للسنة الرابعة على التوالي نظمت مؤسسة بيلست للدراسات والنشر والإعلام، مبادرة "ماء وتمر"، حيث يوزع طاقم مؤسسة بيلست على رأسهم الاستاذ سهيل نقولا ترزي “الماء والتمر”على المواطنين المتأخرين عن موائد إفطارهم في غزة، و ذلك تأكيداً على أجواء المحبة والتسامح في المجتمع الفلسطيني.
وتستهدف المبادرة، المواطنين الذين تُعيقهم ظروف عملهم عن الوصول إلى منازلهم في وقت الإفطار، حسب ما أفاد فريق عمل المبادرة.
وينتشر طاقم مؤسسة بيلست، قبيل موعد الإفطار، في شوارع غزة، حاملين تمراً، وقارورات مياه؛ لتوزيعها على المارة من الصائمين المسلمين، في جو تسوده الاخاء والألفة والمحبة والتسامح.
ويقول سهيل نقولا ترزي، مدير مؤسسة بيلست الوطنية للدراسات والنشر والإعلام" القائم على المبادرة، إنه يعتز ويفتخر بانتمائه لتاريخه العربي والإسلامي، مُبينا أن المُبادرة التي ينفذونها تشعره بـ “سعادة مطلقة عند التخفيف من توتر الصائمين واستعجالهم لإدراك الإفطار”.
وأضاف ترزي"أن هذه الحملة تأتي للتخفيف من وقوع الحوادث المرورية، وخاصة وقت ما قبل الإفطار (أذان المغرب) بسبب لجوء بعض السائقين للسرعة والتجاوزات الخاطئة للوصول لتناول الإفطار، وللتخفيف عليهم ومساعدتهم للتقيد والالتزام بقوانين السير وتجنب وقوع الحوادث.
وأشار إلى أن رغم مرور سنتين على انتهاء أقسى حرب مرت على قطاع غزة صيف عام 2014 (معركة العصف المأكول) إلا أنّ أزمة الأعمار لا تزال تراوح مكانها، ولا يزال الآلاف من المدمرة بيوتهم (أكثر من 125 ألف منزل دُمرّ) بدون مأوى حيث لم يتمكنوا حتى اللحظة من وضع حجر الأساس لمنازلهم المدمرة في انتظار المنح التي وعدت بها عدد من الدول.
وأوضح ترزي لا يزال الاحتلال الصهيوني العنصري البغيض المجرم يمنع دخول الإسمنت إلى قطاع غزة إلا للمشاريع الدولية، فيما تبقى المنازل متعطشة إلى مئات آلاف الأطنان من الإسمنت.
ويقول الشاب المسيحي سامر حنا ترزي مدير موقع شبكة الأرض المقدسة، وهو مشارك بالمبادرة، إن لديهم فعاليات ومبادرات أخرى سينفذونها خلال شهر رمضان وفي ليلة القدر خاصة، ولا تقتصر على مباردة تمر و ماء.
ويؤكد سهيل نقولا ترزي أن الدين الإسلامي ينص على قبول ومحبة الآخر، خلقٌ تسعى هذه المبادرة لتجديده وترسيخه بين أبناء الشعب الواحد، مضيفاً أن “الدين الإسلامي والقرآن الذي قرأه المسلم والمسيحي معًا في المدارس والجامعات، هو مصدر يعطي أكثر من دليل على التسامح والعطاء”.
من جانبه أكد الصحفي سامر الغول ،المشارك في المبادرة عن العلاقة الكبيرة المتطورة التي تجمع بين المسيحيين والمسلمين في غزة .
وخلال حديثه أستذكر الغول في حرب تموز الماضي فتحت كنيسة القديس “بروفيريوس” وأبناء المجتمع المسيحية أبوابها للنازحين والمتضررين وسمحت لهم بصلاة الفروض الخمسة داخل أروقة الكنيسة وبيوتهم وهذه هي الوحدة الوطنية بجميع معانيها.
وأكد سهيل نقولا ترزي أن العرب الفلسطينيين المسيحيين في فلسطين هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وأمتهم العربية والإسلامية، مختتماً “المسلمون لهم ما لنا وعلينا ما عليهم، ونحن من هذا النسيج الوطني الواحد، لا أقلية ولا أكثرية.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف