عملية الدهس والطعن امس في حي روميما في القدس هي العملية الرابعة في الاسبوع الاخير في المدينة. يبدو أن في القدس، مثلما في الضفة الغربية، تبلورت عادة غريبة من العمليات. شبان فلسطينيون، احيانا اطفال، احيانا نساء يحاولون المس بالمارة أو بافراد الشرطة فتطلق عليهم النار، في الغالب حتى الموت، وبسرعة. في معظم الحالات لا يتمكنون من التسبب باصابات خطيرة قبل اطلاق النار.


في الاحداث الاربعة في الاسبوع الاخير اصيب بالاجمال خمسة اشخاص. اربعة بجراح طفيفة وواحد متوسطة. كل المخربين باستثناء واحد اطلقت النار عليهم فقتلوا. يبدو أن احدا منهم لم ترسله منظمة واحد منهم ايضا لم يبذل جهدا في الفكر والتخطيط في تنفيذ العملية. كما أن صور السكاكين التي تلتقط من الساحات تشير الى أن مصدر هذه الهجمات هو الغضب العفوي وغير العقلاني. سكاكين بسيطة غير كبيرة وسكاكين مطبخ.


في هذه الاثناء ما كان يبدو حتى قبل بضعة اشهر كواقع لا يطاق يصبح، بلا مفر، روتين حياة. ومثل ما حصل في السنة الماضي، مع تعاظم موجة العنف بعد مقتل محمد ابو خضير وحملة الجرف الصامد، في حينه ايضا كان احساس بان المدينة تغرق في أزمة عميقة وفي حينه ايضا دفعت المدينة ثمنا ولكنها اعتادت.


لقد غير الناس عاداتهم. بدأوا ينزلون من القطار الخفيف قبل محطة من شعفاط والسفر في الباص، واليهود أخذوا ينأون باقدامهم عن محلات شرق المدينة والفلسطينيون بدأوا يمتنعون عن زيارة اماكن الترفيه في غربيها. ولكن الازمة العميقة التي نذكرها من عهد الانتفاضة الثانية لم تؤثر على المدينة. موجة العنف اياها لم تنسى ابدا وفي الاشهر الاربعة الاخيرة انضمت اليها موجة جديدة تميزت بالسكاكين.


في الجولة الحالية ايضا، تتغير المدينة وحياتها الاعتيادية تتضرر. اصحاب المحلات، سائقو السيارات العمومي والمتسوقون يتفقون على أن الاحداث حققت تغييرا في حركة الجمهور في وسط المدينة. كما أن ثمة ضعف آخر في الاعمال التجارية المتعلقة بالسياحة وضرر دراماتيكي بالاعمال التجارية في البلدة القديمة وفي الاسبوع الماضي اغلق عدد من الاعمال التجارية في وسط المدينة، بعضها قديم جدا.


حول المدارس لم يتم بعد اعادة الحراسات الامنية التي الغيت بضغط من الاهالي. ولكن صحيح حتى اليوم يبدو أن سكان القدس يعتادون ايضا على عمليات الطعن: أمس كانت المقاهي في وسط المدينة مليئة وهكذا ايضا القطار الخفيف. يصعب القول انه يوجد رعب من الطاعن التالي.


في العمليات الكبرى للانتفاضة الثانية طورت أجهزة الطوارىء وبلدية القدس عادة مخيفة لاخفاء العمليات من الرحاب العام. كان هناك من اختص في تنظيف الدم، آخر في جمع اشلاء الانسان، واجتهدت الشرطة لفتح الطريق بسرعة واعادة الحياة الى مجراها الطبيعي.


حجوم كموجة الارهاب الحالية مختلفة تماما ولكن هذا الجهد، في المحو السريع للاحداث بارز ايضا في العمليات الاخيرة. ولكن الاكثر تفاؤلا ايضا يفهمون بان هذا المحو ناجع فقط حتى مرحلة معينة. كلما استمرت العمليات هكذا يتعاظم الاحتمال لعملية ذات مغزى أكبر ولمس حقيقي بمجرى الحياة الطبيعي في القدس.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف