ينفذ الجيش الاسرائيلي كل اسبوع عشرات الاقتحامات لمخيمات اللاجئين، القرى والاحياء في مدن الضفة الغربية. وتستقبل هذه الاقتحامات في اسرائيل كجزء ضروري من عمل الامن الاعتيادي. هذا عمل اعتيادي يكاد لا يبلغ عنه، الا اذا كانت الاقتحامات طويلة، كذاك الذي جرى في مخيم الفوار للاجئين في 16 آب. وفي المخيم فسروا العملية الواسعة كمناورة وتدريب عسكري للجنود – على حسابهم. وبعد اقل من اسبوع من ذلك نفذت في اماكن اخرى في الضفة اقتحامات لمخارط، وعلى حد قول الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي فقد وضعت اليد على 54 قطعة سلاح، بينها 39 مسدسا. يستخدم الفلسطينيون السلاح الذي في ايديهم ضد أنفسهم – في الصدامات مع قوات الامن الفلسطينية وفي الخصومات بين العائلات – أكثر مما يستخدمونه ضد مواطنين اسرائيليين وضد الجنود؛ وللمجتمع الفلسطيني ايضا مصلحة في تقليص عدد الاسلحة التي في الشارع. ولكن تعليمات فتح النار في الجيش الاسرائيلي سهلة للغاية. ففي يوم الجمعة فقط قتل جنود رجلا غير مسلح ابن 38 من قرية سلواد، التقوا به في وضح النار. وبزعمه كان ركض، وكان هذا كافيا كي يجعله مشبوها في نظرهم فيقتلوه. في الاقتحامات أيضا يكون استخدام النار الحية سهلا. وكما هو متوقع، ففي بعض الاماكن يخرج الشبان الفلسطينيون من بيوتهم، غير مسلحين، ويصطدمون بقوات الجيش. في نظر الجمهور الفلسطيني، يعبر الشبان عن مقاومة شعبية للاحتلال. في نظر القادة والجنود هذا اخلال بالنظام واعمال شغب. كل اقتحام كهذا يخلف جرحى، واحيانا قتلى. في الفوار قتل شاب غير مسلح واصيب 32، ولا سيما في منطقة الركبة، بنار حية من الجيش الاسرائيلي. في الدهيشة، حيث تنفذ كل اسبوع بضعة اقتحامات لغرض الاعتقالات والاستدعاءات للتحقيق، اصيب بجراح خطيرة 15 شابا، هم أيضا في منطقة الركبة، في غضون اقل من اسبوعين. وينفي جهاز المخابرات ادعاءات السكان في الدهيشة وفي قرية تقوع ان يكون مسؤولو المخابرات فيهما «توعدوا» الشبان بان يجعلوهم معوقين. ولكن النتيجة واحدة: في الاقتحامات وكذا في قمع المظاهرات والاحتجاجات، يستخدم الجيش الاسرائيلي على الفور النار الحية ضد غير المسلحين، وفي السنة – السنتين الاخيرتين تسبب بالاعاقة الدائمة لاكثر من مئة منهم. وحسب الشهادات التي وصلت الى «هآرتس» فقد اطلق الجنود النار حتى على من حاولوا انقاذ الجرحى وعلى من مروا بالصدفة في الطريق الرئيس، ولم يكونوا مشاركين في المواجهات. يدعي الجيش الاسرائيلي بان الاقتحامات هي ضمن امور اخرى وسيلة ردع. ولكن هذا «الردع» هو بالاجمال استفزاز من الجيش يتسبب بتصعيد في الميدان واصابات زائدة للفلسطينيين. الجيش ملزم بالكف عن هذه الممارسة البائسة، لجم تعليمات فتح النار وبالتأكيد عدم استخدام وسائل تتسبب بالاعاقة والموت.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف