- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2016-07-09
لكأن الأوضاع الاجتماعية والمعيشية لا تكفي أهل مخيم عين الحلوة، حتى تأتي الهواجس الأمنية لتقض مضجعهم وتجعلهم أسرى شائعات تختلط بوقائع، فيما تكاد تتحول بعض القوى السياسية والأمنية الفلسطينية المعنية بأمن المخيم الى مجرد «ديكورات»، من دون أن تدرك أن ثمة تحديات لا بد من مواجهتها بحزم وإلا فإن المخيم وأهله المقدر عددهم بعشرات الآلاف قد يصبحون أسرى مخططات تهدف الى تحويل المخيم الى «قاعدة إرهابية» ضد الأمن اللبناني ـ الفلسطيني المشترك.
في هذا السياق، يحذر مرجع أمني لبناني من ان الإرهاب التكفيري «يتمدد في المخيم على حساب القوى الممثلة للسلطة الفلسطينية التي لم تعد تمتلك مقومات بشرية شابة وفاعلة، انما أصابها الترهل ودخلت في شبه شيخوخة».
ويقول إن السلطة الفلسطينية، «التي ما انفكت تعلن بأنها لن تسمح بتحول المخيمات الى بؤر إرهابية وشوكة في خاصرة الشرعية اللبنانية، لا بد لها من حسم خياراتها، وبالتالي شراء مصير مخيم عين الحلوة بقليل من التضحيات قبل أن تتحول كلها الى ضحية حيث لا ينفع الندم، ولا بد لها ايضا من امتلاك قرار حاسم يصب في مصلحة أبناء المخيم بدل أ، يتحول المخيم أداة في مشاريع تهدد بتصفية قضية اللاجئين».
ويتحدث المرجع بصراحة عن «مخاطر تحول مخيم عين الحلوة الى بؤرة للإرهاب، مقابل انكفاء فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسها فتح»، ويقول: «اذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن ذلك سيؤدي حكما الى انهيار الوضع الأمني برمّته وخروج المخيم كليا عن دائرة السيطرة الامنية، وفي حال تمدد المجموعات الارهابية، فإن فائض القوة لديها لن يقتصر استخدامه في داخل المخيم انما ضد الجيش والمحيط المتنوع طائفيا ومذهبيا».
ويؤكد المرجع «ان قرار الجيش هو بالرد الحاسم والحازم على أي اعتداء يتعرض له في محيط المخيم أو في أي بقعة من لبنان، واذا استخدم فائض القوة ضد المحيط فهو ايضا اعتداء على الجيش المكلف بحماية الأمن والاستقرار».
ويشدد على المسؤولية الكبيرة للسلطة الفلسطينية وكل الفصائل الفلسطينية، الامر الذي يتطلب من الجميع الإمساك بزمام المبادرة وتقديم نموذج للمرة الاولى على القدرة الذاتية الفلسطينية الشرعية المعترف بها على ضبط الامن، «وبصريح العبارة اذا استمرت الامور كما هي راهنا، فإن ذلك يعني الانهيار الكامل الذي سيولد المزيد من التدمير والتشريد والمآسي».
ويتابع المرجع ان من يريد تحويل المخيم الى قاعدة للإرهاب وبؤرة لتصدير الإرهابيين الى محيطه والخارج، عليه أن يدرك أن الجيش اللبناني لن يقف مكتوف اليدين، خصوصا أن أحياء الطوارئ والصفصاف والبواب وجزءا من حي حطين، باتت بمعظمها تحت سيطرة مجموعات إرهابية تكفيرية تستقطب الشباب بالمال والفكر المتخلف، مقابل انكفاء كلي لفصائل السلطة وباقي القوى الفلسطينية».
ويلفت المرجع النظر إلى أن الاجتماعات مع ممثلي السلطة الفلسطينية لم تتوقف «وسنلتقي قريبا ممثل السلطة الفلسطينية عباس زكي، لوضع السلطة أمام مسؤولياتها، علما أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي يمسك بهذا الملف الحساس ويعتبره شغله الشاغل، على تنسيق كامل مع جميع الفلسطينيين سعيا الى تحقيق إجماع يصب في خانة عدم التهاون مع أية محاولة لتعريض الأمن القومي اللبناني للخطر».
ويختم المرجع بالقول: «سقوط مخيم عين الحلوة تحت سيطرة داعش وأخواته يعني دخول البلاد مرحلة أمنية جديدة لا يمكن التكهن بنتائجها».
المصدر: السفير