- الكاتب/ة : آريه الداد
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2016-08-22
وصل رئيس الاركان، غادي آيزنكوت، هذا الاسبوع، الى لجنة رقابة الدولة. وبعد جملتين تم إخراج وسائل الاعلام من القاعة، وتم الاعلان عن الجلسة أنها مغلقة. لو أن هذا الخلل الغريب لم يحدث لما كنا لاحظنا أي شيء يشير الى التحول في موقف وزارة الدفاع من العدو العربي.
«الفلسطينيون يعتبرون الارهاب أداة شرعية لتحقيق اهدافهم. الارهاب كظاهرة هو ظاهرة متواصلة. الفلسطينيون يعتبرون الارهاب أداة سياسية واجتماعية ودينية من اجل تحقيق الانجازات. لذلك فهو ظاهرة يومية نواجهها في يهودا والسامرة»، هذا ما قاله رئيس الاركان. ما الجديد في ذلك؟
ربما هناك ما هو جديد
قبل أكثر من عشرين سنة، وبعد اتفاقات اوسلو، كنت طبيباً في القيادة الوسطى. وفي أحد الأيام كانت هناك مصادقة على خطة اعتيادية كتلك التي تحدث كل عام من اجل تعديل أوامر الدفاع. قائد المنطقة، الذي اصبح رئيساً لـ»الموساد» بعد ذلك، أدار النقاش بتشدد. وعندما تم عرض الخطة، وقبل المصادقة عليها، رأيت أنها هي الخطة التي تمت المصادقة عليها قبل «اوسلو «وقبل «غزة – اريحا أولا»، حيث دخل عرفات على رأس آلاف «الارهابيين» المسلحين الى أريحا.
طلبت الاستفسار قائلا: قبل عام كانت لنا خطة لمواجهة امكانية دخول خمسة «ارهابيين» من نهر الاردن الى مناطقنا، ولم أر أي تغيير في الخطة رغم أنني سمعت أنه في الآونة الاخيرة فقط دخل خمسة آلاف «ارهابي»، ولا توجد أي اشارة لمواجهة آلاف «الارهابيين» اذا قرروا في لحظة معينة محاربتنا.
لم يعتقد قائد المنطقة أن هذا سؤال عسكري تكتيكي، بل اعتقد أنه سؤال سياسي. وبعجرفة توجه الي وسألني «باسم أي حاضرة تتحدث؟». تمت المصادقة على الخطة بدون أي تعديل أو اضافة. في تلك الأيام أجرى الجيش الاسرائيلي عددا من النقاشات بعنوان «الجيش الاسرائيلي في فترة السلام»، وبحثوا بالشموع عن اهداف ودور للجيش الذي سيتقزم بالتأكيد.
كانت هناك تغيرات في هذا الموقف الامني المشوه. وعدم معرفة أهداف العدو العربي. جاءت الانتفاضة الثانية واعتقدت أن موقف «وجهة الفلسطينيين هي السلام» قد تحطم اشلاء ومات. قتل مئات اليهود. واعتبر عرفات أخيرا «مخرباً»، ايضا في نظر العميان في أجهزة الدولة السياسية والأمنية، التي كانت تحارب معه في السابق (وفي صالح ارئيل شارون يقال إنه من بين القلائل الذين رفضوا مصافحته). أملت أن يكونوا تعلموا الدرس. وأنهم لن يثقوا بعد الآن بأي قائد لمنظمة «ارهابية.» وتلاشى أملي. هل سمعتم أن ايهود باراك أو بنيامين نتنياهو اعتذرا علنا بسبب عناق عرفات؟ لقد ألقوا المسؤولية عليه بدل القائها على أنفسهم. قادة الجيش ايضا لم ينظروا الى عرفات على اعتبار أنه عدو.
فخر الرئيس
عند موت عرفات وصعود أبو مازن عاد الموقف الخاطئ ليسيطر. تصريحات الرئيس «المعتدلة»، حيث قال إنه يعارض «الارهاب»، خدعتنا. يمكن أننا كنا بحاجة الى أن يتم خداعنا. سمعت مرة تلو الاخرى في تصريحات علنية وتوجيهات مغلقة أن أبو مازن والسلطة الفلسطينية يحاربون «الارهاب». خرج الصحافيون الذين شاركوا، مؤخرا، في النقاشات مع قادة الاجهزة الامنية، وهم يعكسون الموقف المشتعل بأن السلطة تحارب «الارهاب» فعليا، وأن هناك تنسيقا وثيقا بين الجيش الاسرائيلي و»الشاباك» وبين الاجهزة الامنية التابعة للسلطة. والدليل – شرطة السلطة وجنودها لا يطلقون النار على قواتنا عندما تدخل في كل ليلة لاعتقال «المخربين» في قلب المدن في «يهودا» و»السامرة،» واحيانا يقومون بمنع الخطر بأجسامهم.
الاجهزة الامنية والعسكرية لدينا كانت حتى الآونة الاخيرة تحارب من اجل بقاء السلطة. «يجب أن نعطيهم الاموال وندعمهم حتى لا ينهاروا. يا ويلنا اذا انهارت السلطة. سنضطر الى اطعامهم واخلاء قمامتهم. رؤساء السلطة الفلسطينية هم المعتدلون و»حماس» هي المتطرفة. يجب علينا دعم المعتدلين»، هذا ما سمعناه مرة تلو الاخرى.
دولة إسرائيل تدعم السلطة بكل قوتها. تشتكي من التحريض لكنها ترسل الاموال، ليس الى رام الله فقط. في الآونة الاخيرة سمحت اسرائيل بنقل ملايين الدولارات من قطر الى «حماس» في غزة، دون اشتراط ذلك باعادة جثتي هدار غولدن واورون شاؤول.
وللتذكير نعود ونقول: أبو مازن هو رئيس «فتح»، المنظمة التي تم الاعلان عنها بالضبط قبل 30 سنة في اسرائيل على أنها منظمة «ارهابية». ولم يتغير هذا التعريف منذئذ. وبذلك فهو رئيس منظمة «ارهابية». منظمة تفاخرت قبل اسبوعين فقط في الفيسبوك بأنها قتلت 11 ألف اسرائيلي. وذكرت انجازاتها منذ 1965. «فتح» ليست وحدها، ايضا باقي منظمات «الارهاب» الأعضاء في «م.ت.ف» (وأبو مازن هو ايضا رئيس «م.ت.ف»)، شركاء في القتل. صحيح أنه يصعب معرفة كيف وصلوا الى هذا العدد، لكن الحقيقة هي أنهم يتفاخرون بذلك، ويتفاخرون بأن منظمتهم هي التي انتصرت على «العدو الصهيوني» لاول مرة في معركة (الكرامة، 1968). المنظمة الاولى التي هاجمت المفاعل النووي في ديمونة (قتلت ثلاث أمهات في حافلة في الطريق الى ديمونة في العام 1988). لم أسمع رئيس المنظمة ينفي أو يندد بهذا النشر. ولم يطالب أحد قادتنا بذلك.
عشية الانتخابات الاخيرة ذهب بوجي هرتسوغ الى رام الله للتحادث مع أبو مازن، رئيس «فتح» و»م.ت.ف». وفي آب قبل سنة أعلن أنه يمكن التوصل معه الى اتفاق خلال وقت قصير. ولكن لا يجب أن نتوجه اليه باللوم: هو ايضا يتغذى من اقوال الاجهزة الأمنية والعسكرية ويسمع منها مرة تلو الاخرى عن مديح أبو مازن ومديح السلطة التي يترأسها. ونتنياهو الذي يعلن مرة تلو الاخرى أنه «لا يوجد شريك» يعلن ايضا أنه يريد الالتقاء مع أبو مازن. وفقط رفض رئيس «فتح» هو الذي يمنع حدوث اللقاء.
يمكن أن تصريح رئيس الاركان يبشر بالتغيير. اذا كان رئيس الاركان قد اكتشف اميركا أو رام الله القريبة وفهم بأن «الفلسطينيين يعتبرون الارهاب اداة شرعية لتحقيق اهدافهم»، يمكن أن مرؤوسيه قد يكفون عن كلامهم الفارغ.
«الفلسطينيون يعتبرون الارهاب أداة شرعية لتحقيق اهدافهم. الارهاب كظاهرة هو ظاهرة متواصلة. الفلسطينيون يعتبرون الارهاب أداة سياسية واجتماعية ودينية من اجل تحقيق الانجازات. لذلك فهو ظاهرة يومية نواجهها في يهودا والسامرة»، هذا ما قاله رئيس الاركان. ما الجديد في ذلك؟
ربما هناك ما هو جديد
قبل أكثر من عشرين سنة، وبعد اتفاقات اوسلو، كنت طبيباً في القيادة الوسطى. وفي أحد الأيام كانت هناك مصادقة على خطة اعتيادية كتلك التي تحدث كل عام من اجل تعديل أوامر الدفاع. قائد المنطقة، الذي اصبح رئيساً لـ»الموساد» بعد ذلك، أدار النقاش بتشدد. وعندما تم عرض الخطة، وقبل المصادقة عليها، رأيت أنها هي الخطة التي تمت المصادقة عليها قبل «اوسلو «وقبل «غزة – اريحا أولا»، حيث دخل عرفات على رأس آلاف «الارهابيين» المسلحين الى أريحا.
طلبت الاستفسار قائلا: قبل عام كانت لنا خطة لمواجهة امكانية دخول خمسة «ارهابيين» من نهر الاردن الى مناطقنا، ولم أر أي تغيير في الخطة رغم أنني سمعت أنه في الآونة الاخيرة فقط دخل خمسة آلاف «ارهابي»، ولا توجد أي اشارة لمواجهة آلاف «الارهابيين» اذا قرروا في لحظة معينة محاربتنا.
لم يعتقد قائد المنطقة أن هذا سؤال عسكري تكتيكي، بل اعتقد أنه سؤال سياسي. وبعجرفة توجه الي وسألني «باسم أي حاضرة تتحدث؟». تمت المصادقة على الخطة بدون أي تعديل أو اضافة. في تلك الأيام أجرى الجيش الاسرائيلي عددا من النقاشات بعنوان «الجيش الاسرائيلي في فترة السلام»، وبحثوا بالشموع عن اهداف ودور للجيش الذي سيتقزم بالتأكيد.
كانت هناك تغيرات في هذا الموقف الامني المشوه. وعدم معرفة أهداف العدو العربي. جاءت الانتفاضة الثانية واعتقدت أن موقف «وجهة الفلسطينيين هي السلام» قد تحطم اشلاء ومات. قتل مئات اليهود. واعتبر عرفات أخيرا «مخرباً»، ايضا في نظر العميان في أجهزة الدولة السياسية والأمنية، التي كانت تحارب معه في السابق (وفي صالح ارئيل شارون يقال إنه من بين القلائل الذين رفضوا مصافحته). أملت أن يكونوا تعلموا الدرس. وأنهم لن يثقوا بعد الآن بأي قائد لمنظمة «ارهابية.» وتلاشى أملي. هل سمعتم أن ايهود باراك أو بنيامين نتنياهو اعتذرا علنا بسبب عناق عرفات؟ لقد ألقوا المسؤولية عليه بدل القائها على أنفسهم. قادة الجيش ايضا لم ينظروا الى عرفات على اعتبار أنه عدو.
فخر الرئيس
عند موت عرفات وصعود أبو مازن عاد الموقف الخاطئ ليسيطر. تصريحات الرئيس «المعتدلة»، حيث قال إنه يعارض «الارهاب»، خدعتنا. يمكن أننا كنا بحاجة الى أن يتم خداعنا. سمعت مرة تلو الاخرى في تصريحات علنية وتوجيهات مغلقة أن أبو مازن والسلطة الفلسطينية يحاربون «الارهاب». خرج الصحافيون الذين شاركوا، مؤخرا، في النقاشات مع قادة الاجهزة الامنية، وهم يعكسون الموقف المشتعل بأن السلطة تحارب «الارهاب» فعليا، وأن هناك تنسيقا وثيقا بين الجيش الاسرائيلي و»الشاباك» وبين الاجهزة الامنية التابعة للسلطة. والدليل – شرطة السلطة وجنودها لا يطلقون النار على قواتنا عندما تدخل في كل ليلة لاعتقال «المخربين» في قلب المدن في «يهودا» و»السامرة،» واحيانا يقومون بمنع الخطر بأجسامهم.
الاجهزة الامنية والعسكرية لدينا كانت حتى الآونة الاخيرة تحارب من اجل بقاء السلطة. «يجب أن نعطيهم الاموال وندعمهم حتى لا ينهاروا. يا ويلنا اذا انهارت السلطة. سنضطر الى اطعامهم واخلاء قمامتهم. رؤساء السلطة الفلسطينية هم المعتدلون و»حماس» هي المتطرفة. يجب علينا دعم المعتدلين»، هذا ما سمعناه مرة تلو الاخرى.
دولة إسرائيل تدعم السلطة بكل قوتها. تشتكي من التحريض لكنها ترسل الاموال، ليس الى رام الله فقط. في الآونة الاخيرة سمحت اسرائيل بنقل ملايين الدولارات من قطر الى «حماس» في غزة، دون اشتراط ذلك باعادة جثتي هدار غولدن واورون شاؤول.
وللتذكير نعود ونقول: أبو مازن هو رئيس «فتح»، المنظمة التي تم الاعلان عنها بالضبط قبل 30 سنة في اسرائيل على أنها منظمة «ارهابية». ولم يتغير هذا التعريف منذئذ. وبذلك فهو رئيس منظمة «ارهابية». منظمة تفاخرت قبل اسبوعين فقط في الفيسبوك بأنها قتلت 11 ألف اسرائيلي. وذكرت انجازاتها منذ 1965. «فتح» ليست وحدها، ايضا باقي منظمات «الارهاب» الأعضاء في «م.ت.ف» (وأبو مازن هو ايضا رئيس «م.ت.ف»)، شركاء في القتل. صحيح أنه يصعب معرفة كيف وصلوا الى هذا العدد، لكن الحقيقة هي أنهم يتفاخرون بذلك، ويتفاخرون بأن منظمتهم هي التي انتصرت على «العدو الصهيوني» لاول مرة في معركة (الكرامة، 1968). المنظمة الاولى التي هاجمت المفاعل النووي في ديمونة (قتلت ثلاث أمهات في حافلة في الطريق الى ديمونة في العام 1988). لم أسمع رئيس المنظمة ينفي أو يندد بهذا النشر. ولم يطالب أحد قادتنا بذلك.
عشية الانتخابات الاخيرة ذهب بوجي هرتسوغ الى رام الله للتحادث مع أبو مازن، رئيس «فتح» و»م.ت.ف». وفي آب قبل سنة أعلن أنه يمكن التوصل معه الى اتفاق خلال وقت قصير. ولكن لا يجب أن نتوجه اليه باللوم: هو ايضا يتغذى من اقوال الاجهزة الأمنية والعسكرية ويسمع منها مرة تلو الاخرى عن مديح أبو مازن ومديح السلطة التي يترأسها. ونتنياهو الذي يعلن مرة تلو الاخرى أنه «لا يوجد شريك» يعلن ايضا أنه يريد الالتقاء مع أبو مازن. وفقط رفض رئيس «فتح» هو الذي يمنع حدوث اللقاء.
يمكن أن تصريح رئيس الاركان يبشر بالتغيير. اذا كان رئيس الاركان قد اكتشف اميركا أو رام الله القريبة وفهم بأن «الفلسطينيين يعتبرون الارهاب اداة شرعية لتحقيق اهدافهم»، يمكن أن مرؤوسيه قد يكفون عن كلامهم الفارغ.