. لا بد أنه يتعين عليَّ أن أطلب العذر من الكاتب والنص في أسفار يحزقيل ويرمياهو، عن خصي القول الذي يعرفه كل ولد يهودي عن ظهر قلب. العذر مطلوب ايضا عن تغيير التفسير لهذه الكلمات الستة.

والمقصود هو بالطبع، عصبة المنفلتين واهاليهم واصدقائهم وشركائهم ومحاميهم ممن يصرخون استياء الان من المخابرات التي بفضلها جدا نعيش كلنا على هذه الارض. فحسب معتقدهم، نحن نعيش هنا بفضل من يجلس في الاعالي، ولكن حتى هو يحتاج احيانا الى ي. و ن. و ج. وباقي أحرف الأبجدية ليقوم بالمهامة. ما العمل؟ صعب على الرب وحده.

من المهم الانتباه الى أنه منذ بدء الاستيطان في المناطق في 1974 لم تتجرأ كل حكومات اسرائيل، من الليكود والعمل، على أن تعتقل وتقدم الى المحاكمة معلمي الفقه، الحاخامين، ممن يأتمر الالاف بإمرتهم شبه الحصرية ويلتقطون التلميحات من عيونهم اللامعة وكلماتهم التي لا يفهمها الا القلة. دولة بعثت الى السجن برئيس، وزراء ونواب، وتوشك على أن تبعث الى هناك برئيس وزراء، لم تتجرأ – وهذه هي الكلمات الصحيحة – على العمل ضد حاخامين مثل اسحق غينزبرغ وأمثاله، ممن يحرضون الجماهير ويقربوننا جميعا الى شفا الهاوية. والسبب يكاد واحدا ووحيدا: صور الكارثة. حتى لو لم يكن احد من اصحاب القرار اليوم في تلك الايام الفظيعة اياها فان الكارثة مخطوطة في ذاكرة الجميع – في صور اليهود الاصوليين الذين تقص لحاهم في الشوارع وحاخامون يسيرون وهم يحملون كتب التوراة في أيديهم نحو حتفهم.

كل أصحاب القرار في كل الحكومات يخافونهم جسديا. رئيس وزراء واحد لم يخف (بل وفي الخفاء ساعدهم) قتله احد المؤمنين بهم. اولئك الحاخامين، ممن يتميزون بسيماء محترمة وبحلو اللسان، ممن يبعثون بالتلميح المؤمنين بهم المتحمسين الى النار، هم جبناء يختبئون خلف جمهورهم ويتباكون على فقدان الايمان في الدولة، ومن السلطات (التي تساعدهم)، من المخابرات والشرطة، من الجيش الذي يبذل قصارى جهوده كي يحميهم. كلنا مذنبون باستثنائهم. هم الذين أطعمونا النيء وافسدوا اسنان الابناء الذين آمنوا بأقوالهم.

2. الحيونة: هاكم اقتراح للمتحدثين والكاتبين باسمهم وباسم الدولة: لا تهزأوا من دونالد ترمب الذي يقترب بخطوات هائلة نحو الترشيح للرئاسة الامريكية. فهو قد يكون رئيس القوة العظمى الاكبر في العالم. اذا كان هذا ما سيحصل لا سمح الله، فانه سيحاسب، هو كرئيس والاف من عاملي ادارته، بالتأكيد الزعماء الذين سخروا منه علنا ومن خلف ظهره. انتم تقولون: لا يحتمل؟ الموقع أدناه يقول لكم: يحتمل. لا يصدق؟ يصدق. فمن من قراء هذه السطور تصور في أي مرة كانت بان ... (املأوا الفراغ) سيكون نائبا في اسرائيل؟ وزيرا؟ مديرا عاما؟

ما يحصل في هذه الايام في الولايات المتحدة يشهد على مسيرة تعصف في هذه السنوات بالعالم كله: الحيونة، السطحية، البيع بنجاح لكل شعارات كاذبة، تفكير من ثانيتين وتصويت من ثانية واحدة. لملايين المقترعين لا يهم على الاطلاق السياسة والبرنامج السياسي. مهم المظهر الخارجي، قدرة الخطابة، الكلمات اللامعة والفارغة حتى لو اختبأ خلفها صفر أفعال. يخيل انه باستثناء، ربما، انجيلا ميركيل من المانيا، لا يوجد اليوم زعيم ذو قامة هو ايضا ذو روح. والذنب ليس ذنب الزعماء غير المناسبين بل المصوتين لهم، الذين ليس لهم الوقت والقوة والمصلحة لفحص الامور وهم يسيرون خلف انبياء الكذب ولا يتصورون بانهم يراهنون ايضا على حياتهم في تلك الثواني خلف الساتر الانتخابي.

في قراءة ثانية لهذا المقال أفرك يدي واصرخ مرارة: ماذا فعلت؟ أنا ايضا هزئت بترمب. حسنا، فليشطبوا اسمي من قائمة ضوف البيت الابيض. على أي حال لم اكن فيه في أي وقت من الاوقات.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف