- الكاتب/ة : اليشع بن كيمون
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2016-08-31
على تلة قرب جنوب جبل الخليل، تحت ستار من السرية، تنظم منظمة لاهفا معسكر تدريب لـ «فتيان التلال»، حيث يتعلمون فنون القتال، العربية، المتابعة والملاحقة، ويتلقون محاضرات عن كيفية مواجهة تحقيقات جهاز المخابرات والشرط، ينامون في الميدان وينطلقون في نشاطات ليلية. هذه هي السنة الثانية التي يجري فيها هذا المشروع، وبسبب الطلب أجرت منظمة لاهفا خلال هذا الصيف خمس دورات من المعسكر. ويأتي الفتيان أبناء 14 – 22 لثلاثة ايام مركزة من التدريبات. هناك قسم مخصص للياقة وفنون القتال. فالفتيان يركضون في الميدان، يتدحرجون على الارض، يقفزون من فوق العوائق، وبعدها يتعلمون كيف يدافعون عن أنفسهم ضد الاعتداءات. في البداية تجري التدريبات على مخدات يمسكها رفاقهم. اما في المرحلة الاكثر تقدما فهم يتدربون الواحد مقابل الاخر. ركلات، لكمات، اسقاطات. كل شيء يوجد هناك. قسم آخر في الدورة مكرس للمواجهة اللفظية مع السكان العرب. رئيس منظمة لاهفا، بنتسي غوفشتاين يقدم المضامين ضد العرب، ضد الاسلام وضد المسيحية. وبعد ذلك يتلقى الفتيان دروسا بالعربية لتنفيذ أهداف المنظمة. ويشرح أحد الفتيان فيقول: «يعلموننا كيف نتوجه لعربي يخرج مع يهودية. أعرف كيف أقول له بالعربية: «اعطيني رقم اختك»، وعندها أوضح له ان يتوقف عن أن يكون على علاقة مع الشابة اليهودية». بعد ذلك تأتي دروس مخصصة حقا لهذه الفئة السكانية: «كيفية مواجهة تحقيقات الشرطة» – ويقدم المحاضرات المحامي ايتمار بن غبير. و «كيفية التصدير لتحقيقات المخابرات»، وهناك المحاضر هو نوعام فيدرمان. ويتبين ان لكل تحقيق أطيافه. فيدرمان، نشيط اليمين المتطرف الذي كان في الاعتقال الاداري نحو تسعة اشهر، يبدأ بالسؤال: «من منكم كان هنا في تحقيق لدى الشرطة؟» ويكاد الجميع يرفعون أيديهم. فيبتسم فيدرمان ويعدل. «حسنا، في واقع الامر من لم يكن هناك في تحقيق الشرطة في الماضي؟» بعد ذلك يشرح بان هذه لعبة اطفال مقارنة بتحقيق المخابرات. «بخلاف تحقيق الشرطة، حيث تصمت وبعد عدة ايام من تمديد الاعتقال يفرج عنك. أما في المخابرات فلديهم الوسائل والوقت. الكثير من الوسائل والكثير من الوقت. التحقيق لدى المخابرات شيء آخر تماماً، ويجب الاستعداد له بشكل مختلف تماما». يعطي فيدرمان مثالا شخصيا. «هدف محقق المخابرات هو أن يكون الخاضع للتحقيق متعلقا به تماما في كل شيء. أتذكر انني دخلت احد التحقيقات مع ضمادة على العينين. أجلسوني على كرسي ملتصق بالارض، قيدوا يدي وكنت أحتاج اليهم حتى لو اردت أن اشرب. في مرة اخرى اخذوني الى المعتقل ززضعوني في الحجرة الصغيرة. الحجرة كريهة الرائحة لان المرحاض على مسافة لمسة في داخل الحجرة. لم استحم وكل شيء كان كريه الرائحة. المخابرات ليس مكانا للصامتين. ولكنك اذا كنت قويا بما يكفي كي تصمت ولا تسمح لهم بان يلعبوا بك فانك تفكك لهم كل عملهم. بعد بضعة ايام من وضعي هناك كانوا واثقين من أني اريد أن اذهب الى التحقيق، وعندما دعوني الى التحقيق قلت لهم لا، وهذا فككهم تماما». أما بن غبير فهو مشهور في المعسكر. يشرح للفتيان حقوقهم عند تحقيقات الشرطة وفي وقت الاعتقال في المظاهرات. «من يعرف القانون ويعرف كيف يتعامل مع الشرطة يمكنه حتى ان يكسب المال»، يقول بن غبير بشبه ابتسامة، «دفعوا لي تعويضات بعدة مئات الاف الشواقل. فقط تحتاج الى أن تعرف القانون. فمثلا انت عليك ان تعرف بان مظاهرة من اقل من خمسين شخصا لا تحتاج الى اذون، ولا يمكنهم ان يعتقلوك. وانتم يمكنكم ان تطالبوا افراد الشرطة بان يعرفوا أنفسهم». مسؤولو المعسكر لا يعتقدون انه توجد فيه أي مشكلة. بل العكس. «نأخذ هنا فتى ونعلمه قيم بلاد اسرائيل الكاملة وكيفية العمل ضد الاندماج. هذا مشروع مبارك يتعين على الدولة ان تشارك في تمويله». يعلن المحامي بن غبير. ويضيف غوفشتاين: «كل ما يجري هنا هو حسب القانون. لا يوجد استخدام للسلاح. هؤلاء الفتيان يأتون للحفاظ على الكرامة اليهودية».