في خضّم الأحداث الجاريّة في الشرق الأوسط، فازت إسرائيل فوزًا دبلوماسيًا ثمينًا، فقد أعرب مندوب إسرائيل لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو كرمل شاما هكوهين عن ارتياحه لقرار لجنة التراث التابعة لهذه المنظمة شطب مشروع القرار الفلسطيني – الأردني الذي لا يقرّ بكون جبل الهيكل، أيْ الحرم القدسي الشريف، مقدسًا لليهود، من جدول أعمال مؤتمرها المنعقد في اسطنبول التركيّة.
ووصف هكوهين في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس الاثنين، هذا الإجراء بأنّه “معجزة اسطنبول”، وأشار إلى أنّ الفلسطينيين يتمتعون بتأييد أغلبية أعضاء لجنة التراث.
ومن الجدير بالذكر أنّ منظمة اليونيسكو كانت قد اختصرت أعمال مؤتمرها الذي عقد في اسطنبول وذلك في إثر محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في نهاية الأسبوع الفائت، وبناءً على ذلك تمّ شطب مشروع القرار الفلسطيني – الأردني المشترك. وبموازاة ذلك أعلن أنّ مؤتمر هذه المنظمة الدولية القريب سيعقد في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل ومن المتوقع أن يطرح مشروع القرار خلاله مرة أخرى.
وذكرت وسائل الإعلام العبريّة أنّ إسرائيل أعربت عن تذمرها وغضبها الشديدين حيال طرح مشروع القرار المذكور، على حدّ قولب المصادر السياسيّة الرفيعة في تل أبيب. في سياق ذي صلةٍ، طالب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون مجلس الأمن الدولي بألّا يمرّ مرور الكرام على التجارب الصاروخية التي قامت بها الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في الفترة الأخيرة، ووصفها بأنها خرقًا لقرارات هذا المجلس، كما قالت صحيفة (إسرائيل اليوم)، المُقرّبة جدًا من رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو.
وقال دانون في سياق كلمة خلال الاجتماع الذي عقده مجلس الأمن الليلة الماضية في مناسبة مرور عام على توقيع الاتفاق بين إيران والدول الست العظمى، إنّ ما تقوم به طهران في هذا المجال يُشكّل تهديدًا حقيقيًا للدولة العبريّة ومنطقة الشرق الأوسط والعالم الحر بأسره، وأشار إلى أنّ الصواريخ البالستية الإيرانية قادرة على حمل رؤوس حربية نووية.
من ناحية أخرى ذكرت وكالة “أسوشييتد برس″ للأنباء الليلة الماضية في تقرير من العاصمة النمساوية فيينا، أنّ القيود المفروضة على البرنامج النووي الإيراني ستُخفف في نهاية العقد المقبل بشكلٍ ملموسٍ، الأمر الذي من شأنه أن يخفض الفترة الزمنية التي تحتاج إليها طهران لإنتاج قنبلة نووية من سنة إلى ستة أشهر. وقالت الوكالة إنّها حصلت على ملحق سري للاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى يتضمن السماح لطهران بعد مرور ما بين 11 و13 سنة باستبدال أجهزة الطرد المركزي غير الناجعة الموجودة بحيازتها حاليًا بأجهزة تعتبر أكثر نجاعة بخمسة أضعاف.
وكانت تل أبيب نددت مؤخرًا بشدة بالتجارب الجديدة التي أجرتها إيران على إطلاق صواريخ بالستية، مؤكدة أنّ هذه التجارب تنتهك القرارات الدولية لا سيما وأنّ هذه الصواريخ قادرة على بلوغ كل الأراضي الإسرائيلية. وكانت إيران أعلنت أنها أجرت سلسلة تجارب صاروخية بالستية، في خطوة أثارت قلقًا لدى المجتمع الدولي. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان إنّ هذه التجارب تمثل انتهاكات فاضحة لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2231 الذي كرس الاتفاق بين طهران والقوى الكبرى بشأن البرنامج النووي الإيراني والذي دخل حيز التنفيذ مطلع العام. وأضافت أنّ هذا النص يحد من إمكانية أن تطلق إيران صواريخ يمكن تزويدها برؤوس نووية، وإذ بإيران تختبر تحديدًا هذا النوع من الصواريخ القادرة على بلوغ كل الأراضي الإسرائيلية.
وأكدت الخارجية الإسرائيلية في بيانها أنّ حملة الابتسامات التي يوزعها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، والرئيس حسن روحانى ما هي إلا ذر للرماد في العيون بهدف إخفاء النوايا الحقيقية لنظام الملالي، كما قال البيان. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى ابلغ نظيره الإيراني محمد جواد ظريف احتجاج الولايات المتحدة على التجارب البالستية الإيرانية، محذرًا إياه من أنّه إذا ثبت إجراء طهران هذه التجارب فإنّ واشنطن ستتخذ حيالها ردًا قانونيًا.
بدوره أكّد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن على أنّ الولايات المتحدة ستتحرك في حال ثبت قيام إيران بهذه التجارب، على حدّ تعبيره.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف