- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2016-08-09
أثار المخطط الجديد الذي وضعه جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا، باستهدافه الشبان العرب البدو من خلال تقليص فترة خدمتهم العسكريّة من 32 شهرا إلى 24 شهرا، في إطار مخططاته لتجنيد الشباب العرب الفلسطينيين في الداخل للمؤسسة الأمنيّة والعسكريّة من خلال تقديم الإغراءات المادية، حفيظة الحراكات الشبابية والقوى الوطنية في النقب خاصة والمجتمع العربي عامة.
ويأتي هذا المخطط بعدما أظهرت المعطيات الرسمية أن العام 2014 قد شهد انخفاضا في أعداد العرب البدو المنتسبين للجيش الإسرائيليّ، ليصل عددهم إلى 280 جنديًّا، بينما كان عددهم قبل سنتين 320 متجنّدًا، خلافًا لما كان عليه قبل عقد، إذ وصل عدد المنتسبين إلى 400 متجنّد.
محاولات وإغراءات متجددة
وقال مركز اتحاد الشباب الوطني في النقب، رأفت أبو عايش، لـ'عرب 48'، إنه 'من الواضح أن تتواصل المحاولات المتجددة لتجنيد الشبان العرب من خلال الإغراءات والتضليل الكاذب وخاصة في ظل التراجع الكبير لدى الشباب الملتحقين بالخدمة العسكرية، وهناك معطيات واضحة كان قد نشرها الجيش الإسرائيلي أنه منذ العام 2014 بلغت نسبة تراجع المجندين في النقب أكثر من 60%'.
وأضاف: 'نحن فخورون بهذا التراجع بعدما تكشفت الأضاليل حول الامتيازات التي يبثونها بدعاياتهم الكاذبة. وبالتأكيد كان لمخطط برافر الاقتلاعي وزيادة الوعي ومراجعة الذات تأثيرات كبيرة في هذا، إلى جانب التضييقات والملاحقات والاعتداء على المواطنين وأملاكهم وكشف زيف وعوداتهم، وكذلك كان للعدوان على قطاع غزة الأخير دور كبير بسبب الخجل والإحراج لوجود شباب عرب فلسطينيين في جيش إسرائيل'.
وخلص إلى القول 'لا أعتقد أن المخطط الجديد سيساعدهم لتجنيد الشباب العرب، رغم البطالة وسوء المعيشة لأن الوعي الوطني يزداد ويتعاظم، وتم كشف الكذب والخداع خاصة أن النقب يخضع لأشبه بحكم عسكري من خلال ممارسة ممنهجة يومية ضد المواطنين العرب'.
تلاعب وخداع
وقالت الناشطة في الحراك النقباوي، هند الصانع، لـ'عرب 48': 'لا أعتقد أن أي تلاعب أو عملية خداع أخرى ستمر بعد أن تكشفت الحقائق أمام الشباب، وهناك تراكم أحدث نوعا من الوعي وأثّر أكثر من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ما أتاح المعرفة والمواكبة للممارسات والسياسات القمعية حتى ضد من خدم في جيشهم وخاصة إثارة القصص الشخصية مثل 'رغم أنني خدمت، لكنهم هدموا بيتي' أو أن يكون قد عومل خلال الخدمة بشكل عنصري وغيرها'.
وأكدت أنه 'كل التجديدات والتضليلات لن تجدي نفعا لأن شبابنا لن ينخدع بهم'.
دور الحراكات الشبابية
وقال الناشط في حراك 'ارفض شعبك بحميك'، جلال إلياس، لـ'عرب 48'، إن 'دور الحراكات الشبابية واضح في هذه القضية الهامة. طرح المخطط الجديد دلالة فشل المؤسسة في استقطاب الشباب للتجنيد، ويدل أيضا على أن الإغراءات والوعود لم تكن حقيقية ولن تنطلي بعد على أحد، لذلك هم يبحثون عن طرق وأساليب جديدة'.
وأعرب عن اعتقاده أن 'هذا المخطط لن ينجح أمام الوعي المتزايد واكتشاف الحقيقة. لا يمكن الحديث عن النقب دون الحديث عن استهداف أضعف شريحة من شعبنا وهي مستضعفة أصلا أمام الحالة القمعية التي تعيشها، ولا شك أن للحراكات الشبابية، كما ذكرت، مساهمة كبيرة في عملية التثقيف والتوعية فهناك من جهة دور كبير للبرامج والنشاط التوعوي وكذلك انكشاف الوعود والامتيازات الكاذبة'.
ظلم وغبن ومعاناة يومية
وقالت مركزة المشاريع في جمعية الشباب العرب- بلدنا في حيفا، جمانة أشقر، لـ'عرب 48'، إنه 'من الواضح أن هذه الخطوة لم تأت من فراغ بل تعكس فشلا كبيرا'.
ورأت أن 'المؤسسة الإسرائيلية غير راضية من نتائج مخطط التجنيد والانخفاض الواضح في عدد الخادمين. عندما نتحدث عن النقب فنحن نتحدث عن صراع له خصوصية خاصة، وأعتقد أنه عندما نتحدث عن التجنيد فإنه يخلق أرضية خصبة لتعميق التمييز والقمع، فهناك قضايا الصراع على الأرض وهدم المنازل ومخططات التهجير والمصادرة، وهذا ظلم وغبن ومعاناة يومية. أعتقد أن التجربة المباشرة والاحتكاك العدائي للجيش والشرطة ضد أهل النقب خاصة في مواجهات 'برافر' وازدياد الوعي الذي ساهمت به المؤسسات الأهلية والحراكات الشبابية أتت بثمارها، وأن الوعودات الكاذبة والمضللة سقطت تحت جرائم جرافات الهدم والتهجير التي يعيش مرارتها أهل النقب يوميا'.
عرب 48
عرب 48