- تصنيف المقال : الاستيطان
- تاريخ المقال : 2016-09-08
شرح كتاب «بلادنا فلسطين» أن اسم جينصافوط يعني «قمة الكرم» أو «حفّة الكرم». وقد وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي في حرب العام 1967.
يزداد الاستيطان يوماً بعد يوم في قرية جينصافوط الواقعة شرق مدينة قلقيلية في شمال الضفة الغربية، ليشكّل حزاماً استيطانياً يحاصرها من ثلاث جهات: الشمالية، والغربية، والشرقية. ما تسبّب بمشاكل تعيق حياة أهالي القرية البالغ عددهم حوالي 3000 نسمة.
أسعارها منعت أهلها من شراء أراضيها
يروي المزارع صالح أيوب لـ «السفير» أن المستوطنات كانت سبباً رئيسياً في تردّي الوضع الاقتصادي في القرية، إذ استولت سلطات الاحتلال على جزءٍ كبيرٍ من أراضيهم الزراعية وسخّرتها للاستيطان: «كانت هذه الأراضي تشكل مصدر رزقٍ رئيسيّ للأهالي، نزرعها بأشجار الزيتون، والزعتر، ومختلف أنواع الخضار، كما الحبوب (القمح، الشعير، الحمص، الفول، وغيرها)». وتابع: «في كل عام، صرت أحتاج إلى التنسيق مع الاحتلال للوصول إلى أرضي المزروعة بأشجار الزيتون، بحجّة أنها قريبة من مستوطنة «قرنيه شومرون»، علماً أنه لا يسمح لي بالدخول إليها إلا مرتين في السنة الواحدة. هذه حال الكثير من المزارعين في قريتي».
أدّى الاستيطان الإسرائيلي إلى ارتفاع أسعار الأراضي في جينصافوط بشكلٍ جنونيّ، حيث وصل سعر الدونم الواحد إلى مئة ألف دينار أردني، علماً أن مساحة القرية تقدر بـ 17500 دونم، يسمح بالبناء في حوالي 500 دونم منها، بينما تسمّى الأرض الباقية بمناطق (c)، أيّ تحت السيطرة الإسرائيلية، فلا يسمح البناء عليها.
يشرح أحد سكان القرية أيمن بشير (35 عاماً) لـ «السفير» أنه لم يستطع شراء أرضٍ في القرية لبناء منزلٍ بسبب ارتفاع الأسعار، ما كان سبباً في تأخير زواجه حتى اليوم: «العديد من شبان القرية اضطروا للهجرة إلى خارج فلسطين نتيجة هذا الوضع».
خريطة المستوطنات حولها
أتت هذه الفورة في الأسعار على خلفية الاستيطان الذي استشرى فيها، إذ تضم أرضها أربع مستوطنات:
1ـ مستوطنة قرنيه شمرون:
أقامتها حركة «غوش أمونيم» في العام 1978 على أراضي قرى كفر لاقف وجينصافوط وديراستيا في منطقة وادي قانا، وهي مركز تجمع مستوطنات الشومرون. بدأت كنواةٍ إستيطانية على نقطةٍ عسكرية، استعملها الجيش الأردني في أراضي كفر لاقف، وسكنها بعض الجنود الإسرائيليين وعائلاتهم مطلع الاحتلال. ثم احتلت كامل أراضي المعسكر البالغة 8 دونم، وأخذت شكلها الاستيطاني المدنيّ في العام 1980، لتسيطر على 300 دونم من أراضي كفر لاقف وديراستيا.
بنيت في المستوطنة 1500 وحدةٍ استيطانية ومركزٌ تجاريّ ضخمٌ يعدّ الأكبر في المنطقة وإسرائيل، أقيم على أرضٍ مساحتها 7 دونم بتكلفة فاقت الخمسة ملايين دولار. يوجد فيها كنيس، وسوق تجاري، وبنك «همزراحي»، ومدارس ابتدائية وثانوية، وهي تخدم طلبة تجمع الشومرون، ومدرسة دينية، ورياض أطفال.
2 ـ مستوطنة نفي أورانيم (مناحيم بيغن):
أقيمت هذه المستوطنة في العام 1991، كحيّ من أحياء مستوطنة «قرنيه شمرون» الذي يقع في الجهة الشرقية الجنوبية منها. سيطرت على أراضٍ من قرى جينصافوط، ودير استيا، وكفر لاقف، ضمن مخطط هيكلي رقم 118، احتل 1200 دونم، وأقيمت مبانيها العمرانية على مساحة 480 دونماً. وقد سميت بهذا الاسم تحيّةً إلى مناحيم بيغن الذي كان رئيسًا لوزراء إسرائيل ما بين العامين 1977 و1983 (حسب «جمعية الدراسات العربية»، قسم الخرائط).
3 ـ مستوطنة قصر موشي زوهر:
تقع هذه المستوطنة على بعد أمتارٍ من مستوطنة مناحيم بيغن، إلى الغرب من بلدة جينصافوط، على التلة العسكرية المرتفعة المسماة «تلة القرنين».
تبلغ مساحتها حوالي 230 دونماً، وكانت التلة مقراً لمدفعية الجيش الأردني. سمّيت المستوطنة باسم المستوطن الثريّ الذي قاد عمليات الاستيلاء على الأراضي، وكان رئيساً لتجمع المستوطنين في الشومرون. التلة التي يقع عليها القصر محاطة بالألغام، وقد تمّ تجهيزها بالمعدات الأمنية المتطورة.
4 ـ مستوطنة عمونوئيل:
تقع إلى شمال قرية ديراستيا وشرق بلدة جينصافوط وجنوب بلدة إماتين، وقد تمّ تأسيسها أساساً على حساب أراضي هذه البلدات الثلاث.
تأتي هذه المستوطنات ضمن سلسلة من التجمعات الاستيطانية التي تمّ إنشاؤها ضمن حوض وادي قانا الشهير، الذي يختزن في باطن أرضه حوضًا مائيًا متصلًا بالحوض المائي الذي تتميز به محافظة سلفيت. وهذا الوادي يُعَدّ منطقة طبيعية متميّزة بأحراجها، ويصنّف ضمن المناطق الطبيعية والمحمية في فلسطين. أقامت هذه المستوطنة في العام 1982 مجموعةٌ من المستثمرين المتدينين، كمستوطنة دينية خالصة.
مدينة «السامرة الكبرى» الاستيطانية!
«السامرة الكبرى» هو مشروع مستوطنة يسعى مجلس المستوطنات لإقامتها على أراضي المواطنين، شرق محافظة قلقيلية في شمال الضفة الغربية. ومن المقرّر أن تنشأ بمصادرة نحو خمس مساحة قرية «جينصافوط»، وقطع التواصل الجغرافي بين القرى الفلسطينية القريبة من تلك المستوطنة.
يخشى أهالي القرية الزراعية من إتمام هذا المشروع لكونه سيخلق واقعاً يكدّر حياتهم اليومية. ويقول رئيس المجلس القروي في جينصافوط نافز بشير لـ «السفير»: «الموضوع في غاية الخطورة، وهناك تسريبات بالعزم على بنائها. لقد تمّ إبلاغ أهالي القرية بمصادرة 1500 دونم، أي نسبة الخمس من أراضي القرية. وهذه المصادرة تعني قطع الحياة عن أهالي القرية المطلة على وادي قانا الشهير». ويضيف بشير: «هذه المدينة الاستيطانية المقترحة، والتي تضمّ تجمّعات معاليه شمرون وقرنيه شمرون وجينات شمرون وعمانويل ورامات جلعاد، وتمتد شرقاً إلى مستوطنة يتسهار، ستقطع الطريق بين قلقيلية ونابلس، وستصبح التجمّعات السكانية الفلسطينية كافة مبعثرة لا تواصل بينها وأراضيها أيضاً ستفقد التواصل الجغرافي».
وحذّر مدير دائرة الزراعة في محافظة قلقيلية المهندس أحمد عيد من إقامة المستوطنة على أراضي المواطنين، إذ قال لـ «السفير»: «هذه المدينة الاستيطانية ستقضي على مقومات الزراعة البعلية التي تعتاش منها قريتي والقرى المجاورة».
وأشار إلى أن مدينة استيطانية بهذا الحجم ستحوّل المنطقة إلى بحرٍ من الاستيطان يصعب التعايش معه، وستصبح عشرات العائلات بلا مصدر رزق.
عن السفير اللبنانية
يزداد الاستيطان يوماً بعد يوم في قرية جينصافوط الواقعة شرق مدينة قلقيلية في شمال الضفة الغربية، ليشكّل حزاماً استيطانياً يحاصرها من ثلاث جهات: الشمالية، والغربية، والشرقية. ما تسبّب بمشاكل تعيق حياة أهالي القرية البالغ عددهم حوالي 3000 نسمة.
أسعارها منعت أهلها من شراء أراضيها
يروي المزارع صالح أيوب لـ «السفير» أن المستوطنات كانت سبباً رئيسياً في تردّي الوضع الاقتصادي في القرية، إذ استولت سلطات الاحتلال على جزءٍ كبيرٍ من أراضيهم الزراعية وسخّرتها للاستيطان: «كانت هذه الأراضي تشكل مصدر رزقٍ رئيسيّ للأهالي، نزرعها بأشجار الزيتون، والزعتر، ومختلف أنواع الخضار، كما الحبوب (القمح، الشعير، الحمص، الفول، وغيرها)». وتابع: «في كل عام، صرت أحتاج إلى التنسيق مع الاحتلال للوصول إلى أرضي المزروعة بأشجار الزيتون، بحجّة أنها قريبة من مستوطنة «قرنيه شومرون»، علماً أنه لا يسمح لي بالدخول إليها إلا مرتين في السنة الواحدة. هذه حال الكثير من المزارعين في قريتي».
أدّى الاستيطان الإسرائيلي إلى ارتفاع أسعار الأراضي في جينصافوط بشكلٍ جنونيّ، حيث وصل سعر الدونم الواحد إلى مئة ألف دينار أردني، علماً أن مساحة القرية تقدر بـ 17500 دونم، يسمح بالبناء في حوالي 500 دونم منها، بينما تسمّى الأرض الباقية بمناطق (c)، أيّ تحت السيطرة الإسرائيلية، فلا يسمح البناء عليها.
يشرح أحد سكان القرية أيمن بشير (35 عاماً) لـ «السفير» أنه لم يستطع شراء أرضٍ في القرية لبناء منزلٍ بسبب ارتفاع الأسعار، ما كان سبباً في تأخير زواجه حتى اليوم: «العديد من شبان القرية اضطروا للهجرة إلى خارج فلسطين نتيجة هذا الوضع».
خريطة المستوطنات حولها
أتت هذه الفورة في الأسعار على خلفية الاستيطان الذي استشرى فيها، إذ تضم أرضها أربع مستوطنات:
1ـ مستوطنة قرنيه شمرون:
أقامتها حركة «غوش أمونيم» في العام 1978 على أراضي قرى كفر لاقف وجينصافوط وديراستيا في منطقة وادي قانا، وهي مركز تجمع مستوطنات الشومرون. بدأت كنواةٍ إستيطانية على نقطةٍ عسكرية، استعملها الجيش الأردني في أراضي كفر لاقف، وسكنها بعض الجنود الإسرائيليين وعائلاتهم مطلع الاحتلال. ثم احتلت كامل أراضي المعسكر البالغة 8 دونم، وأخذت شكلها الاستيطاني المدنيّ في العام 1980، لتسيطر على 300 دونم من أراضي كفر لاقف وديراستيا.
بنيت في المستوطنة 1500 وحدةٍ استيطانية ومركزٌ تجاريّ ضخمٌ يعدّ الأكبر في المنطقة وإسرائيل، أقيم على أرضٍ مساحتها 7 دونم بتكلفة فاقت الخمسة ملايين دولار. يوجد فيها كنيس، وسوق تجاري، وبنك «همزراحي»، ومدارس ابتدائية وثانوية، وهي تخدم طلبة تجمع الشومرون، ومدرسة دينية، ورياض أطفال.
2 ـ مستوطنة نفي أورانيم (مناحيم بيغن):
أقيمت هذه المستوطنة في العام 1991، كحيّ من أحياء مستوطنة «قرنيه شمرون» الذي يقع في الجهة الشرقية الجنوبية منها. سيطرت على أراضٍ من قرى جينصافوط، ودير استيا، وكفر لاقف، ضمن مخطط هيكلي رقم 118، احتل 1200 دونم، وأقيمت مبانيها العمرانية على مساحة 480 دونماً. وقد سميت بهذا الاسم تحيّةً إلى مناحيم بيغن الذي كان رئيسًا لوزراء إسرائيل ما بين العامين 1977 و1983 (حسب «جمعية الدراسات العربية»، قسم الخرائط).
3 ـ مستوطنة قصر موشي زوهر:
تقع هذه المستوطنة على بعد أمتارٍ من مستوطنة مناحيم بيغن، إلى الغرب من بلدة جينصافوط، على التلة العسكرية المرتفعة المسماة «تلة القرنين».
تبلغ مساحتها حوالي 230 دونماً، وكانت التلة مقراً لمدفعية الجيش الأردني. سمّيت المستوطنة باسم المستوطن الثريّ الذي قاد عمليات الاستيلاء على الأراضي، وكان رئيساً لتجمع المستوطنين في الشومرون. التلة التي يقع عليها القصر محاطة بالألغام، وقد تمّ تجهيزها بالمعدات الأمنية المتطورة.
4 ـ مستوطنة عمونوئيل:
تقع إلى شمال قرية ديراستيا وشرق بلدة جينصافوط وجنوب بلدة إماتين، وقد تمّ تأسيسها أساساً على حساب أراضي هذه البلدات الثلاث.
تأتي هذه المستوطنات ضمن سلسلة من التجمعات الاستيطانية التي تمّ إنشاؤها ضمن حوض وادي قانا الشهير، الذي يختزن في باطن أرضه حوضًا مائيًا متصلًا بالحوض المائي الذي تتميز به محافظة سلفيت. وهذا الوادي يُعَدّ منطقة طبيعية متميّزة بأحراجها، ويصنّف ضمن المناطق الطبيعية والمحمية في فلسطين. أقامت هذه المستوطنة في العام 1982 مجموعةٌ من المستثمرين المتدينين، كمستوطنة دينية خالصة.
مدينة «السامرة الكبرى» الاستيطانية!
«السامرة الكبرى» هو مشروع مستوطنة يسعى مجلس المستوطنات لإقامتها على أراضي المواطنين، شرق محافظة قلقيلية في شمال الضفة الغربية. ومن المقرّر أن تنشأ بمصادرة نحو خمس مساحة قرية «جينصافوط»، وقطع التواصل الجغرافي بين القرى الفلسطينية القريبة من تلك المستوطنة.
يخشى أهالي القرية الزراعية من إتمام هذا المشروع لكونه سيخلق واقعاً يكدّر حياتهم اليومية. ويقول رئيس المجلس القروي في جينصافوط نافز بشير لـ «السفير»: «الموضوع في غاية الخطورة، وهناك تسريبات بالعزم على بنائها. لقد تمّ إبلاغ أهالي القرية بمصادرة 1500 دونم، أي نسبة الخمس من أراضي القرية. وهذه المصادرة تعني قطع الحياة عن أهالي القرية المطلة على وادي قانا الشهير». ويضيف بشير: «هذه المدينة الاستيطانية المقترحة، والتي تضمّ تجمّعات معاليه شمرون وقرنيه شمرون وجينات شمرون وعمانويل ورامات جلعاد، وتمتد شرقاً إلى مستوطنة يتسهار، ستقطع الطريق بين قلقيلية ونابلس، وستصبح التجمّعات السكانية الفلسطينية كافة مبعثرة لا تواصل بينها وأراضيها أيضاً ستفقد التواصل الجغرافي».
وحذّر مدير دائرة الزراعة في محافظة قلقيلية المهندس أحمد عيد من إقامة المستوطنة على أراضي المواطنين، إذ قال لـ «السفير»: «هذه المدينة الاستيطانية ستقضي على مقومات الزراعة البعلية التي تعتاش منها قريتي والقرى المجاورة».
وأشار إلى أن مدينة استيطانية بهذا الحجم ستحوّل المنطقة إلى بحرٍ من الاستيطان يصعب التعايش معه، وستصبح عشرات العائلات بلا مصدر رزق.
عن السفير اللبنانية