- تصنيف المقال : تراث فلسطيني
- تاريخ المقال : 2016-06-06
في مثل هذه الأيام، تنتهي رحلات عشرات الفلسطينيين الهادفة إلى قطف العكّوب من مختلف أنحاء الضفّة الغربيّة، علماً أن موسم قطافه يمتد على شهرين تقريباً خلال الربيع.
وينمو هذا النبات في الجبال، وهو لا يُشكّل أكلةً شهية على موائد الفلسطينيين فحسب، بل تتخذ عشرات العائلات منه مصدر رزقها.
وتلفت الحاجة أم يوسف في حديث لـ «السفير» إلى أن العكّوب يُعّد «الأكلة الأشهر في أول يومٍ من شهر رمضان في مدينة نابلس خصوصاً، حيث يتداول النابلسيون مقولةً شهيرة: إذا بدك تعز ضيفك، أطبخ له عكّوب». ويُعتبر شهرا شعبان ورمضان أكثر الأشهر استهلاكاً للعكّوب في فلسطين، بعد موسم القطاف، نظراً لعادة «الشعبونية» التي تُقام فيها الولائم للأرحام والأقارب، علاوةً على الإفطارات الرمضانيّة.
محاطة بالأشواك
يشرح الشاب وجدي منصور لـ «السفير» أن «العكّوب هو عبارة عن نبتة جبلية تنمو بفعل مياه الأمطار ورطوبة الأرض، وهي تظهر فقط في أواخر الشتاء وبداية الربيع».
يذهب وجدي سنوياً إلى قطف العكّوب في جبال بلدته ديراستيا والقرى المجاورة في مدينة سلفيت. ويقول إن «نبتة العكّوب محاطةٌ بالأشواك من كلّ الجوانب ما عدا أسفلها، لذلك نقطفها عبر قصّ القاع إما بسكين أو بمِشرطٍ حادّ أو بمقص. ويتوجب الحذر خلال القصّ بسبب وخز الأشواك».
عاهد عزت هو بائع عكّوب متجول في سلفيت. يروي عن الموسم المنصرم قائلاً إن «الباعة كثيرون، فموسم العكّوب فرصة للرزق لا تعوَّض». ويصف يومياته في فصل العكّوب: «أذهب إلى الجبال تقريباً كل يوم لقطف العكوب، وأبيع معظم الكمية في سيارةٍ».
ومن النداءات التي يطلقها باعة العكّوب المتجولين: «يلا يا عكوب.. بلدي وجبلي يا عكّوب»، «عكوب عكوب، الكيلو بـ30، نظيف وجاهز يا عكوب».
طريقتان للتحضير
تشرح أم يوسف لـ«السفير» أنه «قبل طهوها، تزال الأشواك من جوانب نبتة العكّوب بالمقص، ثم يتم تقطيعها لجزئيات، وبعدها توضع بالماء المغلي».
وتلفت إلى أن «تنظيف العكوب يحتاج الى وقت، لذلك غالباً ما يتم التنظيف في جلسة جماعية مع نسوة الحي والجيران، للتسلية».
وتروي أم يوسف عن طريقتين لتحضير الأكلة: «الجزءُ الذي يؤكل يُسّمى بيض العكوب، وهناك طريقتان لإعداده، فبعض العائلات تفضل طبخه باللبن واللحم، وهي الطريقة السائدة. وقد يُقلى العكوب بالزيت ويضاف البيض إليه من دون الحاجة للطبخ».
وتلجأ الكثير من العائلات إلى تخزين كميات كبيرة من العكوب في الثلاجات، بغية استهلاكها بعد انتهاء الموسم.
وللعكوب حصّةٌ في الأمثال الشعبية، حيث توضح أم يوسف أن المثل يقول «عكوب ما عَكّبت، وخبيزة ما جابت، بس يا ريتها روحت قبل الشمس ما غابت». وهو مثل يُقال للسخرية والتعجب من المرأة التي طالت غيبتها في كنف الطبيعة لثلاثة أرباع اليوم، ولم تعد بنبتة العكوب ولا الخبيزة.
ويؤكد أخصائيو التغذية وجود فوائد صحية مختلفة للعكوب، فهو يحتوي على نسب عالية من فيتامين «أ» والمغنيسيوم، بالإضافة إلى الألياف، كما أنه يخلو من الدسم، ويعالج الإمساك المزمن والقولون.
خطر المستوطنين
يقول رئيس بلدية ديراستيا سعيد زيدان لـ«السفير» إن المستوطنين يُشكّلون الخطر الأبرز على قاطفي نبتة العكّوب في مناطق وسط وشمال الضفة الغربية.
ويوضح أن «الميزان الديموغرافي في محافظة سلفيت مثلاً يكاد يميل لصالح المستوطنين، حيث إن أعدادهم تقترب من عدد الفلسطينيين. كما أن معظم الجبال التي ينمو فيها العكوب في الضفة الغربية تشرف عليها المستوطنات، وتجثم فوق قممها أبراج المراقبة».
وبحسب زيدان، «تزداد رحلة العكوب سوءاً في ظل سخونة الأوضاع الحالية، حيث إن الإعدامات الميدانية في تزايدٍ مستمر، ولا يتردّد الاحتلال في إطلاق النار لمجرد الاشتباه بأي فلسطيني يقترب من سياج مستوطنة. لذلك، صار قطف العكوب يشكل خطراً على حياة الفلسطينيين».
