- الكاتب/ة : عميره هاس
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2016-06-16
هآرتسبعد أن جذبت محاولات الطعن شبانا مقلدين فلسطينيين غير منظمين، الى حين بدأت هذه الموجة تتلاشى، بدأوا يخافون عندنا من تقليد العملية الدموية في شارونه، كما قلدوا الطغن ضد الجنود على الحواجز. إن تراجع تأييد عمليات الطعن ينبع من الفهم الذي يتم اسكاته، بأن الشبان والنساء استخدموا تلويح السكين أو محاولات الطعن لاسباب شخصية. إن التقليد يفتقد الى التفكير والتعمق، حتى وإن كان هناك نوع من التخطيط المسبق، ومع ذلك فان اسباب ودوافع الهبة هي الاسباب والدوافع المنطقية ذاتها التي تبرر وترشد مثلا منذ أكثر من عقد المظاهرات الشجاعة في عدة قرى في الضفة الغربية. ولكن الصراع غير المسلح أمام جنود مسلحين ليست له نسبة مشاهدة عالية. وهذا لا يغير، حقيقةً، أي شيء في سياسة اسرائيل. الفيس بوك، البوسترات، كلمات المديح في الجنازات أو بيوت العزاء والتلفاز، كل تلك تشجع التقليد في اوساط الشبان الذين لا يثقون بالبنية السياسية الخاصة بهم ولا بقادتهم. ولاسرائيل طريقتها في مكافحة التقليد: اعلان الحرب على المدونات الفلسطينية ومحطات الراديو والتلفاز المختلفة. يتذكر الاسرائيليون بأنهم المصدر الاول للتقليد، حيث يرى الفلسطينيون منذ الرضاعة الجنود وهم يحملون السلاح. ويلاحظون بأن السلاح له صلة بالسيطرة، لهذا فهو رجولي، الامر الذي يُحرمون منه كرجال. "حماس" في غزة قامت بتقليد الجيش، كما تبين ذلك المظاهرات العسكرية هناك. قبل أيام في يطا، حيث فتش الجنود في خمسة بيوت، دائما كان هناك امرأة أو ولد، قاموا بتقليد الجنود وهم يطوقون البيت ببنادق موجهة، يهددون ويبثون الخوف. خالد محامرة، أحد منفذي العملية في شارونه، شاهد جنود الجيش الاسرائيلي وهم يفجرون بيت عائلته عندما كان في الصف الثالث. من نفذوا الهدم قلدوا من سبقهم منذ 1967: الردع الذي يؤدي الى التصعيد. كان ذلك انتقاما جماعيا ضد عشرات الاولاد، اخوة وأخوات وأجدادا مُسنين، لأن أحد الاعمام قتل اربعة اسرائيليين في الضفة المحتلة. عمل شاق لعشرات السنين من قبل الأب وأبنائه ذهب سدى. هل سيحاكم أحد ممن قرر هدم المنزل أو نفذ ذلك ذات يوم بسبب مسؤوليته غير المباشرة عن قتل اربعة اسرائيليين في تل ابيب. منذ بدء الانتفاضة في تشرين الاول 2015 يبدو أن الجنود ايضا يقلدون بعضهم. في الحواجز يقلدون قتلة هديل الهشلمون التي أطلقت النار عليها في ايلول الماضي – وهي ملقية على الارض ومصابة ولا تشكل أي خطر على حاجز الخليل. هم والشرطة ورجال شركات الحراسة يقلدون بعضهم في ظل عدم رغبتهم في السيطرة على شاب أو شابة يلوحون بالسكين وابقائهم أحياء. احيانا يبدو أنهم ببساطة يخافون. وهذه سمعة سيئة للجيش الاسرائيلي. كم أنتم متشابهون. جندي يقتل لأنه يقلد جنديا جبانا. هل هذا تقليد؟ خلافا لحاملي السكاكين ومنفذي العمليات الافراد الذين يقلدون بحرية، الجنود هم جزء من تنظيم. وفي تنظيمهم العسكري يوجد ضباط حتى القائد الاعلى. وهم يعطون الاوامر. ولو قاموا باعطاء اوامر أخرى لتوقف الجنود عن تقليد قتلة الهشلمون. أي: نحن أقوى في التصعيد الذي يتخفى بالتقليد.