فجرّ وزير الأمن الإسرائيليّ، أفيغدور ليبرمان، قنبلةً سياسيّةً من العيار الثقيل، عندما صرحّ أمس، خلال زيارته لأحد مواقع جيش الاحتلال الإسرائيليّ، صرحّ بأنّه لن يعقد أيّ صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، فيما يتعلّق بجثثي الجنديين الإسرائيليين هدار غولدين وشاؤول أورون، اللذين بحسب المصادر الأمنيّة والسياسيّة في تل أبيب، مُحتجزتين منذ العدوان الهمجيّ الإسرائيليّ على قطاع غزّة في صيف العام 2014، مُحتجزتين لدى الجناح العسكريّ لحركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس)، كتائب عزّ الدين القسّام.
وكان الوزير زئيف إلكين، من حزب الليكود الحاكم قد دعا وزير الأمن تسليم جثماني الشهيدين مروان القواسمة وعمار أبو عيشة مقابل أورون شاؤول. وقال الكين، كما أفاد موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ إنّه على إسرائيل أنْ تشترط على حماس إعادة جثماني الجنديين هدار غولدن وأورن شاؤول مقابل جثماني القواسمة وأبو عيشة، على حدّ تعبيره.
وفي السياق عينه، قالت صحيفة “معاريف” العبرية، إنّ سماح إسرائيل بإدخال أموال المنحة القطرية التي ادّعت أنها ذهبت لموظفي حماس تسببت في خيبة أمل كبيرة بين عائلتي الجنديين المحتجزين بغزة شاؤول آرون وهدار غولدين. ونقلت الصحيفة اليوم، عن عائلتي الجنديين، قولهما إنّه يجب علينا ألّا ندع الأمور تفلت من أيدينا، ولكن للأسف لم يحدث في أيّ مرحلة بالضغط على حماس في المجالات السياسية والعسكرية والإنسانية.
وتابعتا: كل شيء يجب أنْ ينص على إعادة أبناءنا إلى وطننا ودومًا يُقال لنا لن ندع الأمور تفلت من أيدينا، لكن للأسف لم يحدث ذلك في أي مرحلة، على حدّ تعبيريهما.
في سياق ذي صلة، فيما يتعلّق بإسرائيل، فإنّ مصالحها السياسيّة والأمنيّة وحتى الاقتصاديّة مُرتبطة بشكلٍ أوْ بآخر مع جمهورية روسيا الاتحاديّة، وبالتالي لا يستغربن أحدٌ إذا قامت تل أبيب بتعزيز علاقاتها مع موسكو، ولكنّ اللافت، أنّ السلطة الفلسطينيّة في رام الله المُحتلّة بقيادة محمود عبّاس، والتي وضعت جميع البيض في سلة الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، بدأت، على ما يبدو، تُقّر بأنّ اللاعب المركزيّ اليوم في منطقة الشرق الأوسط هو الرئيس الروسيّ، فلاديميير بوتن، وأنّ التعويل على الرئيس الأمريكيّ، التي ستنتهي ولايته الثانية رسميًا في شهر كانون الثاني (يناير) من العام المُقبل، لم يأتِ بنتائج تُذكر، ولن يفعل شيئًا خلال الأشهر المُتبقيّة له في البيت الأبيض، إذْ أنّ الوسيط الأمريكيّ، كان وما زال وسيبقى مُنحازًا لدولة الاحتلال، ويكتفي كالأنظمة العربيّة التابعة بالمُطلق لرأس حربة الإمبرياليّة العالميّة، أمريكا، بإصدار بيانات الشجب، الاستنكار والتعبير عن الامتعاض حيّال الخطوات الإسرائيليّة الاستيطانيّة في القدس المُحتلّة وفي الضفّة الغربيّة، في الوقت الذي تُواصل أكثر حكومة متطرفّة في تاريخ إسرائيل بقيادة الثنائيّ غير المرح نتنياهو-ليبرمان، بفرض الوقائع على الأرض، لمنع أيّ حلٍّ بين الطرفين المبني على أساس دولتين لشعبين.
وفي هذا السياق، قام اليومَ موقع YNET الإسرائيليّ، التابع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، وهي من كبرى الصحف في الدولة العبريّة، بنشر تقريرٍ حول ترتيب اتصالات بين رئيس الحكومة الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس، أبو مازن، برعاية الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين في موسكو، هذا وفقًا لمصادر سياسيّة إسرائيليّة وفلسطينيّة، وُصفت بأنّها رفيعة المُستوى.
وبحسبَ التقرير، ما زالت تتضمّن طلباتُ رئيس السلطة عبّاس لإطلاق عمليّة السلام تجميدَ عملياتِ بناء المستوطنات وبَحثَ موعد من أجل “إنهاء الاحتلال”. ووفقًا لمصادر أخرى، شدّدّت المصادر الإسرائيليّة والفلسطينيّة، كما أفاد الموقع الإسرائيليّ، سيُطالب عباس أيضًا بإطلاق سراح أسرى فلسطينيّين، يقبعون في سجون الاحتلال.
ولفت الموقع الإسرائيليّ إلى أنّ هذا التقرير وصل بعد أسبوع من كشفِ الرئيس المصريّ عبد الفتاح السيسي النقاب عن أنّ الرئيس الروسيّ بوتن قد عرضَ استضافة قمّة السلام في موسكو بين عبّاس ونتنياهو. علاوة على ذلك، أضاف الموقع العبريّ قائلاً إنّ المسؤولين الكبار في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ لم ينفوا ما جاء في التقرير، بل وقالوا لطاقم موقع “المصدر” الإسرائيليّ إنّ الدولة العبريّة جاهزة دائمًا لإجراء مفاوضات مباشرة في أيّ مكانٍ وزمانٍ، ولكن دون أيّة شروط مُسبقة.
بالإضافة إلى ذلك، ووفقًا للتقرير الوارد في موقع “دنيا الوطن” الفلسطينيّ، فقد بحث الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. أحمد مجدلاني، يوم أوّل من أمس الأحد، مع سفير روسيا الاتحادية اليكساندر روداكوف لدى فلسطين، الدعوة الروسيّة لعقد لقاءٍ فلسطينيّ إسرائيليّ في العاصمة موسكو. ولكن على الرغم من ذلك، أبلغ مسؤولون إسرائيليّون طاقم موقع “المصدر” أنّهم يشكّون في إمكانيّة إقامة لقاء كهذا، وذلك بسبب حساسيّة التوقيت – قُريب الانتخابات للرئاسة الأمريكيّة وموعدِ الانتخابات المحلّيّة في السلطة الفلسطينيّة، المُقرر إجراؤها في الثامن من شهر تشرين الأوّل (أكتوبر) القادم.
وأفادت أيضا الجهات الإسرائيليّة أنّ الفجوة بين الجانبين كبيرةً للغاية، وذلك على ضوء طبيعة الشروط المُسبقة التي يضعها الفلسطينيّون: تحرير أسرى وتجميد عمليات بناء المستوطنات، في حين أنّ الجانب الإسرائيليّ ليس جاهزا لأيّة شروط مُسبقة مهما كانت، على حدّ تعبير المصادر السياسيّة الرفيعة في تل أبيب.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف