افتحوا المذكرات وعدلوا القوائم السوداء وجددوا صفحات الفيسبوك وحرروا «الظل» وباقي الكلاب الهجومية. وصلت ارسالية جديدة من اليساريين الخونة ومسممي الآبار: رئيس «الموساد» السابق، تامير باردو، وقائد المنطقة الوسطى السابق، غادي شماني، اللذين تجرآ في هذا الاسبوع على قول امور كانت لن تمر بمعاينة أولية في وزارة الثقافة. قال بردو إنه لا يوجد تهديد خارجي وجودي ضد اسرائيل، وإنه لا يمكن المقارنة بين الاتفاق النووي الايراني وبين اتفاق ميونيخ، وإنه لا يوجد حل إلا حل الدولتين. شماني، الذي كان السيد الاسرائيلي في «يهودا» و»السامرة» كقائد للمنطقة الوسطى، تحدث عن الاحتلال وأضراره على المجتمع الاسرائيلي. وتقاطعت اقواله مع اقوال باردو الذي زعم أن التهديد الحقيقي والاكثر خطورة على اسرائيل هو الصدع الداخلي فيها. هل قاما بالتنسيق مع بعضهما؟ هل يمكن أن يدور الحديث عن مؤامرة لاسقاط حكم نتنياهو؟ شماني هو مظلي مر بالمساق الحربي للقبعات الحمراء، بما في ذلك قائد وحدة المظليين وقائد كتيبة المظليين، استثمر حياته كلها في الدفاع عن أمن الدولة. والآن من المؤكد أنه يأخذ ميزانيته من جمعيات اليسار التي تأخذ الاموال من الاتحاد الاوروبي الذي يريد القاء اسرائيل في البحر واقامة خلافة اسلامية بدلا منها. باردو، الذي شارك في عملية «عنتيبة»، على مدى سيرته المهنية تعامل مع الجواسيس. من يعرف، يمكن أنه اثناء خدمته في «الموساد» «جعلوه مزدوجا»، وهو الآن عميل للعرب أو لكوريا الشمالية. إن من يتابع نقاش اليمين في الشبكات الاجتماعية سيلاحظ أن هذا الاسبوع ايضا كانت فيه تساؤلات حولت جميع قادة الاجهزة الامنية والعسكرية الى يساريين. أو كما سأل عضو الكنيست، دافيد بيتان، رئيس الائتلاف، مؤخرا، ما الذي يأكلونه ويشربونه هناك، في الجيش، «الشاباك»، و»الموساد»، الى درجة تحولهم الى محبين للعرب؟ لن أتفاجأ اذا بدأت قريبا حملة تطهير في قيادة الجيش مثل حملة اردوغان. هناك سؤال آخر: كيف يمكن أن يكون من الصعب ايجاد جنرال واحد (واحد!) من بين رؤساء الاذرع المختلفة يعمل مع نتنياهو ويكون على استعداد بعد ذلك لقول كلمة جيدة عنه. ليس من الولاية الاولى ولا الولاية الثانية ولا الثالثة ولا الرابعة. وايضا اذا كانت ولاية خامسة. رؤساء «الشاباك» و»الموساد»، رؤساء الاستخبارات العسكرية ورؤساء الاركان ونوابهم، قادة سلاح الجو ومساعدوهم، وفي نهاية المطاف هناك عشرات القادة مثل هؤلاء عملوا تحت إمرة نتنياهو. إنهم اصحاب المواقف السياسية الممكنة كافة، اشكنازاً وسفارديم، من المدن والمحيط، من الكيبوتسات والحاضرات، من معتمري القبعات والعلمانيين، بأربع عيون في غرفة مغلقة وبدون الهواتف المحمولة، سيكون لهم جميعا الموقف ذاته بالنسبة لنتنياهو. ولكن متى سيتجرؤون على قول ذلك علنا (مائير دغان، يوفال ديسكين، امنون لبكين - شاحاك، وبعض الابطال). عاشوا كي يتحدثوا أقسم بعضهم على الذهاب الى السياسة من اجل اصلاح الأضرار، ورأب الصدع الذي تركه، واعادة الدولة الى مسار العقلانية (لبكين شاحاك مثلا). التزم بعضهم الصمت. أحد هؤلاء هو تامير باردو، رئيس «الموساد»، الذي كان تحت إمرة نتنياهو بشكل مباشر حتى وقت قريب. موقف باردو تجاه رئيسه السابق لا يختلف عن موقف رئيس «الموساد» السابق، مائير دغان. باردو أكثر ضبطا للنفس من دغان، يحتفظ بموقفه لنفسه. ويُخرجه فقط في حالات استثنائية، مثل احياء ذكرى قتلى الجيش الاسرائيلي الدروز في هذا الاسبوع. التوتر الكبير الذي ساد اثناء فترة باردو، بينه وبين نتنياهو، بقي مخفيا. يحافظ باردو على ما مر عليه تحت إمرة نتنياهو لذكراه، ويمكن أن هذا هو السبب الذي جعل نتنياهو يتجاوزه في هذا الاسبوع ولم يُعقب على اقواله. الخائن من شمال تل أبيب بدون باردو ايضا لم تنقص نتنياهو الاهداف في هذا الاسبوع. كانت يداه مملوءتين بالعمل مع نفتالي بينيت، اسرائيل كاتس، ورون خولدائي. ما يكفي من الجبهات لاسبوع واحد. لقد هاجم رئيس بلدية تل ابيب بغضب بسبب نيته تحويل مدرسة «شيفح موفيت» الى مدرسة لاولاد العمال الاجانب والمتسللين من اجل العمل. من الواضح أن خولدائي خائن، يحب العرب، ويكره اليهود، يحاول تسميم دولة اسرائيل من الداخل من خلال اغراقها بالمتسللين الافارقة. يجب احباط هذه المؤامرة. وعلى خلفية أهميتها استخدم نتنياهو ايضا «السلاح السري» غير التقليدي المخصص لحالات كهذه بالضبط، ألا وهو ميري ريغيف، التي لقبت خولدائي بـ»رئيس بلدية شمال تل ابيب». وكالعادة لم تفحص ريغيف قبل تغريدها. يحظى خولدائي في الانتخابات البلدية بأغلبية كبيرة في أحياء جنوب تل ابيب ايضا. مسألة اخرى: ليس خولدائي هو الذي جلب الى هناك متسللي العمل الافارقة، فقد وصلوا بسبب سياسة الحكومة. وعلى رأس الحكومة يقف بنيامين نتنياهو منذ أكثر من سبع سنوات. خولدائي آخر وكفى: هذا خائن، يفضل الافارقة السود على أبناء شعبه، وهو عقيد في الاحتياط، طيار حربي، من ابطال حرب «يوم الغفران» في سلاح الجو الذي تكبد عددا كبيرا من الضحايا، وفي اللحظات الاكثر صعوبة لهذا السلاح على مر تاريخه. وخلافا لريغيف، فقد فعل شيئا من اجل راتب التقاعد. بالنسبة لمتسللي العمل، اؤيد موقف الحكومة واؤيد الخطوات المختلفة التي تتم من اجل اعادتهم الى بلادهم أو الى دولة ثالثة. انشاء الجدار في الحدود الجنوبية من قبل نتنياهو كان اجراء استراتيجيا مهما، يستحق رئيس الحكومة المدح عليه. وخلافا لاغلبية دول العالم، لا تستطيع اسرائيل السماح بوجود موجات هجرة من افريقيا أو من أي مكان آخر. فلا توجد هنا بنى تحتية مناسبة، والتوازن بين القبائل المختلفة حساس جدا، ويوجد ما يكفي من الاقليات، والتوتر والاحتكاك. ايضا المصالح الاستراتيجية في الحفاظ على الاغلبية اليهودية. اسرائيل هي المكان الوحيد الذي يستطيع الناس من العالم الثالث أو الرابع المجيء اليه سيراً كدولة وفرة غربية. هذا الوضع خطير جدا، واقامة الجدار، اضافة الى تعديلات تشريعية، أوقفت التدفق الى الداخل. وقد بقينا مع عشرات الآلاف الذين جاؤوا، وهم تحت مسؤولية الحكومة. وليس لخولدائي أي صلاحية في هذا الامر. مشكلة نتنياهو وريغيف هي حقيقة أنهما غير قادرين على وضع جدار فصل بين مسؤولية القادة وبين انفعال التوكبكستيين. ليتفضل هؤلاء الجنتلمانات ويعيدوا المتسللين الى بلادهم (في هذا الامر ينتظر الجميع قرار حكم محكمة العدل العليا على الاستئنافات). ولكن حتى ذلك الحين يوجد واجب قانوني واخلاقي ودولي للاهتمام بهم في مجالات الصحة والتعليم والعمل والرفاه. فهذه مصلحة قومية من الدرجة الاولى. يعيش المتسللون داخلنا، وهم اغلبية كبيرة في جنوب تل ابيب، ولا يمكن نقلهم أو نقل عدوى الأوبئة اليهم دون أن يضر ذلك مواطني اسرائيل على الفور. من قرر ابقاء المتسللين أو ابناء عائلاتهم للعيش في الشوارع بدون عمل سيجدهم يقتحمون الشقق ويغتصبون (بدون ذلك فان نسبة الجريمة في اوساطهم أعلى من المتوسط في البلاد). رئيس بلدية تل ابيب، الذي يدفع الثمن الباهظ عن اخطاء الحكومة، يفهم ذلك. خولدائي هو شخص مسؤول وهو سياسي ايضا، ولكن قبل اسراعه الى الاستفادة سياسيا فهو يفكر في مصلحة الجمهور ايضا. وهذا الامر لا يحدث لدى نتنياهو أو ريغيف. نفتالي بينيت ايضا يخطئ بمسؤوليته الرسمية، هذه أو تلك، وهو مسلح ببوصلة اخلاقية وضمير انساني معين. التراجيديا الكبيرة لبينيت هي أنه لا يملك التهكم اللانهائي، غير المحدود، الذي يوجد لدى اشخاص مثل نتنياهو وريغيف (حيث إن افيغدور ليبرمان ايضا انضم، هذا الاسبوع، الى الحفل). بينيت هو سياسي يعرف كيف يدور الزوايا ويطلق الحملات، لكنه يجد صعوبة، كما يبدو، في الكذب أو في بيع فروع غير موجودة في الواقع فقط من اجل كسب ربع مقعد اضافي. إنه يعرف أنه لا خيار لخولدائي. وفي جملة واحدة، هذا ما حدث خلال الاسبوع حول «شيفح موفيت». الوسادة الهوائية نعود لحظة لباردو. لقد أظهر رئيس «الموساد»، السابق، شيئا من التهكم المعافى خلال اقواله، هذا الاسبوع، في الشمال. «أتبنى موقف رئيس الحكومة بأن حل الدولتين هو البديل الوحيد»، قال. لقد منح باردو لنتنياهو هذا الامر بسخاء، وفعل ذلك بابتسامة شيطانية. وهو يعرف أن نتنياهو يهرب من هذا الامر مثل هروبه من النار. كم هو مؤسف أن نتنياهو يجد صعوبة في منح المدح للآخرين. وفي هذا الاسبوع كان اسرائيل كاتس، وزير المواصلات، مرة اخرى هو الذي نظر بعيون ذابلة ورأى كيف أن رئيس الحكومة يخفيه عن التاريخ والاحصائيات ويسجل لنفسه السمعة دون أن يرمش. يدور الحديث عن قطار عاد، هذا الاسبوع، الى الحياة، بين حيفا وبيسان. وقد قرأ رجال نتنياهو أنه من المتوقع اجراء مراسيم يتحدث فيها وزير المواصلات ويبارك القطار الجديد، فسارع بيبي الى وضع تغريدة في صفحته في الفيسبوك مع افتتاحية نموذجية: «حتى عندما كنت جنديا صغيرا وسرت في عيمق يزراعيل على سكة الحديد التركية القديمة، حلمت باليوم الذي سنجدد فيه السكة مع قطار جديد خاص بنا. وقد حدث ذلك اليوم»، بشر نتنياهو، واضاف: «قبل ثماني سنوات قررت تخصيص 27 مليار شيكل من اجل تجديد الشوارع والقطارات والمفترقات، ومن ضمن ذلك تجديد قطار هعيمق». ولا توجد أي كلمة عن كاتس. بالمناسبة، قرار تجديد قطار هعيمق تم اتخاذه فقط بعد عامين من قرار تخصيص الميزانية سنة 2010. وقد بادر كاتس الى ذلك وناضل خلال السنين كي لا يتضرر من التقليصات في ميزانية التطوير. إن قراء هذه الصحيفة يعرفون أن كاتس ليس محبوبا عليه. إنه وزير مواصلات جيد، لا سيما في مجال البنى التحتية، لكن كوزير للأمان على الطرق هو سيئ. إنه سياسي يعتمد على القوة، مخادع، لكن لا شك أنه يترك بصماته فيما يتعلق بالبنى التحتية والمواصلات وهو يستحق المدح على ذلك. نتنياهو، الذي يضع كاتس منذ سبع سنوات في وزارة المواصلات، يتعامل معه مثل وسادة الهواء. فكاتس بالنسبة لبيبي غير موجود. فلا يوجد أحد غيره، وكل ما يفعله وزراؤه يتم بفضله. ولم يسبق أن كان هنا رئيس حكومة يمنع مدح وزرائه، واذا تجرأ أحدهم على كسب السمعة الجماهيرية أو مراكمة شعبيته، فان رأسه يكون في خطر. يمكن أن يكون هذا هو سبب عدم نجاح شركائه السياسيين، تماما مثل عدم نجاح قادة الاجهزة الامنية والعسكرية، في ايجاد ولو شخصا واحدا يمتدح نتنياهو في الجلسات المغلقة. أقوال ألشيخ الفارغة اليكم بعض الكلمات عن المفتش العام للشرطة، روني ألشيخ. في مسلسل لا ينتهي من الانزلاق والسقوط الذي يميز فترته. حسب رأيي، الهجوم عليه كان بدون طعم ومبالغا فيه. بدلا من الشعور بالاهانة من عدة صياغات غير ناجحة، يفضل الاستماع الى أقواله كاملة وفهم أن هذا الشخص يعترف بأنه توجد «شرطة زائدة» ضد سليلي اثيوبيا في اسرائيل. من المفروض علاج هذه الظاهرة، وهو يتخذ الكثير من الوسائل للقضاء عليها. هذه هي القصة الأساسية، وصياغات المفتش العام الاشكالية هي الفلوكلور. قبل بضعة اسابيع التقيت مع ألشيخ من اجل الحديث والتعارف. وقد استمر اللقاء ساعتين ونصفا. المقاطع التي سمعتها منه هناك كان يمكن أن تعمل عشرات العناوين الرئيسة مثل قضية الاثيوبيين في هذا الاسبوع. ومع ذلك فهمت طريقة حديثه وحقيقة أن هذه الطريقة لا تعكس بالضرورة ما يقصده بالكامل. ألشيخ هو أكثر بكثير من اقواله الفارغة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف