ليس صعبا أن نتخيل دونالد ترامب في يوم الانتخابات للرئاسة في تشرين الثاني 2016 يدعو مؤيديه للتصويت له لان "السود يتدفقون نحو صناديق الاقتراع". فقد حُمل ترامب على أكتاف الطبقة الوسطى الامريكية، التي تعاني من أزمة اقتصادية، تكره المهاجرين من العالم الثالث وأقل ما يقال هو أنها لا تتحمس للعيش في ظل رئيس أسود. ووصف المرشح الجمهوري بعضا من المهاجرين الهسبانيين بانهم مغتصبون، وبالكاد تنكر من الدعم الذي ناله من قادة تنظيم الكو كلوكس كلان العنصري. والحل: بناء سور عالٍ على طول كل الحدود المكسيكية ومنع دخول المسلمين الى أمريكا.
فهل يبدو لكم هذا معروفا. ترامب، الذي يتصرف ويتبجح كحاكم وحيد، هو مثابة هوغو شفيس امريكي او بيبي نتنياهو ثري. الانتخابات في الولايات المتحدة هامة لاسرائيل. فهي الحليفة الاكبر والاهم، ومكانتها في العالم هامة لنا. ويبدو الان بان الرئيس او الرئيسة التاليين سيكونان إما هيلاري كلينتون أو دونالد ترامب.
يأمل نتنياهو بنجاح ترامب، وان كان يفضل جمهوريا يمينيا وتقليديا اكثر. موقفه من ترامب واضح في التغطية العاطفة التي يتلقاها ترامب في اسرائيل اليوم. وشعار نتنياهو وادلسون هو "فقط ليس رئيسا ديمقراطيا مرة اخرى"، بعد أن نجح رئيس الوزراء في الصدام مع كل الادارة الديمقراطية السابقة؛ صورته في اوساط الديمقراطيين هي صورة زعيم يميني متطرف وشريك غير مصداق.
اذا صارت هيلاري كلينتون رئيسة، المرأة الاولى في تاريخ الولايات المتحدة، فان سياستها تجاه الشرق الاوسط لن تكون مختلفة جدا عن سياسة ادارة كلينتون (بيل) السابقة. العطف الكامل لاسرائيل، حل الدولتين على اساس خطوط 67 حسب الخطوط الهيكلية لخطة كلينتون.
من الصعب توقع طبيعة ادارة ترامب تجاه المنطقة. فهو سيركز على ما يبدو على محاربة التجارة مع آسيا وامريكا اللاتينية. وفي منطقتنا أعلن انه سيهزم داعش وسيكون حياديا بين اسرائيل والفلسطينيين للوصول الى تسوية. ترامب رجل أعمال فظ، يعرف كيف يصل الى اتفاقات. وعليه فيحتمل ألا تكون السياسة تجاه الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني مختلفة جدا بين المرشحين. ولكن أمريكا ترامب ستكون مختلفة.
أمريكا الجنوبية ستكون محافظة، مثابة توبة عن ائتلاف الاقليات في عصر اوباما، للسود، الهسبانيين، اليهود وبقدر كبير النساء ايضا. أمريكا أقل ليبرالية، أمريكا حفلة الشاي اليمينية. كأس شاي نتنياهو.
وبالنسبة للنزاع في منطقتنا، فانه حتى نتنياهو كفيل بان يشتاق لاوباما. مع الكثير من النية الطيبة، اقترح الرئيس الامريكي خدماته الطيبة من أجل حل الدولتين. وعندما لاقى الرفض بل والعداء من جانب اسرائيل والعرب، فك ارتباطه. أما الرئيس التالي فسيكون على ما يبدو أكثر فرضا، ولا سيما على خلفية عدم الاستقرار المتوقع في منطقتنا. يخيل أن اوباما سيكون موضع اشتياق من أقسام كبيرة من العالم الذي يؤمن بالمساواة بين بني البشر وبين الشعوب.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف