حافظت ميركل خلال عشر سنوات مضت على تماسك منطقة اليورو، في الوقت الذي تخلّى فيه العديد من قادة الاتحاد الأوروبي عن دورهم في التصدي لذلك، لا في داخل أحزابهم، ولا في مواجهة الأزمة. بينما نجحت ميركل بسياستها الهادئة تجاه تلك القضايا العاصفة بنيل رضا غالبية الجمهور الألماني، والمتابعين لسيرة الأزمات المتتالية على الساحة الدولية.
فكيف تمكّنت تلك المرأة الحديدية وهي أوّل مستشارة تحكم ألمانيا عبر تاريخها، من أن توقف انهيار بلد كاليونان، وأن تمنع اجتياحاً عسكرياً روسياً لأوكرانيا بعد أن حشدت دول الاتحاد لفرض العقوبات الاقتصادية على روسيا، وأن تقنع شعبها وشعوب العالم بأنها لن تغيّر سياستها من قضية اللاجئين السوريين، رغم الأحداث الإرهابية المتفرقة التي حصلت في ألمانيا مؤخراً؟
خسائر انتخابية
رغم الخسارة التي مني بها حزبها، بتقدم حزب البديل اليميني المتطرف في ولاية ملكنبورغ بومراني الغربية شمال شرق ألمانيا، بحصوله على نحو 21 بالمئة من الأصوات، مقابل الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي حصل على 19 بالمئة، فيما تصدر الحزب الاشتراكي الديمقراطي النتائج بحصوله على 30 بالمئة، إلا أن ميركل تقول إنها لن تتخلى عن سياساتها تجاه اللاجئين، وأنها كانت على صواب.
وقد استطاعت ميركل بيسر وبصفات أخلاقية عالية من أن تحوّل وجهة النظر التي تقول بأنها قد تفقد منصبها بسبب سياستها من مهاجري الشرق الأوسط، إلى مصدر قوة سياسية وأخلاقية ومعنوية.
فرفضت مطلب إعادة النظر في سياستها باستقبال اللاجئين، كما رفضت الربط بين الإسلام والإرهاب، وقالت “نحن لا نرفض مطلقاً استقبال أناس يعانون من اليأس والحرمان والحروب”، مضيفة أن ألمانيا قادرة على تدبّر أمر اللاجئين دون المساس بقانون الضرائب أو الأجور أو التأمين الاجتماعي أو الطاقة في عموم المدن الألمانية.
ولهذا وغيره أثير الكثير من الجدل حول شخصيتها، ومع ذلك كله فقد اختيرت للمرة السادسة على التوالي كأقوى امرأة في العالم في قائمة فوربس السنوية، من بين 100 امرأة في العالم. متقدمة على هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، التي حصلت على المرتبة الثانية، وكريستين لاغارد مديرة صندوق النقد الدولي والسيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما.رف

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف