- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2016-07-18
ذه المفاجأة الأكثر توقعًا التي قد تحدث: في وقت ما من المستقبل القريب أو البعيد – يبدو أنّه قريب – سيقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس (أبو مازن) وراء المنصة ويعلن أنّه قد سئم وأنّه سيستقيل من الحياة العامة. اليوم التالي لعبّاس كان موضوعًا مركزيًا في المسح الأول الذي قدمه هذا الأسبوع رئيس جهاز الأمن العاّم الإسرائيليّ “الشاباك” الجديد نداف أرغمان، لأعضاء لجنة الخارجية والأمن للكنيست.
أرغمان، له أشهر في المنصب، بدأ المسح بعرض معطيات وإحصائيات تؤكّد الادعاء أنّه بالرغم من توالي الهجمات الصعبة في نهاية شهر رمضان، إلّا أنّنا لو نظرنا نظرة بعيدة تجاه ما أسماه بـ”الإرهاب” فسنجد أنّه في انخفاضٍ مستمرٍ منذ اندلاع موجة الـ”إرهاب” الحالية (1 تشرين أوّل “أكتوبر” 2015 كما لوحظ عمومًا في جهاز الأمن الإسرائيلي)، كل ذلك، أضاف أرغمان، قد يتغير إذا ما وقع هجوم صعب أوْ حدث مثير للمشاعر في القدس، على حدّ تعبيره.
وبحسب صحيفة (هآرتس) العبريّة، التي اعتمدت على مصادر رفيعة من المُستوى السياسيّ في تل أبيب، فإنّ الجزء الأهم في معطيات وإحصائيات أرغمان كان تحديدًا الهجمات التي لم تحدث: 11 هجوم انتحاري و10 هجوم خطف تمّ إحباطها منذ بدء عام 2016. وتابع رئيس الشابك قائلاً: يمكننا أنْ نتخيل كيف كان سيبدو النصف الأول من العام في حال تمّ تنفيذ فقط جزء من هذه الهجمات.
وفيما يتعلّق بنهاية عهد عباس السياسيّ قال أرغمان إنّ الفلسطينيين الآن في فترة انتقالية، إنّهم لا ينتظرون خطاب الاستقالة والذهاب لمحمود عبّاس، الذي يرى نفسه كأنّه بن غوريون فلسطينيّ، على حدّ توصيف رئيس الشاباك الإسرائيليّ. مسؤولون أمنيون آخرون يرون أنّ عبّاس (82 عامًا) مشغول اليوم تحديدًا بكتابة خطابات توثق اسمه في ويكيبيديا وكتب التاريخ، وهذا هو سبب الخطابات المثيرة الخاصة به ضد إسرائيل مؤخرًا على منصات مختلفة. إنّه، تابعت المصادر، لا يخطط لأيّ خطوة سياسية، كذلك هناك خلفاء محتملين سواء بأعين أنفسهم أو بأعين الجمهور الفلسطيني يجهزون لخطابات ضد إسرائيل من أجل حشد الشعبية، لكن علاقات السلطة الفلسطينية وقوات الأمن الإسرائيلية في المناطق المُحتلّة فعليًا جيدة خلال هذا الأيام، وهناك تعاون منتظم بينهم في محاربة العدو المشترك، ألا وهو حماس.
كذلك، أضافت المصادر عينها، المرشحون البارزون لتولي الحكم بعد عبّاس، هم من أولئك الذين لديهم عددًا ليس بالقليل من الأصدقاء في إسرائيل، مثال: رئيس جهاز الأمن الوقائيّ الفلسطينيّ السابق جبريل الرجوب، الذي يعمل في السنوات الأخيرة كرئيس لاتحاد كرة القدم الفلسطيني، كان يسميه زملاؤه من قوات الأمن الإسرائيلية باسم “غبرييل ريغيف” في الأيام ما قبل تدمير مقره خلال الانتفاضة الثانية قبل حوالي 15 عامًا. خصمه محمد دحلان، الذي يُجري في السنوات الأخيرة حوارات بين قطر ودول عربية أخرى، صديق لإسرائيليين ليسوا قلة وعلى علاقة جيدة بوزير الأمن الجديد أفيغدور ليبرمان، فرص توليه المنصب محل عبّاس ضعيفة، وخصوصًا في ضوء حقيقة أنّه غزي وليس من سكان الضفة الغربية أصلًا. مرشح ثالث، أوضحت المصادر الإسرائيليّة الرفيعة، يعتبر لديه فرصة كبيرة بخلافة عبّاس، ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات في الضفة، قضى ساعات كثيرة من وقته مع أصدقاء إسرائيليين، يشرب القهوة مع الهيل في غرف ممتلئة بدخان السجائر.
وأضافت: الحقيقة أنّ هذه شخصيات الثلاث أوْ أسماء أخرى: مثل السياسي أبو علاء، سلام فياض وحتى الأسير مروان البرغوثي، ما زال غير واضح من سيتولى خلافة عبّاس حقًا، وحتى غير معروف طبيعة اختيارهم. هذا أمر غير مفاجئ في ظل حقيقة أنّ مؤسسات السلطة الفلسطينية مستعدة للانتخابات منذ سنوات وأنّ مجلس حركة فتح لا يلبي الأمر. لكن، تساءلت المصادر: هل تشعر إسرائيل بالقلق إزاء انتشار فوضى أو صعود حماس للحكم في الضفة الغربية في اليوم الذي يلي عبّاس؟
وأوضحت: يبدو الأمر هكذا. الظاهر أنّ الحرب المشتركة ضدّ حماس تحافظ على العلاقة بين السلطة وإسرائيل حتى بعد تقاعد عبّاس. هذا، وتابعت المصادر، أنّ مسؤولين في الجيش يدّعون أنّهم في قيادة المركز يترصدون أمر التطورات في رام الله. لا شيء أكثر من ذلك. ليس لدى قيادة المركز أي خطة عملية جاهزة للعمل في اليوم الذي ستقع فيه المفاجأة المتوقعة، والاستقالة تتحول لبيان.
وخلُصت المصادر إلى القول إنّه في مناطق الضفة الغربية نفسها، قوات الجيش، “الشاباك” وحرس الحدود غير منشغلين بالسياسية الفلسطينية بتاتًا، الروتين هو عمليات مستمرة لتنفيذ اعتقالات وإحباط الهجمات، والأسبوع الماضي تحديدًا كان مكتظًا بعمليات كتلك، على حدّ تعبير المصادر التي تحدثت للصحيفة العبريّة.