أين اختفت ايران؟ هل سمع أحد في مطارحنا، مؤخراً، عن ايران وعن برنامجها النووي؟ لقد اختفى الموضوع من جدول الأعمال العام. على مدى سنة من المفاوضات بين القوى العظمى وايران خوّف نتنياهو شعب اسرائيل من أن الاتفاق سيقدم طهران نحو القنبلة النووية، التهديد الوجودي الاستراتيجي؛ ومن أجل انقاذ الدولة من «الكارثة النووية» سافر نتنياهو الى الكونغرس الأميركي واصطدم برئيس الولايات المتحدة في ملعبه السياسي. وتدهورت العلاقات الى درك أسفل غير مسبوق عندما تماثل رئيس وزرائنا مع الحزب الجمهوري لدونالد ترامب وشيلدون أدلسون في سنة الانتخابات. في هذه المرحلة، تبلغ الامم المتحدة بأن الايرانيين يلتزمون بكل بنود الاتفاق وتقديرات الخبراء في العالم هي أن اوباما نجح في ابعاد الايرانيين عن القنبلة وخلق حوافز كي يمنع تطويرها. عندما نتذكر بأن نتنياهو تصور بأن تهاجم اسرائيل ايران وتخاطر بحرب اقليمية، تنشأ تساؤلات قاسية حول أهليته ليكون رئيس وزراء. وأين الانتصار على «حماس»؟ لقد وعد ليبرمان بأنه اذا لم يعد جثمانا جنديينا فانه سيعمل على تصفية رئيس وزراء «حماس»، اسماعيل هنية، وسيقضي على «حماس». أما نتنياهو فيواصل التباهي بانجازات حرب «الجرف الصامد». وفي الوقت ذاته تتعزز قوة «حماس»، فقد عادت لتطلق صواريخها وتحفر انفاقها الى داخل الدولة. وبدلا من ذلك تخفف الحكومة الاغلاق، تسمح لقطر بأن تحول لموظفي حكومة «حماس» (ورجال أمنها) رواتبهم، وتمس بشكل منهاجي بـ «فتح» البراغماتية تحت قيادة أبو مازن من خلال توسيع المستوطنات، مؤخرا من خلال التخطيط لمئات وحدات السكن في منطقة شرقي القدس، ومواصلة الضم التدريجي لمناطق ج. اسرائيل، بسبب طمع الحكومة في تعميق الاحتلال، عمليا تعزز «حماس». أين مسيرة السلام الاقليمية؟ قبل بضعة أسابيع سمعنا تصريحات من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ومن بنيامين نتنياهو عن امكانية مسيرة سلمية اقليمية تؤدي الى حل الدولتين. كانت تصريحات، أيد ليبرمان ، شاهد وزير الخارجية المصري مبارات الدوؤ الاوربي مع بيبي في شارع بلفور، وفقط مسيرة سلمية اقليمية لم تكن ولن تكون. إذ لدى نتنياهو الهذر في جهة والفعل في جهة اخرى. اين الديمقراطية؟ اختفت، سحقت تحت حملة عنصرية بادارة رئيس الوزراء ضد الاقليات؛ تحت عجلات التشريع القومي المتطرف ضد الاقليات، جمعيات اليسار، وتشريع اصولي ضد المساوات في الحقوق والواجبات. الاحتلال معدٍ. بداية سلبت حقوق الانسان للفلسطينيين؛ واليوم تسلب ممن يعتبرون حلفاء العرب. أنقرة باتت هنا. وثيقة الاستقلال أصبحت ضريبة كلامية رخيصة في كتب التربية الوطنية لنفتالي بينيت. هذه حكومة هذر ودعاية هدفها التخويف بتهديدات عابثة واطلاق الوعود عديمة المعنى. نعيش في حملة انتخابات دائمة. لنتنياهو هدف واحد فقط – ان ينتخب كحاكم فرد للمرة الخامسة، ويصبح ساكنا دائما في شارع بلفور. هكذا تفقد الحكومة الأمل في استئناف المسيرة السياسية وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة واوروبا. يحتمل أنه اذا انتخب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة فستكون لنتنياهو لغة مشتركة مع الزعيم الأميركي. هو الاخر يعيش من مؤتمر صحافي الى آخر.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف