لأول مرة منذ بضع سنوات نجح متظاهرون فلسطينيون، أول من أمس، في إلقاء الحجارة من داخل الحرم إلى ساحة المبكى الغربي. امرأة (73 سنة) أصيبت بشكل طفيف في رأسها. هذا تطور آخر مقلق في سلسلة التطورات المقلقة في موضوع الحرم على أبواب انتهاء شهر رمضان. وقد اعتقلت الشرطة 17 شابا فلسطينيا مشتبهين بالإخلالات في الحرم وقامت باستخدام وسائل تفريق المظاهرات في ساحات المساجد. رشق الحجارة نحو حائط المبكى والمواجهات في الحرم اندلعت على الرغم من حقيقة أنه في ساعات الصباح الباكر – ورغم أنف نشطاء الحرم – قررت الشرطة بالتشاور مع المستوى السياسي إغلاق الحرم أمام اليهود والسياح غير المسلمين حتى نهاية الأسبوع. وفي منتصف الأسبوع القادم سيحل عيد الفطر، وبالتالي سيتم إغلاق الحرم أمام اليهود. ولم يتم اتخاذ قرار بعد حول بداية الأسبوع القادم، لكن يمكن القول: إن الشرطة لن تقوم بفتح الحرم أمام زيارات اليهود وغير المسلمين. وقد أعلن وزير الأمن الداخلي، أمس، جلعاد أردان، عن تمديد منع أعضاء الكنيست من زيارة الحرم. سيأتي العيد في هذا العام بعد فترة من الهدوء في القدس. وتحدثوا في الشرطة عن أحداث الفصح بنوع من الرضا، وكذلك يوم القدس ويوم النكبة اللذين مرا بهدوء في الحرم ومحيطه. بعد عامين تقريبا من غياب الاستقرار، كان يبدو أن الوضع الراهن في الحرم قد استقر مجددا. في سياق الترتيبات التي صيغت من جديد في نقاشات غير رسمية بين إسرائيل والأردن في نهاية 2015، تم السماح لمجموعات صغيرة من اليهود بالذهاب إلى الحرم في ساعات الصباح. لكن التعاطي مع كل من يحاول الصلاة أو القيام بطقوس في الحرم، كان شديدا جدا وتم إبعاده واعتقاله. على خلفية هذا الهدوء كان من المفروض أن يتخذ أردان قرارا حول الاستمرار في السياسة التي تم استخدامها في السنوات الأربعة الأخيرة والتي تقضي بأن الأيام العشرة الأخيرة من رمضان والتي تعتبر مقدسة بالنسبة للمسلمين، لا يسمح لليهود والسياح بالذهاب إلى الحرم. وقد بدأت الأيام العشرة في يوم الاحد الماضي وقرر أردان السماح باستمرار ذهاب اليهود. يمكن القول: إنه خشي من انتقاد اليمين على أنه خضع للعنف الفلسطيني. الفلسطينيون من ناحيتهم يزعمون أن ذهاب اليهود كان إخلالا بالوضع الراهن. ومباشرة مع فتح الحرم في يوم الاحد بدأت الصدامات العنيفة بين الشبان الفلسطينيين ورجال الشرطة. مجموعة صغيرة من اليهود وصلت إلى الحرم في يومي الأحد والإثنين وقامت بزيارة قصيرة تحت حراسة مشددة. في الليلة بين الأحد والإثنين بقي الشباب للنوم في الحرم، كما شاهدنا في موجات العنف السابقة. وأول أمس انتشرت في الشبكات الاجتماعية دعوة «الدفاع عن الأقصى» التي هي شعار التجنيد الأفضل لشباب شرقي القدس. ظاهرة جديدة يجب ملاحظتها وهي مشاركة سياح مسلمين من الدول العربية في المظاهرات في الحرم. وقد اعتقل في يوم الاحد في الحرم، ليس فقط شباب فلسطينيون بل أيضا مسلمان من بريطانيا يشتبه بمشاركتهما في رشق الحجارة. وقد قام حراس الأوقاف بلعب دور التهدئة، وتم توثيقهم عدد من المرات وهم يحاولون منع رشق الحجارة وتهدئة الخواطر، لكنهم لم ينجحوا دائما. أحداث الأيام الأخيرة في الحرم تذكر بشكل مقلق بسلسلة الأحداث التي سبقت اندلاع موجة الإرهاب في تشرين الأول الماضي. ففي حينه أيضا فسر الفلسطينيون بشكل خاطئ الخطوات الإسرائيلية في الحرم على أنها تهديد للوضع الراهن. أيضا في حينه قام سياسيون من اليمين بالضغطـ، الأمر الذي قيد الشرطة من إغلاق الحرم أمام زيارة غير المسلمين. ومع ذلك، كانت المواجهات إلى الآن محدودة وتقتصر على الحرم وفي ساعات الصباح. هذا الصباح، بدون زوار يهود، سيتبين إذا كانت الموجة تتراجع أو تتصاعد.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف