- الكاتب/ة : ميخال اهاروني
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2016-06-14
ثمة عدد معيّن من العمليات يمكن لحكومة إسرائيل أن تحتمله. للحكومة عدد معين من الجنازات يمكنها أن تتعايش معه. لهذه الحكومة ما يكفي من الهواء كي تتعايش مع بضعة ايام من قصر النفس. وللجمهور الاسرائيلي حجم من الموت يمكنه أن يحتويه، يعتاد عليه، ويقبل به بصفته قدرا من السماء وكأمر لا مفر منه.
وإلا ما كان هذا ليحتمل. لا يحتمل أنه على مدى اشهر تدور رحى انتفاضة ثالثة ولا أحد يفعل شيئا. على مدى اشهر يتجول في الشوارع منفذو العمليات، اطفال وشبان يحملون السكاكين والبنادق، يستهدفون أرواح اليهود. يزرعون الخوف، يقضمون من نمط الحياة العادي، تحركهم الكراهية والاحساس بالثأر.
يفهم الكل ما الذي يقف خلف هذه الاعمال. ستتحدث حكومة اسرائيل دوما عن التحريض، ولكنها لن تتحدث أبدا عن اليأس. ستتهم أبو مازن، هنية، التلفزيون الفلسطيني، وستروي قصصا عن أنها فقط لو توثق الاغلاق أو تلغي تصاريح الدخول فان هذا سيختفي. ولكن أيا من الاعمال من النوع الذي أعلنت عنه حكومة اسرائيل في أعقاب العملية في نطاق شارونه في تل ابيب، لن يوقف ولو منفذا واحدا لعملية.
هل يصدق أحد ما بأن منع زيارات العائلات في اسرائيل في شهر رمضان يُضعف دافع شخص ما لتنفيذ عملية؟ هل يعتقد أحد ما حقا بأن منع الصلاة في الحرم يدفع الشاب الفلسطيني الى التفكير مرتين قبل خروجه من البيت حاملا سكينا؟ فالجميع، بمن فيهم مؤيدو ليبرمان ونتنياهو وبينيت، يفهمون بأن هذه خطوات تجميلية. يفهم الكل بأن ليس للحكومة الحالية رد على "ارهاب" الافراد أو المجموعات المحلية، وأن ما جرى عمله هو فقط لأنه ينبغي عمل شيء.
ولكن نتنياهو ووزراءه يعرفون اسرائيل والاسرائيليين. وهم على علم بما يبدي الجمهور استعداده وقدرته على أن يتعايش معه باسم انعدام السياسة والقرار، ما العمل الآن، كي لا تتدهور الامور في السنوات القادمة؟ هم يفهمون بأن طعنا هنا وطعنا هناك أو حدثا ناريا مع اربعة قتلى ليس هذا ما يمكن له أن يدفع الاسرائيليين الى الخروج للشوارع أو هز استقرار الحكومة. والآن، وبعد أن صار ليبرمان جزءا من الائتلاف، فلا يوجد حتى من يهاجمه من اليمين، وبالتالي يمكنهم أن يناموا مطمئنين.
عندما تكون عملية في "المناطق"، وعندما يقتل مستوطنون- لا سمح الله- فان الحكومة تُقر 100 وحدة سكن اخرى فتشتري هدوءاً نسبياً. وعندما تكون عملية في تل ابيب لا تكون حتى حاجة لتعويض أحد عن الدم المسفوك. فلن يطلب أي تل ابيبي تطبيق خطة 38 على كل مباني المدينة في اعقاب العملية الاخيرة. وبالتالي لا حاجة على الإطلاق لسياسة ما وقرار في ما ينبغي عمله مع الفلسطينيين. كل شيء يدخل في إطار الحزن، الألم، وانعدام الوسيلة التي تبدي هذه الحكومة الاستعداد له وأنها تعرف بأن الجمهور ايضا يمكنه أن يتعايش معه.
طالما كانت حكومة اسرائيل تشعر بنفسها على ارض واثقة فانها لن تفعل شيئا. وهي سترفض كل المبادرات الدولية بايماءة يد، وتعقد الكابينت باحتفالية كي تخرج بقرارات ليس لها أي معنى، وتتحرك على المدى الذي بين التصريحات العابثة لهدم منزل "المخرب". وفي الحد الأقصى ستهاجم غزة من الجو حتى وإن كان "المخربون" جاءوا من قرية يطا التي في الخليل. أما القيام بعمل سياسي، عمل يلمس جذور النزاع ويتطلب دفع ثمن ايضا، فان هذا لن يحصل.
تعرف حكومة اسرائيل بأنه ستقع عمليات اخرى وهي تأخذ هذا في الحسبان. من ناحيتها، طالما يدور الحديث عن عدد مقبول من المصابين، عن إحساس جماهيري بأن هذا هو الموجود، فانه أفضل من أي محاولة لخلق مسيرة سياسية. فالمحاولة الصغرى للشروع في مفاوضات ستمس الحكومة بقدر اكبر بكثير من أي عملية، مهما كانت مؤلمة وفظيعة. نتنياهو ووزراؤه يفهمون هذه المعادلة على نحو ممتاز، وهذه مأساتنا جميعاً.
وإلا ما كان هذا ليحتمل. لا يحتمل أنه على مدى اشهر تدور رحى انتفاضة ثالثة ولا أحد يفعل شيئا. على مدى اشهر يتجول في الشوارع منفذو العمليات، اطفال وشبان يحملون السكاكين والبنادق، يستهدفون أرواح اليهود. يزرعون الخوف، يقضمون من نمط الحياة العادي، تحركهم الكراهية والاحساس بالثأر.
يفهم الكل ما الذي يقف خلف هذه الاعمال. ستتحدث حكومة اسرائيل دوما عن التحريض، ولكنها لن تتحدث أبدا عن اليأس. ستتهم أبو مازن، هنية، التلفزيون الفلسطيني، وستروي قصصا عن أنها فقط لو توثق الاغلاق أو تلغي تصاريح الدخول فان هذا سيختفي. ولكن أيا من الاعمال من النوع الذي أعلنت عنه حكومة اسرائيل في أعقاب العملية في نطاق شارونه في تل ابيب، لن يوقف ولو منفذا واحدا لعملية.
هل يصدق أحد ما بأن منع زيارات العائلات في اسرائيل في شهر رمضان يُضعف دافع شخص ما لتنفيذ عملية؟ هل يعتقد أحد ما حقا بأن منع الصلاة في الحرم يدفع الشاب الفلسطيني الى التفكير مرتين قبل خروجه من البيت حاملا سكينا؟ فالجميع، بمن فيهم مؤيدو ليبرمان ونتنياهو وبينيت، يفهمون بأن هذه خطوات تجميلية. يفهم الكل بأن ليس للحكومة الحالية رد على "ارهاب" الافراد أو المجموعات المحلية، وأن ما جرى عمله هو فقط لأنه ينبغي عمل شيء.
ولكن نتنياهو ووزراءه يعرفون اسرائيل والاسرائيليين. وهم على علم بما يبدي الجمهور استعداده وقدرته على أن يتعايش معه باسم انعدام السياسة والقرار، ما العمل الآن، كي لا تتدهور الامور في السنوات القادمة؟ هم يفهمون بأن طعنا هنا وطعنا هناك أو حدثا ناريا مع اربعة قتلى ليس هذا ما يمكن له أن يدفع الاسرائيليين الى الخروج للشوارع أو هز استقرار الحكومة. والآن، وبعد أن صار ليبرمان جزءا من الائتلاف، فلا يوجد حتى من يهاجمه من اليمين، وبالتالي يمكنهم أن يناموا مطمئنين.
عندما تكون عملية في "المناطق"، وعندما يقتل مستوطنون- لا سمح الله- فان الحكومة تُقر 100 وحدة سكن اخرى فتشتري هدوءاً نسبياً. وعندما تكون عملية في تل ابيب لا تكون حتى حاجة لتعويض أحد عن الدم المسفوك. فلن يطلب أي تل ابيبي تطبيق خطة 38 على كل مباني المدينة في اعقاب العملية الاخيرة. وبالتالي لا حاجة على الإطلاق لسياسة ما وقرار في ما ينبغي عمله مع الفلسطينيين. كل شيء يدخل في إطار الحزن، الألم، وانعدام الوسيلة التي تبدي هذه الحكومة الاستعداد له وأنها تعرف بأن الجمهور ايضا يمكنه أن يتعايش معه.
طالما كانت حكومة اسرائيل تشعر بنفسها على ارض واثقة فانها لن تفعل شيئا. وهي سترفض كل المبادرات الدولية بايماءة يد، وتعقد الكابينت باحتفالية كي تخرج بقرارات ليس لها أي معنى، وتتحرك على المدى الذي بين التصريحات العابثة لهدم منزل "المخرب". وفي الحد الأقصى ستهاجم غزة من الجو حتى وإن كان "المخربون" جاءوا من قرية يطا التي في الخليل. أما القيام بعمل سياسي، عمل يلمس جذور النزاع ويتطلب دفع ثمن ايضا، فان هذا لن يحصل.
تعرف حكومة اسرائيل بأنه ستقع عمليات اخرى وهي تأخذ هذا في الحسبان. من ناحيتها، طالما يدور الحديث عن عدد مقبول من المصابين، عن إحساس جماهيري بأن هذا هو الموجود، فانه أفضل من أي محاولة لخلق مسيرة سياسية. فالمحاولة الصغرى للشروع في مفاوضات ستمس الحكومة بقدر اكبر بكثير من أي عملية، مهما كانت مؤلمة وفظيعة. نتنياهو ووزراؤه يفهمون هذه المعادلة على نحو ممتاز، وهذه مأساتنا جميعاً.