يذكر أن الفتى يوسف الشوامرة (15 عاماً)، من قرية دير العسل قرب الخليل، استشهد برصاص الاحتلال قبل عامين أثناء قطفه العكوب من الأراضي الواقعة خلف جدار الفصل العنصريّ.
وينمو هذا النبات في الجبال، وهو لا يُشكّل أكلةً شهية على موائد الفلسطينيين فحسب، بل تتخذ عشرات العائلات منه مصدر رزقها.
وتلفت الحاجة أم يوسف في حديث لـ «السفير» إلى أن العكّوب يُعّد «الأكلة الأشهر في أول يومٍ من شهر رمضان في مدينة نابلس خصوصاً، حيث يتداول النابلسيون مقولةً شهيرة: إذا بدك تعز ضيفك، أطبخ له عكّوب». ويُعتبر شهرا شعبان ورمضان أكثر الأشهر استهلاكاً للعكّوب في فلسطين، بعد موسم القطاف، نظراً لعادة «الشعبونية» التي تُقام فيها الولائم للأرحام والأقارب، علاوةً على الإفطارات الرمضانيّة.
محاطة بالأشواك
يشرح الشاب وجدي منصور لـ «السفير» أن «العكّوب هو عبارة عن نبتة جبلية تنمو بفعل مياه الأمطار ورطوبة الأرض، وهي تظهر فقط في أواخر الشتاء وبداية الربيع».
يذهب وجدي سنوياً إلى قطف العكّوب في جبال بلدته ديراستيا والقرى المجاورة في مدينة سلفيت. ويقول إن «نبتة العكّوب محاطةٌ بالأشواك من كلّ الجوانب ما عدا أسفلها، لذلك نقطفها عبر قصّ القاع إما بسكين أو بمِشرطٍ حادّ أو بمقص. ويتوجب الحذر خلال القصّ بسبب وخز الأشواك».
عاهد عزت هو بائع عكّوب متجول في سلفيت. يروي عن الموسم المنصرم قائلاً إن «الباعة كثيرون، فموسم العكّوب فرصة للرزق لا تعوَّض». ويصف يومياته في فصل العكّوب: «أذهب إلى الجبال تقريباً كل يوم لقطف العكوب، وأبيع معظم الكمية في سيارةٍ».
ومن النداءات التي يطلقها باعة العكّوب المتجولين: «يلا يا عكوب.. بلدي وجبلي يا عكّوب»، «عكوب عكوب، الكيلو بـ30، نظيف وجاهز يا عكوب».
طريقتان للتحضير
تشرح أم يوسف لـ«السفير» أنه «قبل طهوها، تزال الأشواك من جوانب نبتة العكّوب بالمقص، ثم يتم تقطيعها لجزئيات، وبعدها توضع بالماء المغلي».
وتلفت إلى أن «تنظيف العكوب يحتاج الى وقت، لذلك غالباً ما يتم التنظيف في جلسة جماعية مع نسوة الحي والجيران، للتسلية».
وتروي أم يوسف عن طريقتين لتحضير الأكلة: «الجزءُ الذي يؤكل يُسّمى بيض العكوب، وهناك طريقتان لإعداده، فبعض العائلات تفضل طبخه باللبن واللحم، وهي الطريقة السائدة. وقد يُقلى العكوب بالزيت ويضاف البيض إليه من دون الحاجة للطبخ».
وتلجأ الكثير من العائلات إلى تخزين كميات كبيرة من العكوب في الثلاجات، بغية استهلاكها بعد انتهاء الموسم.
وللعكوب حصّةٌ في الأمثال الشعبية، حيث توضح أم يوسف أن المثل يقول «عكوب ما عَكّبت، وخبيزة ما جابت، بس يا ريتها روحت قبل الشمس ما غابت». وهو مثل يُقال للسخرية والتعجب من المرأة التي طالت غيبتها في كنف الطبيعة لثلاثة أرباع اليوم، ولم تعد بنبتة العكوب ولا الخبيزة.
ويؤكد أخصائيو التغذية وجود فوائد صحية مختلفة للعكوب، فهو يحتوي على نسب عالية من فيتامين «أ» والمغنيسيوم، بالإضافة إلى الألياف، كما أنه يخلو من الدسم، ويعالج الإمساك المزمن والقولون.
خطر المستوطنين
يقول رئيس بلدية ديراستيا سعيد زيدان لـ«السفير» إن المستوطنين يُشكّلون الخطر الأبرز على قاطفي نبتة العكّوب في مناطق وسط وشمال الضفة الغربية.
ويوضح أن «الميزان الديموغرافي في محافظة سلفيت مثلاً يكاد يميل لصالح المستوطنين، حيث إن أعدادهم تقترب من عدد الفلسطينيين. كما أن معظم الجبال التي ينمو فيها العكوب في الضفة الغربية تشرف عليها المستوطنات، وتجثم فوق قممها أبراج المراقبة».
وبحسب زيدان، «تزداد رحلة العكوب سوءاً في ظل سخونة الأوضاع الحالية، حيث إن الإعدامات الميدانية في تزايدٍ مستمر، ولا يتردّد الاحتلال في إطلاق النار لمجرد الاشتباه بأي فلسطيني يقترب من سياج مستوطنة. لذلك، صار قطف العكوب يشكل خطراً على حياة الفلسطينيين».
يذكر أن الفتى يوسف الشوامرة (15 عاماً)، من قرية دير العسل قرب الخليل، استشهد برصاص الاحتلال قبل عامين أثناء قطفه العكوب من الأراضي الواقعة خلف جدار الفصل العنصريّ.