من الأميركيين.

التوظيف والهجرة

وفي ظل الشكوك بشأن استمرار تباطؤ معدلات التوظيف أو كيف ستؤثر على آراء الأميركيين حول تعامل بايدن مع الاقتصاد، استقر معدل تأييد بايدن بشأن الاقتصاد عند 57%؛ وذلك قبل الإعلان، الجمعة، عن فرص العمل الجديدة في شهر أبريل الماضي التي سجلت 266 ألف وظيفة.

بالمقارنة مع معدلات تأييد بايدن بشأن الوباء، ثمة انقسام حزبي صارخ في وجهات النظر حول طريقة تعامله مع الاقتصاد. إذ يدعم جميع الديمقراطيين تقريباً بنسبة 91%، قيادته الاقتصادية، بينما يؤيده 19% فقط من ناخبي الحزب الجمهوري.

وفي حين سيطرت الجائحة والاقتصاد على الأشهر الأولى لبايدن في منصبه، تلوح في الأفق قضايا أخرى مهمة، مثل الهجرة.

وقضية الهجرة أصبحت بشكل خاص مصدر قلق متزايد للبيت الأبيض الذي يواجه موجة تدفق للمهاجرين، بما في ذلك من قبل القصّر غير المصحوبين بذويهم، على الحدود الأميركية مع المكسيك.

علاوة على ذلك، حاول الجمهوريون ربط هذا الارتفاع بتراجع بايدن عن السياسات الحدودية الأشد صرامة التي سنها سلفه دونالد ترمب.

والهجرة أيضاً من بين القضايا التي حصل فيها بايدن على أدنى تأييد بحسب الاستطلاع، إذ وافق 43% على طريقة تعامله مع القضية، بينما رفضه 54%.

السياسة الخارجية والسلاح

وحصل الرئيس أيضاً على تأييد أقل في ما يتعلق بالسياسة المتعلقة بالأسلحة النارية، التي عادت إلى صدارة النقاش الوطني بعد سلسلة من عمليات إطلاق النار الجماعية في جميع أنحاء البلاد. وينقسم الأميركيون إلى حد كبير حول نهج بايدن تجاه هذه القضية، الذي أيده 48%، بينما عارضه 49%.

ومن المرجح أيضاً أن تتضمن المرحلة التالية من رئاسة بايدن مزيداً من الإجراءات بشأن السياسة الخارجية؛ لا سيما بعد إعلان سحب جميع القوات الأميركية من أفغانستان بحلول سبتمبر، واستئناف المفاوضون الأميركيون المناقشات مع إيران بشأن اتفاق نووي جديد.

كما أشار البيت الأبيض إلى أن بايدن قد يعقد أول لقاء شخصي له مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الصيف. وفي غضون ذلك، تقول غالبية ضئيلة من الأميركيين بنسبة 54%، إنهم يوافقون على سياسة بايدن الخارجية.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف