- الكاتب/ة : جدعون ليفي
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2016-08-01
بعد أن قلنا قومية متطرفة وعنصرية، كراهية العرب والاستخفاف بحياتهم، عبادة الأمن ومقاومة الاحتلال، المسيحانية والظهور بمظهر الضحية.. يجب اضافة صفة اخرى، بدونها لا يمكن تفسير سلوك نظام الاحتلال الاسرائيلي: الشر، الشر الخالص. الشر السادي، الشر من اجل الشر، واحيانا يكون هذا هو التفسير الوحيد.
لقد أعطته آفا ايلوز علامات ("هآرتس"، 29/7). فهي تعتقد أن المجموعة القومية هي مصدر الشر: إنها تجد "شبها عائليا"، حسب مفهوم لودفيغ فيغنشتاين، بين الاحتلال الاسرائيلي وبين أنظمة الشر في التاريخ. هذا الشبه لا يعني أن اسرائيل نازية، ولا فاشية، ومع ذلك فهي عضوة في العائلة الفظيعة، عائلة دول الشر. هذا تحليل لافت. الشر الذي تنسبه ايلوز لاسرائيل لا يمكن أن يحدث في أي مكان، وله جذور سياسية ودينية واجتماعية مغروسة عميقا في المجتمع الاسرائيلي. وبهذا تنضم ايلوز الى زئيف شترنهل، الذي حذر من الارض الثقافية الخصبة للفاشية التي تنشأ الآن في اسرائيل ("هآرتس"، 8/7).
ولكن الى جانب هذه التحليلات يجب ايضا استعراض تاريخ الشر: استعراض الاحداث التي تجتمع معا وتشكل الصورة الكبيرة، صورة الشر الاسرائيلي في "المناطق" من اجل مواجهة من ينكر الشر. وليس الحادثة الوحيدة – اليئور ازاريا مثلا – بل سلوك المؤسسة، ونظام الاحتلال، هذا ما يثبت الشر. ايلوز وشترنهل وآخرون يقدمون التحليلات المثيرة للجدل، التي لا يمكن انكار وجودها رغم الجدل.
حادثة واحدة أفضل من ألف شاهد: حادثة بلال كايد. شاب أنهى فترة اعتقال دامت 14.5 سنة بدون أن يخرج الى يوم عطلة وبدون السماح له بوداع والده المحتضر ولو حتى بمكالمة هاتفية. قبل شهر ونصف استعد لاطلاق سراحه. ممثل "الشاباك"، الذي هو واحد من مؤسسات الشر الكبيرة في اسرائيل، أظهر أمامه صورة البيت الذي قامت عائلته ببنائه من اجل استفزازه بشكل أكبر في ذلك اليوم. وعندما كانت العائلة تنتظر على الحاجز، وهو نفسه كان منفعلا في زنزانته، أبلغوه بأنه ذاهب الى الاعتقال الاداري لنصف سنة على الأقل، بدون محاكمة وبدون تفسير.
منذ ذلك الحين وهو مضرب عن الطعام. في المستشفى هو مقيد الى سريره ومحظور على عائلته زيارته، والحراس لا يخرجون من غرفته ولا يتم اطفاء النور ولو للحظة. الشر فقط يمكنه تفسير سلوك الدولة نحو كايد، فقط دولة الشر هي التي تتصرف هكذا.
الشر فقط يمكنه أن يفسر اعتقال شاب آخر هو خيران جردات، الاسبوع الماضي. وهو شقيق ثاكل حيث قتل الجنود شقيقه قبل شهرين، عارف، الذي كان يعاني من متلازمة داون. وقد توفي والده قبل يومين وهو معتقل بتهمة "التحريض على الفيس بوك". ولم يسمحوا له بحضور جنازة والده - هذا شر. استمرار اعتقال الشاعرة دارين طاطور – هذا شر. هدم بركة المياه الصغيرة التي بناها السكان في طانا في شمالي الضفة – هذا شر. مصادرة صفائح المياه من الرعاة في الغور في تموز القائظ – هذا شر.
جزء كبير من قرارات الاحتلال التي تقرر مصير الناس، العائلات، القرى والمدن، لا يمكن تفسيره بدون الشر. القائمة طويلة مثل طول الاحتلال. الابتزاز الحقير من قبل "الشاباك" للمرضى في غزة في محاولة لتجنيدهم كمتعاونين، الحصار المفروض على المدن لمدة اسابيع، الحصار على قطاع غزة، هدم المنازل – كل ذلك هو شر.
يجب الاعتراف بأن الشر موجود، وهو أحد القيم الاكثر تأثيرا في اسرائيل. نعم، في اسرائيل يوجد نظام للشر، لذلك فهي دولة شر، حتى وإن سُمع هذا بشكل سيئ.
لقد أعطته آفا ايلوز علامات ("هآرتس"، 29/7). فهي تعتقد أن المجموعة القومية هي مصدر الشر: إنها تجد "شبها عائليا"، حسب مفهوم لودفيغ فيغنشتاين، بين الاحتلال الاسرائيلي وبين أنظمة الشر في التاريخ. هذا الشبه لا يعني أن اسرائيل نازية، ولا فاشية، ومع ذلك فهي عضوة في العائلة الفظيعة، عائلة دول الشر. هذا تحليل لافت. الشر الذي تنسبه ايلوز لاسرائيل لا يمكن أن يحدث في أي مكان، وله جذور سياسية ودينية واجتماعية مغروسة عميقا في المجتمع الاسرائيلي. وبهذا تنضم ايلوز الى زئيف شترنهل، الذي حذر من الارض الثقافية الخصبة للفاشية التي تنشأ الآن في اسرائيل ("هآرتس"، 8/7).
ولكن الى جانب هذه التحليلات يجب ايضا استعراض تاريخ الشر: استعراض الاحداث التي تجتمع معا وتشكل الصورة الكبيرة، صورة الشر الاسرائيلي في "المناطق" من اجل مواجهة من ينكر الشر. وليس الحادثة الوحيدة – اليئور ازاريا مثلا – بل سلوك المؤسسة، ونظام الاحتلال، هذا ما يثبت الشر. ايلوز وشترنهل وآخرون يقدمون التحليلات المثيرة للجدل، التي لا يمكن انكار وجودها رغم الجدل.
حادثة واحدة أفضل من ألف شاهد: حادثة بلال كايد. شاب أنهى فترة اعتقال دامت 14.5 سنة بدون أن يخرج الى يوم عطلة وبدون السماح له بوداع والده المحتضر ولو حتى بمكالمة هاتفية. قبل شهر ونصف استعد لاطلاق سراحه. ممثل "الشاباك"، الذي هو واحد من مؤسسات الشر الكبيرة في اسرائيل، أظهر أمامه صورة البيت الذي قامت عائلته ببنائه من اجل استفزازه بشكل أكبر في ذلك اليوم. وعندما كانت العائلة تنتظر على الحاجز، وهو نفسه كان منفعلا في زنزانته، أبلغوه بأنه ذاهب الى الاعتقال الاداري لنصف سنة على الأقل، بدون محاكمة وبدون تفسير.
منذ ذلك الحين وهو مضرب عن الطعام. في المستشفى هو مقيد الى سريره ومحظور على عائلته زيارته، والحراس لا يخرجون من غرفته ولا يتم اطفاء النور ولو للحظة. الشر فقط يمكنه تفسير سلوك الدولة نحو كايد، فقط دولة الشر هي التي تتصرف هكذا.
الشر فقط يمكنه أن يفسر اعتقال شاب آخر هو خيران جردات، الاسبوع الماضي. وهو شقيق ثاكل حيث قتل الجنود شقيقه قبل شهرين، عارف، الذي كان يعاني من متلازمة داون. وقد توفي والده قبل يومين وهو معتقل بتهمة "التحريض على الفيس بوك". ولم يسمحوا له بحضور جنازة والده - هذا شر. استمرار اعتقال الشاعرة دارين طاطور – هذا شر. هدم بركة المياه الصغيرة التي بناها السكان في طانا في شمالي الضفة – هذا شر. مصادرة صفائح المياه من الرعاة في الغور في تموز القائظ – هذا شر.
جزء كبير من قرارات الاحتلال التي تقرر مصير الناس، العائلات، القرى والمدن، لا يمكن تفسيره بدون الشر. القائمة طويلة مثل طول الاحتلال. الابتزاز الحقير من قبل "الشاباك" للمرضى في غزة في محاولة لتجنيدهم كمتعاونين، الحصار المفروض على المدن لمدة اسابيع، الحصار على قطاع غزة، هدم المنازل – كل ذلك هو شر.
يجب الاعتراف بأن الشر موجود، وهو أحد القيم الاكثر تأثيرا في اسرائيل. نعم، في اسرائيل يوجد نظام للشر، لذلك فهي دولة شر، حتى وإن سُمع هذا بشكل سيئ.