مرة أخرى يتعرض الشعب اليهودي الى خطر كبير. ليس كل الشعب، بل قسم منه. ذلك القسم الموجود في شرق البحر المتوسط. وهذه المرة لم يقم علينا الغرباء من أجل قتلنا. هذه المرة جاؤوا من داخلنا. فبأيدينا قمنا بتنصيب من يسيطرون علينا، جماعة لا فائدة منها ولا حدود لافعالها وهي تجر القطيع مباشرة نحو الحائط. والعالم يصمت.
لقد وضعنا على رأسنا شخصا يسعى الى الرفاهية، شخصا اعتبره صديقه منذ الطفولة كاذبا ومخادعا. شخصا يخشى من ظله، لاسيما من والده المتوفى وزوجته التي على قيد الحياة. أنزل هذا الشخص علينا حكومة عقارب ضارة، نصفها ضار ونصفها عقارب. مع وزير دفاع يؤيد بشكل كبير التطهير العرقي، مع وزيرة للعدل تعتبر القانون هراوة لتصفية الحسابات القومية والسياسية، مع وزير للتربية والتعليم أصولي يريد إعادتنا ألف سنة الى الوراء، الى السنوات الجميلة ليهوشع مُدمر الشعوب، والى عهد «الهيكل»، حيث يتم تكريم الله بقطع اللحم المشوي والملوك الذين يسعون الى الانتقام والبذخ، والذين هم على قناعة بأن الله قد نصبهم في المملكة الأبدية.
هل من الغريب أن العفن والفساد يأكلاننا؟ العالم يصمت.
بفضلهم أصبحت ألمانيا البلاد الآمنة وضوءاً للاغيار ونحن اليهود أصبحنا محلوقي الرأس. من كل الفخر الذي نسبناه لانفسنا لم يبق إلا فم كبير وقبضة تلوح في الهواء. والعالم يصمت.
هذا ما يقولونه الآن، وهو أن الارض بدأت تتحرك، وأنه أخيرا تم فهم الرسالة الاخيرة وأن التحول سيحدث. أيها العالم الغالي لا تصدق. واذا لم تقم وتستيقظ فلن يحدث أي شيء. لأنه لا يوجد بيننا من سيقوم ويفعل شيئاً.
اليمين مجنون وخائف وغير قادر على فهم ما يفعله. واليسار، يا ويلنا من اليسار، حيث إن بقاياه تحاول التوحد وتحسب نهايتها القريبة. والمعارضة هي مثار للسخرية ويقودها شخص كسول واحد وخرقة واحدة. والاثنان يتجادلان من اجل معرفة من هو الكسول ومن هو الخرقة. جميع الاجابات صحيحة.
يواصل العالم الصمت. وكأنه لم يتعلم أي شيء ولم ينس أي شيء. يترك يهود الشرق الاوسط لحالهم، ليفعلوا بأنفسهم ما يخطر ببالهم.
كان يمكنه بسهولة انقاذنا. طلب تأشيرة الدخول الى كل العالم، رمز رفيع المستوى عن تقليص الدعم، هنا وهناك فيتو صغير، افعال مثل الافعال التي اعادت جنوب افريقيا الى رشدها... وستكون دولة اسرائيل قد خرجت من الصمت الذي تغرق فيه. ولكن العالم يصمت.
أيها العالم القبيح تخل عن صمتك. فاذا استمر صمتك، أيها العالم غير المبالي، فسيكون ذلك برهانا على أنك لاسامي بالفعل، كما قالوا لنا تماما.
أخيرا أطلب فقط أن تتم ترجمة جميع الكلمات أعلاه الى جميع لغات الدول المتنورة وأن يتم ارسالها الى زعمائها. صحيح أن التجربة تقول إن العالم سيستمر في صمته الى أن يفوت الأوان، لكن خداع الذات افضل من اليأس.
واذا قاموا باتهامي بتشويه سمعة البلاد، فسأقول دفاعا عن نفسي: 1- لقد قلت الحقيقة. 2- ما قلته مهم للجمهور (حتى لو كان الحديث يدور عن جمهور آخذ في التقلص).

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف