هناك ادراك جديد، حتى لو كان متأخرا، بأن التاريخ الانساني مليء بالفصول التي هدد فيها الجيش الديمقراطية واستقلالية جهاز القضاء، وطلب استمرار امتلاك وسائل الطوار. في اسرائيل يحدث عكس ذلك. موشيه يعلون وغادي آيزنكوت هما اللذان يحافظان على القانون والديمقراطية والتوازن المطلوب ضد نفتالي بينيت وافيغدور ليبرمان وبعض من يجلس في المقاعد الخلفية لحزب الليكود وباروخ مرزيل. أول من أمس انضم رئيس الدولة رؤوبين ريفلين لخط يعلون – آيزنكوت. والآن مطلوب مساعدة اخرى من بنيامين نتنياهو، الذي تحدث بشكل صحيح ولكن بلهجة شاحبة. إن اطلاق النار من الجندي على «المخرب» المستلقي على الارض في تل الرميدة في الخليل، يتحول الى أداة في الصراع على القيم المركزية للدولة اليهودية والديمقراطية. هذا ليس نقاشا بين يساريين متطرفين، بل هو بين وطنيين واضحين: من المسموح أم من المحظور اطلاق النار على «مخرب» قاتل، لا حول له ولا قوة؟ الاجهزة الامنية والجيش يردون على السؤال بالنفي – وهذه مفخرة لاسرائيل في العالم الواسع. الخصوم من اليمين يطلبون من اسرائيل أن تكون قبيحة الوجه. لقد كتبت هنا، أول من أمس، أن الجدول الزمني لحادثة الخليل يناقض تماما ما يصفه الجندي. والآن أضيف: «بعد التحقيق مع الجندي – كجزء من حقوقه – تم تحذيره بأن النتيجة النهائية لفحص روايته قد تؤدي الى اتهامه بالقتل. النيابة العسكرية لم تستخدم ذلك في المحكمة. واليوم لن تقول ذلك ايضا. لقد قيل ذلك له فقط من اجل الدفاع عنه. يبدو أن المقربين منه هم الذين قاموا بتسريب الامر، ليس كخطوة للدفاع عن الجندي، بل لاظهار أنهم قاموا بتهديده. لا يوجد دب ولا غابة. المعركة ضد «ارهاب» السكاكين تتم بنجاح وبمسؤولية. اغلبية محاولات الطعن تم احباطها وتم قتل الكثير من «المخربين» بالجُملة، الامر الذي يغيظ أعداء اسرائيل، ويمكن أن الزمن سيفعل فعله ويتراجع «الارهاب». لا يوجد لدى بينيت، ليبرمان، ومرزيل، أي شيء لاقتراحه سوى إقالة وزير الدفاع. لماذا؟ ما الذي سيفعلونه؟. هل سيذهبون الى نابلس من اجل تدميرها؟ ويقلبون جنين رأسا على عقب؟ هذا سيحول الـ بي.دي.اس ومقاطعة اسرائيل الى هدف مشروع، حيث سيتم تصوير دولة اليهود على أنها كيان يُخل بالتزاماته الدولية. في هذا الوقت الديماغوجيا أقوى من الحكمة. باسم الجندي الذي اخطأ، يعد بينيت وشركاؤه، بالتصرف بدون دين ولا ديان. ولتعرف كل أم يهودية أن الجيش الاسرائيلي قد تحول رغم أنفه الى مدافع عن الديمقراطية وعن انسانية دولة اليهود.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف