هاجمت الكاتبة الاسرائيلية سمدار بيري في صحيفة "يديعوت احرونوت" الرئيس الفلسطيني محمود عباس قائلة" اذن، هل سممنا آبار المياه ام ان المقصود "خطأ" وان اسرائيل لا تبادر للتخلص من عشرات الاف الفلسطينيين بواسطة مياه شرب مميتة؟ الحنجرة التي وجهت الاتهام لنا هي الحنجرة التي تراجعت امس ولكن بصوت واهن وهذا يرجع الى المنصة التي يختارها لتوجيه التهم، ومن أي جهة يتراجع ويعترف بـ"الخطأ".
ابو مازن، محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، ورئيس الكيان في "المناطق المحتلة"، اذا كانت هذه العبارة تهدئك اكثر: اذهب الى البيت، كفى، انتهى زمنك؟ لقد اثبت امام العالم الكبير بأنك لست شريكا حقا. مللنا سماع صوتك المزدوج. الضرر الذي تنزله بشعبك اكبر من الفائدة. اقرأ استطلاعات الرأس لديكم – قبل الفضيحة على منصة الاتحاد الاوروبي – وانظر ما هو رأي 65% من ابناء شعبك بشأن استمرار سلطتك ومدى شعبيتك في مدن الضفة. في مسألة هذا الاستطلاع لا يمكنك ان تتهم ايادي اسرائيلية بتوجيه ميول الشارع الذي يبلغك – كفى. بدون سلام وبدون الى اللقاء.
يمكن التكهن انه في الأيام القريبة ستنزل علينا صورة لك من مكتبك في رام الله وانت تغمر بالدفء والابتسام نشطاء سلام اسرائيليين وتعلن امامهم بأن وجهتك كانت دائما السلام، وانك معني بالتقاء نتنياهو وان هذا الموضوع كله في بروكسل "وصل الى عدم فهم مؤسف". آمل هذه المرة ان لا يسارع معسكر السلام لدينا الى رام الله. انتبهوا، حتى في الجانب الفلسطيني، يتأتئ المثقفون والصحفيون الكبار ولا يعرفون كيف يفسرون لأنفسهم الرئيس، وكيف يحللونه بانفتاح على مسامع الإسرائيليين.
يمكنني بالطبع تفهم لماذا ترددت يا ابا مازن، باستغلال الفرصة التي تواجدت فيها انت ورئيسنا ريفلين في المكان نفسه، وفي الساعة ذاتها. الهامسون في اذنك (نحن نعرف من ومن) حذروك من ان ريفلين لا يتخذ القرارات، ولا يملك صلاحية التفاوض ويمنع من مناقشة القضايا السياسية.
ولكن، بحياتك، أي تفويت للفرص هذا: في حينا كلهم يلامسون السياسة. رئيسنا ريفلين، حصل على ضوء اخضر من بيبي وجند رئيس الاتحاد الاوروبي لتنظيم اللقاء. كنت تعرف كل تفصيل مما حدث من وراء الكواليس، وانت تعرف روبي، لكنك اصررت على توجيه صفعة له.
ماذا يعني ان هذا اللقاء كان سينتهي فقط بصورة مشتركة؟ لم يكن احد في الشارع الفلسطيني سيخرج للتظاهر ضدك لأنك التقيت ريفلين. بل على العكس، كان يمكنك التلويح بهذه الصورة في المقاطعة او خلال خطابك في بروكسل وقول امور ثاقبة حول استئناف المفاوضات والعملية السياسية. كان يمكنك، مثلا، تسجيل هدف في شباك نتنياهو، والعثور على طرق للعمل مع ريفلين، واقناعه بأن حنجرتك ودماغك متساويان.
اعتقد انه يثير غضبك السماع بأن اسرائيل (ومصر والأردن والسعودية بل حتى وزير الخارجية كيري) يستعدون لليوم الذي سيلي ذهابك.
يغضبك القراءة بأن ليبرمان يدفع باتجاه اكثر شخص تكرهه، محمد دحلان ولا احد ينسى، لديكم ولدينا، انه حتى وفقا للدستور الفلسطيني انت رئيس غير شرعي.
لقد انتخبت في 2005، وانتهت ولايتك بعد اربع سنوات، ومنذ ذلك الوقت ترفض اجراء انتخابات للرئاسة، تتمسك بشدة بالكرسي، تهدد بالاستقالة ولا تفعل.
الكرسي لن يذهب معك وصحتك جيدة بهذا الشكل او اقل، ولكن الجيل 80 و"الصفقة" التي تتركها من خلفك تتحول الى متاع شاذ. ان الأوان كي تتخلى عن لقب "رئيس الدولة الفلسطينية، عندما تقوم". اذا كان هناك حل اصلا للصراع، فانهم يحتفظون به لمن سيأتي بعدك. هذه هي طريق الطبيعة والسياسية. هل نقول مرة اخرى؟ كفى، عملت ولم تنجح بتحقيق شيء. سلم المفاتيح.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف