اختبار قوة لرئيس العمل اسحق هرتسوغ. على خلفية التوتر الداخلي في حزب العمل، ينعقد اليوم مؤتمر الحزب في حدائق المعارض في تل ابيب في بحث سياسي – امني، من المتوقع أن يكون عاصفا. وفي مركزه ستكون خطة الانفصال عن الفلسطينيين التي تقدم بها هرتسوغ وكان عرضها على الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند ووزير الخارجية الامريكي جون كيري.
وعليه فمن اجل محاولة الخروج من المازق، يقترح هرتسوغ صيغة ترمي الى الحفاظ على دولة اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، من خلال جدار فصل يمنع تسلل المخربين ويعيد الامن لسكان اسرائيل.
وحسب الخطة، يمكن للكتل الاستيطانية أن تواصل البناء داخل الكتل، ولكن ليس خارجها. كما تتضمن الخطة فصل القرى العربية في شرقي القدس عن العاصمة ونقلها الى السلطة الفلسطينية، وذلك حفاظا على الاغلبية اليهودية في القدس.
من خلال خطة الفصل يسعى هرتسوغ الى تحقيق "فترة تبريد" من عدة سنوات لتخفيض حدة التوتر بين الشعبين، قبل المفاوضات على الاتفاق النهائي. وفي هذه الفترة يتاح للفلسطينيين تحسين اقتصادهم ومستوى حياتهم، الامر الذي يخفف الضائقة واليأس اللذين يغذيان الارهاب. كما يقترح ان تنقل الى السلطة الفلسطينية الصلاحيات المدنية في اراضيها، مع ابقاء الصلاحيات العسكرية في يد الجيش الاسرائيلي الذي يبقى في هذه المرحلة في كل المنطقة.
والى جانب كل هذه الخطوات يعد هرتسوغ بحرب بلا هوادة ضد منظمات الارهاب وبالتوازي بخطوات عسكرية وسياسية بهدف عزل حماس وادخال السلطة الفلسطينية للسيطرة في قطاع غزة. كما يقترح هرتسوغ اشراك الدول العربية المعتدلة في الكفاح المشترك ضد الارهاب الاسلامي المتطرف وعقد مؤتمر امني اقليمي لاقامة حلف اقليمي يعمل على القضاء على الاسلام المتطرف، بما في ذلك في مناطق السلطة الفلسطينية ويتيح حوارا اسرائيليا فلسطينيا.
وقبيل خطابه في المؤتمر قال أمس هرتسوغ لـ "معاريف الاسبوع": "في خطابي في ندوة معهد بحوث الامن القومي قلت إن هذه الخطة ستواجه انتقادا من اليمين المتطرف ومن اليسار المتطرف. ثلثا الشعب معي، الاطراف فقط هم ضدي، لأن نقطة انطلاقي هي الحاجة الى تحقيق الانفصال وضمان وجود دولة يهودية وديمقراطية.
سيتعين على الحزب أن يقرر اذا كان هو حزب حكم أم فرع لميرتس. يمكنني أن اصرخ كل اليوم دولتين، ولكن في هذه الاثناء الواقع على الارض يزحف باتجاه دولة واحدة، عربية – يهودية. هذا ما يجب أن نوقفه من خلال الفصل بين الشعبين. الانفصال، الامن وتحقيق الهدوء هي خطوات اولى وضرورية نحو تحقيق رؤيا الدولتين".
وكانت خطة هرتسوغ تعرضت لانتقاد في الحزب، فيما كانت على رأس المنتقدين النائبة شيلي يحيموفيتش، التي اتهمته بالغمز لليمين. فقد قالت بعد أن علمت بخطة هرتسوغ إنه "حيال ائتلاف يجره من شعره سموتريتش وحزان، من واجب حزب العمل أن يطرح بديلا يتمثل بالحوار السياسي وألا يتنازل عنه بادعاء يميني معتاد بأن ليس هناك مع من يمكن الحديث".
وسيتضمن مشروع القرار الذي سيطرح اليوم على التصويت في المؤتمر مقاطع من الخطط السياسية – الامنية التي عرضها مؤخرا النواب حليك بار، عومر بارليف وعمير بيرتس.
موضوع آخر سيطرح اليوم على جدول اعمال المؤتمر ويثير هو ايضا خلافا داخليا وعصفا للخواطر، هو اقتراح بأن يعقد في موعد لا يتجاوز ايار 2016 مؤتمر آخر يقرر جدولا زمنيا لانتخابات داخلية في الحزب. والى ذلك يعقد النائب عمير بيرتس غدا مؤتمرا صحفيا يعلن فيه عن ترك الحركة وعودته مرة اخرى الى حزب العمل. ويقدر نشطاء كبار بأن هذا هو محور داخلي جديد في الحزب بينه وبين يحيموفيتش.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف