- الكاتب/ة : روغل ألفر
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2016-08-15
الجيش الاسرائيلي يتسول. دائما يريد المزيد. جمعية باسم "شكرا للجيش الاسرائيلي" أقامت في الآونة الاخيرة بسطات في زوايا الشوارع، شبان يلبسون قمصانا مرسوما عليها قلب أحمر كبير ويتوجهون للمارة ويسألونهم اذا كانوا قادرين على التبرع بالمال لجنود الجيش الاسرائيلي. رغم أن ميزانية الدفاع هي الميزانية الأكبر من أي ميزانية حكومية اخرى، ورغم المساعدة الأميركية الكبيرة، فان جمعية "شكرا للجيش الاسرائيلي" تنشئ الانطباع بأن الجنود بحاجة الى التبرع من مواطني اسرائيل ويهود الولايات المتحدة وكندا. ولكن ليس من اللائق أن يطلبوا بأنفسهم، نظرا لاحترامهم الذاتي.
يتعاون الجيش الاسرائيلي مع هذا التسول من اجل جمع بعض المال من الجمهور، ويشارك الجنود في نشاطات "شكرا للجيش الاسرائيلي". يدور الحديث عمليا عن مصدر خارجي. يقوم الجيش الاسرائيلي بتصدير التسول. "شكرا للجيش الاسرائيلي" هي مقاول يحضر له المال مباشرة من المفترق، ومن جيب المارة. و"شكراً للجيش الاسرائيلي" لا تعمل في فراغ. ايضا الجمعية من اجل الجندي تقوم بجمع التبرعات من اجل رفاه جنود الجيش الاسرائيلي. خلال 33 سنة أخذت الاموال من الجمهور عن طريق الخدمات، الامر الذي تم الغاؤه فقط في 2012. أيضا صندوق "لافي" هو جمعية جمع التبرعات من اجل الجيش الاسرائيلي بشكل مستقل، واليوم تقوم بفعل ذلك مع الجمعية من اجل الجندي. ولا داعي للحديث عن منظمة اصدقاء الجيش الاسرائيلي الأميركية التي تجمع في كل عام عشرات ملايين الدولارات لمساعدة جنود الجيش الاسرائيلي وتحيي المناسبات السنوية في فندق "فولدورف استوريا".
جميع نشاطات التسول المتشعبة هذه تدفع الجمهور الاسرائيلي في البلاد، واليهود في العالم، الى تصديق أن الجيش الاسرائيلي، وهو الجهة التي تحافظ على أمننا، يعاني من نقص دائم في الميزانية، الامر الذي يمنعه من القيام بمهامه. يعرف مواطنو اسرائيل أنهم يمولون الجيش الاسرائيلي من خلال أموال الضرائب، لكن التبرع السخي هو مصدر مباشر أكثر، ويمنحهم الشعور بأنهم يعطون الجيش من أموالهم كاشارة على التقدير والشكر لهذا الجيش.
هذا وضع مشوه تماما. والحقيقة معاكسة. الجيش الاسرائيلي يسرق من الجمهور مليارات الشواكل كل سنة. ميزانية الامن تنتفخ باستمرار، وهناك تبذير وفساد بنيوي. يسيطر الجيش الاسرائيلي على أموال عامة، يفعل بها ما يشاء، ويهتم بالمصالح الاقتصادية للجنود النظاميين على حساب ميزانيات مدنية للمرضى والشيوخ والفقراء. الجيش الاسرائيلي هو الجسم الاقتصادي الأكبر، منظم وقوي في اسرائيل. يجب عليه إعادة المال للجمهور وليس التسول منه في زوايا الشوارع. جمعية مثل "شكرا للجيش الاسرائيلي" ترمز الى سلم الاولويات المريض للمجتمع الاسرائيلي.
دافع الضرائب الاسرائيلي هو مصدر للجيش الاسرائيلي. إنه يجعله ثريا، وفي المقابل الجيش الاسرائيلي يقوم بحمايته، ولذلك فان عليه أن يشكره ويُقدره من خلال منح المزيد من المال من جيبه الخاص. والقوى البشرية لديها مصلحة اقتصادية لا ترتبط بأمن الدولة. الحرب بالنسبة له هي فرصة اقتصادية. ومصدر للميزانيات. إنه يستخدم الحرب كرافعة من اجل اغلاق فجوات في الميزانية وخلق الاحتياطي.
يجب أن نفهم أنه بين الجيش الاسرائيلي وبين الجمهور يوجد تعارض مصالح اقتصادي. والحل هو الغاء التجنيد الالزامي الذي يحول جميع المواطنين الى مصدر للجيش الاسرائيلي، وتحويل الجيش الى جيش مهني صغير وأكثر نجاعة، بدون جنود مديرين لا حاجة اليهم. ليجند فقط من يريد التجند ويدفع له الأجر. لتكن الجندية مهنة مثل أي مهنة اخرى. والجندي الذي يشعر أنه لا يُكافأ يمكنه الاستقالة بدلا من استكمال الدخل عن طريق التسول.
يتعاون الجيش الاسرائيلي مع هذا التسول من اجل جمع بعض المال من الجمهور، ويشارك الجنود في نشاطات "شكرا للجيش الاسرائيلي". يدور الحديث عمليا عن مصدر خارجي. يقوم الجيش الاسرائيلي بتصدير التسول. "شكرا للجيش الاسرائيلي" هي مقاول يحضر له المال مباشرة من المفترق، ومن جيب المارة. و"شكراً للجيش الاسرائيلي" لا تعمل في فراغ. ايضا الجمعية من اجل الجندي تقوم بجمع التبرعات من اجل رفاه جنود الجيش الاسرائيلي. خلال 33 سنة أخذت الاموال من الجمهور عن طريق الخدمات، الامر الذي تم الغاؤه فقط في 2012. أيضا صندوق "لافي" هو جمعية جمع التبرعات من اجل الجيش الاسرائيلي بشكل مستقل، واليوم تقوم بفعل ذلك مع الجمعية من اجل الجندي. ولا داعي للحديث عن منظمة اصدقاء الجيش الاسرائيلي الأميركية التي تجمع في كل عام عشرات ملايين الدولارات لمساعدة جنود الجيش الاسرائيلي وتحيي المناسبات السنوية في فندق "فولدورف استوريا".
جميع نشاطات التسول المتشعبة هذه تدفع الجمهور الاسرائيلي في البلاد، واليهود في العالم، الى تصديق أن الجيش الاسرائيلي، وهو الجهة التي تحافظ على أمننا، يعاني من نقص دائم في الميزانية، الامر الذي يمنعه من القيام بمهامه. يعرف مواطنو اسرائيل أنهم يمولون الجيش الاسرائيلي من خلال أموال الضرائب، لكن التبرع السخي هو مصدر مباشر أكثر، ويمنحهم الشعور بأنهم يعطون الجيش من أموالهم كاشارة على التقدير والشكر لهذا الجيش.
هذا وضع مشوه تماما. والحقيقة معاكسة. الجيش الاسرائيلي يسرق من الجمهور مليارات الشواكل كل سنة. ميزانية الامن تنتفخ باستمرار، وهناك تبذير وفساد بنيوي. يسيطر الجيش الاسرائيلي على أموال عامة، يفعل بها ما يشاء، ويهتم بالمصالح الاقتصادية للجنود النظاميين على حساب ميزانيات مدنية للمرضى والشيوخ والفقراء. الجيش الاسرائيلي هو الجسم الاقتصادي الأكبر، منظم وقوي في اسرائيل. يجب عليه إعادة المال للجمهور وليس التسول منه في زوايا الشوارع. جمعية مثل "شكرا للجيش الاسرائيلي" ترمز الى سلم الاولويات المريض للمجتمع الاسرائيلي.
دافع الضرائب الاسرائيلي هو مصدر للجيش الاسرائيلي. إنه يجعله ثريا، وفي المقابل الجيش الاسرائيلي يقوم بحمايته، ولذلك فان عليه أن يشكره ويُقدره من خلال منح المزيد من المال من جيبه الخاص. والقوى البشرية لديها مصلحة اقتصادية لا ترتبط بأمن الدولة. الحرب بالنسبة له هي فرصة اقتصادية. ومصدر للميزانيات. إنه يستخدم الحرب كرافعة من اجل اغلاق فجوات في الميزانية وخلق الاحتياطي.
يجب أن نفهم أنه بين الجيش الاسرائيلي وبين الجمهور يوجد تعارض مصالح اقتصادي. والحل هو الغاء التجنيد الالزامي الذي يحول جميع المواطنين الى مصدر للجيش الاسرائيلي، وتحويل الجيش الى جيش مهني صغير وأكثر نجاعة، بدون جنود مديرين لا حاجة اليهم. ليجند فقط من يريد التجند ويدفع له الأجر. لتكن الجندية مهنة مثل أي مهنة اخرى. والجندي الذي يشعر أنه لا يُكافأ يمكنه الاستقالة بدلا من استكمال الدخل عن طريق التسول.