- الكاتب/ة : درور إيدار
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2016-06-06
في نهاية الحساب نصل الى القدس. يمكن الحديث عن «دولتين» و»تقسيم البلاد» و»نهاية الاحتلال» – وفي النهاية تكون القدس على رأس سعادتنا. الجماعة المعروفة التي تقوم باغرائنا منذ 49 سنة بالانفصال عن ارض حياتنا، يجب أن تجيب ما الذي تقترح فعله في القدس – ليس العيسوية وبيت صفافا وغيرها، بل البلدة القديمة بأجزائها الاربعة، بما في ذلك مدينة داود (سلوان) التي تمتد من جنوب الحرم وتعبر السور الحالي. «اسألوا سلام القدس»، قال الشاعر في الكتب المقدسة. اسألوا من يؤيدون التقسيم عما يريدون فعله في المدينة التي جلبنا تاريخها الى هنا؟ من ليس مستعدا ليتقاسمها مع الاغيار يتنازل عمليا عن جوهر معين للمفاوضات في اطار الحوار السياسي الخارجي والداخلي. لن يوافق أي عربي على حل سياسي بدون السيطرة الاسلامية الكاملة على شرقي القدس. افكار تدويل المدينة وتقسيمها الى اجزاء وتقسيم السيطرة – اليهودية تحت الارض والاسلامية في الحرم – هي احاديث فارغة وغبار وحلم يحلق في الدول الغربية وعند اجزاء صغيرة من اليهود في البلاد. لا تسمحوا لمن يغمضون اعينهم في اوساطنا بالحديث عن «تقسيم البلاد» – اذهبوا مباشرة الى درة التاج: القدس القديمة. اذا كان باستطاعة الرومان اخفاء «ارض اسرائيل» و»يهودا» من الذاكرة الدولية، بدءاً من القرن الثاني، بتسمية بلادنا فلسطينة، على اسم اغيار البحر الفلسطينيين الذين اختفوا من المكان قبل ذلك بمئات السنين – فان مؤامرتهم لمحو القدس وتسميتها «إيليا كابيتولينا»، لم تنجح. وقد مر أكثر من 1900 سنة وما زال المجتمع الدولي يسمي قلب أمتنا «يروشاليم». المسلمون ايضا الذين يناضلون من اجل تشويه تاريخ المدينة وينفون صلتنا بها، يضطرون الى تسميتها «القدس» كاختصار لـ «بيت المقدس». وبهذا يظهرون الكذب الذي يستخدمونه. في مناسبة «يوم تحرير القدس» الـ 49 وتوحيدها مع أبنائها وبناتها القانونيين، عقد في باريس «مؤتمر السلام» وهو واحد من ألف مؤتمر من اجل الحديث عن مصير القدس. نحو 100 سنة منذ اتفاق سايكس بيكو الذي ينهار الآن أمام ناظرينا – الذي وضع خارطة الشرق الاوسط – والفرنسيون وأمم اخرى يحاولون تكرار هذا التاريخ المشوه. جملة واحدة قالها الرئيس الفرنسي اولاند، أثارت انتباهي: «علينا العمل من اجل الاعتراف أنه في السياق الاقليمي فان كل فراغ سياسي سيمتلئ بالتطرف والارهاب». واعتقدت بيني وبين نفسي بأن هذا تلخيص رائع لعدم فهم التاريخ. هذا ما سيحدث اذا تمت اقامة دولة فلسطينية في الظروف الجيوسياسية الحالية: ستكون «فراغا سياسيا». وعلى ضوء تجربة الماضي القريب فانها «ستمتلئ بالتطرف والارهاب». يكفي النظر الى الفوضى التي تحدث من حولنا. طالما أن القدس كانت حلما، اكتفينا بالحنين. وايضا خلال سنوات الدولة الاولى الـ 19، حيث كان الجدار في قلبها. ولكن منذ أن حررنا المدينة وفرضنا سيادتنا عليها، من المحظور أن تسقط من أيدينا. التنازل عن القدس سيضر بالعملية التاريخية لعودة صهيون. لأنه لا يوجد صهيونية من غير صهيون. ومثلما أنه لا توجد صهيونية بدون «ارض اسرائيل»، فمن المؤكد أنه لا يوجد معنى لعودتنا بدون المدينة التي صمد يمين ولائنا لها، وحافظ علينا في صحراء الشعوب، وبفضلها عدنا الى البيت.