يتفاعل قادة العالم مع التطورات اللاحقة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست”، وباستثناء البحرين والإمارات العربية يلتزم الحكام العرب الصمت، وقد يكون السبب هو عجزهم عن تحديد موقف من هذا الحدث السياسي الكبير.
ومباشرة بعد معرفة نتئاج استفتاء يوم الخميس الماضي بانتصار الفريق المنادي بالخروج من الاتحاد الأوروبي وهزيمة الموالين للاتحاد، تناسلت المواقف السياسية من القوى الكبرى وكذلك بعض الدول الصغرى.
وكانت أولى ردود الفعل من الدول الغربية المعنية بالوحدة الأوروبية، وهكذا جاءت مواقف أعضاء الاتحاد الأوروبي ثم دول مثل كندا والولايات المتحدة وروسيا والبرازيل ومجموع أمريكا اللاتينية المتأسفة لخروج بريطانيا. ولم تتردد بعض الدول الافريقية في إبداء موقف لها رغم أنها دول صغيرة بالكاد تحضر في الأخبار الدولية بين الحين والآخر.
وباستثناء الإمارات العربية وسلطنة عمان اللتان أعربتا عن موقف سياسي باحترام إرادة البريطانيين، لم يصدر أي موقف من الحكام العرب تجاه بريكست وخاصة من الدول العربية الكبرى مثل مصر والعربية السعودية والجزائر والمغرب.
وتلتزم هذه الدول الصمت رغم العلاقات القوية بين بريطانيا والعالم العربي. وتعتبر بريطانيا شريكا اقتصاديا رئيسيا للعالم العربي خاصة مع دول الخليج العربي. وانسحابها سيؤثر على استثمارات الدول العربية في الشركات البريطانية والعالمية المتواجدة في لندن، حيث استثمرت السعودية وقطر عشرات الملايير من الجميهات.
ويحمل الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي تأثيرا على الجاليات العربية المتواجدة في بريطانيا والدول الأوروبية وعلة رأسها الجاليات المغاربية، علما أن الهجرة هي حطب بريكست.
وتعد بريطانيا شريكا سياسيا وعسكريا لمعظم دول العالم العربي، فقواتها موجودة في ليبيا والخليج العربي ، وتعقد صفقات عسكرية ضخمة مع دول الخليج.
ومما يحول دون إصدار الحكام العرب مواقف سياسية في القضايا الدولية الكبرى هو عجزهم عن بلورة موقف واضح جراء تبعيتهم السياسية لعدد من عواصم القرار الكبرى.
وبدورها، لم تبلور الجامعة العربية، التي يفرض أنها تمثل الشعوب العربية ومنها الجاليات العربية في الخارج، أي موقف سياسي من بريكست.
وبينما تقف الدول العربية صامتة تجاه بريكست، اكتفت الصحافة العربية المرتبطة بالأنظمة العربية ومنها الخليج بترديد مواقف الصحافة المقربة من صناع القرار في بريطانيا.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف