تعرفنا في وسائل الاعلام مؤخرا ان تسيبي لفني تعتقد ان لا أمل في التغلب في الانتخابات على بنيامين نتنياهو وحزبه. لفني، التي كانت في الماضي من كبار مسؤولي الليكود وابنة ضابط العمليات في «الاتسل»، تدعي بان فقط توحيد أحزاب الوسط واليسار يمكنه أن يحدث تغييرا نسمع في أعقابه مرة اخرى كلمة «تحول». ولكن لفني هي الاخرى تعرف بان مثل هذه الامكانية بعيدة في هذه اللحظة. الاحتمال المعقول اكثر من ذلك، حتى وان كان هو الاخر طفيفا حاليا، هو انضمام المعسكر الصهيوني الى الحكومة. غير ان لفني التي تنكب، حسب شهادات رفاقها، على اقامة حكومة وحدة، كفيلة او من شأنها، كل حسب عين الناظر الا تكون جزءا في مثل هذه الحكومة، كأحد شروط الليكود. إذ في الليكود لا مغفرة «للخونة»، وهي تعتبر هكذا هناك. الاسرائيليون يحبون جدا كلمة «وحدة» وما يختبىء وراءها، ويتوقون لـ «سلام البيت» بين الاحزاب الكبرى. فصيغة حكومة الوحدة تبينت في الماضي ناجعة للغاية: حكومة واحدة كهذه أدت الى انتصار عسكري على نطاق تاريخي واخرى شطبت تضخما ماليا مجنونا من مئات في المئة في سنة. إذن ربما ربما تكون لنا حكومة وحدة في الولاية الحالية، ولكن لفني على ما يبدو لن تستمتع بثمار جهودها. لماذا؟ لانه من مناحم بيغن الراحل تعلمنا في الليكود جيدا قاعدة: لا مغفرة ولا سماح لمن غير رأيه، لمن فهم بان عقيدة جابوتنسكي (التي يمثلها الليكود) غير قابلة للتطبيق، وبالاساس لمن غمز نحو حقول أجنبية أو خرج للرعي فيها. في الليكود، مثل هذا الشخص هو ميت سياسيا. لفني يمكنها أن تكون حكيمة وفهيمة وذات رأي وذات حضور، ولكن قادة الليكود سيفضلون شيلي يحيموفتش عليها. عندهم، لم تعد هناك تسيبي لفني. خلافا لصورته كانسان كريم ومتسامح، فقد سحق مناحم بيغن كل من كان في محيطه وحاول التشكيك بقيادته أو بطريقه. في الكنيست الاولى كان هذا عري، ابن جابوتنسكي، الذي ودعه بسلام، وكان أيضا هيلل كوك وشموئيل مارلين. وفي «كنيستات» اخريات كان هذا شموئيل تمير، اليعازر شوستك، ايهود اولمرت وعيزر وايزمان وآخرون. على افضل التقاليد التي خلفها بيغن لليكود، طرد في موعد لاحق أيضا «الامراء» وابناء جيل الاستمرار ممن جربوا قوتهم السياسية، مثل دان مريدور، روني ميلو، مئير شطريت وميخائيل ايتان. وبالمناسبة، ابن بيغن ايضا، بنيامين زئيف، ينتقم ويكن الضغينة مثل أبيه. فهو لم يتبادل التحية عشرات السنين مع صديق عمره (الذي توفي حاليا) فقط لان زاوية عينه التقطته وهو يصفق لخطاب شموئيل تمير. هذه الميزة يتميز بها رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو ايضا الذي يقطع رأس كل من يتجرأ على رفعه من نطاق الوحل الذي يخلفه وراءه. والمثال الاخير هو وزير المواصلات اسرائيل كاتس. فقد أراه نتنياهو ثقل ذراعه وجعله نكتة. وتعلم كاتس من رفيقه، ارئيل شارون الراحل ان يبقى دوما على الدولاب. ولكن على ما يبدو لم يتصور ان يدور الدولاب ضده. وهو يخطىء اذا كان يعتقد بانه سيأتي يوم السماح. لقد روى موشيه كحلون ذات مرة بان مصيره كوزير للاتصالات في حكومة الليكود السابقة حسم في اليوم الذي ظهر فيه نبأ في الصحيفة بانه حسب الاستطلاعات اكثر شعبية من نتنياهو. كانت هذه نهايته في الحزب. هناك من يقول ان نتنياهو ضعف في الزمن الاخير، إذن يقولون. في هذه المرحلة، اليوم، اذا جرت محاولة لتشكيل حكومة وحدة، فستكون تسيبي لفني هي التي ستدفع ثمنها، على ما يبدو.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف