- الكاتب/ة : رفيف دروكر
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2016-08-16
كان شاي بيرون وزيراً استثنائياً للتعليم في عدد من المجالات، لا سيما أنه كانت له القدرة على قول الأشياء التي تبدو أنها لا تخدم مصالحه. وقد نجح في مفاجأتي. «أنا وزير تعليم غير جيد»، قال لي اثناء ولايته، «أنا خائب الأمل من مستوى أدائي». وقد صليت من اجل كبح هز الرأس الاوتوماتيكي. لماذا أردت هز رأسي؟ وصل بيرون الى منصبه بعد أن كان مدير عام جمعية «كل شيء تعليم». اللواء الذي رفعه هو والجمعية كان اجراء الاصلاح في التوزيع غير العادل لميزانيات وزارة التعليم للمدارس. كانت الفكرة تبني معيار اعطاء من لديه القليل أكثر. كم هذا بسيط، هذا لا ينجح. اهتمت وزارة التعليم على مدى السنين بترتيب صيغة الميزانية، حيث إن الفقراء (لا سيما العرب والحريديين) يحصلون على أقل، والمتدينون القوميون يحصلون على أكثر. وقد أقسم بيرون على احداث التغيير، لكنه عندما عُين في منصب أحلامه لم ينجح في التغلب على المعارضة السياسية (لا سيما أمام رئيسه يئير لبيد) ومن لم يوافقوا على أخذ القليل ممن اعتادوا على أخذ الكثير. وليس غريبا أنه كان خائب الأمل من نفسه. هذا فقط مثال واحد، وهو غير مسبوق. حزب مع قوة سياسية كبيرة كان مدة عامين في الحكم ولم ينجح في فرض حقيقة واضحة لا رجعة عنها، تؤثر على حياتنا ولا تُمحى بسهولة بعد ترك الائتلاف. في وزارة الصحة لم تترك الوزيرة ياعيل غرمان من حزب «يوجد مستقبل»، أي بصمة لها. لقد بذرت اثناء ولايتها على تعليم المواد في الدورة المسماة «لجنة غرمان». في وزارة الرفاه بادر الوزير ميئر كوهين الى تشكيل لجنة الألوف لمحاربة الفقر. ولم يبق أي شيء من هذه اللجنة تقريبا. وزير المالية لبيد، كما هو معروف، أخذ على عاتقه مسؤولية مواجهة اسعار الشقق وبدد الكثير من الوقت على مشروع لاقامة شركة حكومية تقدم 150 ألف وحدة سكنية. وكل ما تبقى هو عدد قليل من المشاريع، واسعار الشقق تستمر في الارتفاع وتم دفن خطة ضريبة قيمة مضافة صفر. يناضل لبيد حتى الرمق الاخير من اجل فرض عقوبات جنائية على الحريديين الذين لا يلتزمون بقانون التجنيد. ألغيت العقوبات، وقد استثمر ماله السياسي في الصراع على فرض تعليم القضايا الخلافية – قبل اسبوعين تم اخراج هذه الخطة من كتاب القوانين، ووعد لبيد ايضا بحكومة من 18 وزيرا وبدون وزراء بلا حقائب. كم هذا مضحك. على موقع حزب «يوجد مستقبل» في الانترنت، توجد زاوية تسمى «اصلاحات تم تنفيذها». واليكم بعض عناوين هذه الاصلاحات: في موضوع «غلاء المعيشة»، أحد الشعارات المركزية التي رفعها الحزب، حيث كُتب «ادخال الجبنة البيضاء الى الرقابة». واو. في موضوع «الناجون من الكارثة» تم تحقيق «احتساب حقوق الناجين من الكارثة». هل كان ذلك يستحق الدخول الى الكنيست. وحول موضوع «تغيير طريقة الحكم» وصف الانجاز بكلمات «اقتراحات حجب الثقة ستناقش مرة في الشهر». نتنياهو هو أول من يبارك ذلك. الى جانب الاصلاحات النوعية التي «نُفذت» هناك ايضا زاوية «الاصلاحات التي أوقفها نتنياهو». في المقابلة الاخيرة التي أجريتها مع نتنياهو تسلحت بعدد من الاسئلة حول وعود لم ينفذها. وكانت اجابته «مواطنو اسرائيل لم يعطوني ما يكفي من القوة لتنفيذ ذلك». لقد تبنى لبيد ذلك منذ زمن. الاستطلاعات الاخيرة تضعه في الموقف المتحرك الوحيد أمام نتنياهو (على الاقل طالما أن اسحق هرتسوغ يصمم على القضاء على حزب العمل). اشخاص مثلي سيفضلون في نهاية المطاف لبيد على نتنياهو. لذلك من الصعب رؤية قدرة لبيد التعيسة في استخدام القوة السياسية التي كانت له على مدى سنة ونصف.ش