كشف مُراسل الشؤون السياسيّة في القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيليّ، أودي سيغال، النقاب عن أنّ وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، وفي خطوةٍ تصعيديّةٍ أصدر أوامره لموظفي وزارة الأمن وللجيش الإسرائيليّ بمُقاطعة مبعوث الأمم المتحدّة لمنطقة الشرق الأوسط، نيكولا ميلدانوف.
ونقل سيغال، عن مصادر سياسيّة إسرائيليّة رفيعة قولها إنّ الأمر الذي أصدره وزير الأمن ليبرمان، جاء على خلفية قيام المبعوث ألأمميّ بتوجيه انتقادات لاذعة على تصرّفات الدولة العبريّة في كلّ ما يتعلّق بالبناء في المُستوطنات، كما أنّه وجّه سهام نقده اللاذعة للممارسات الإسرائيليّة ضدّ السلطة الفلسطينيّة، ولم يسلم من انتقاداته وزير الأمن ليبرمان، على حدّ قول المصادر الإسرائيليّة الرفيعة.
ولفت التلفزيون العبريّ إلى أنّه قبل أسبوعين قال المبعوث ألأمميّ لمنطقة الشرق الأوسط في جلسة لمجلس الأمن الدوليّ إنّ توسيع المُستوطنات الإسرائيليّة في الضفّة الغربيّة المُحتلّة وعدم تمكّن السلطة الفلسطينيّة من السيطرة على قطاع غزّة، هما العائقان الأساسيان للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. المبعوث ألأمميّ أضاف أنّ هناك ارتفاعًا حادًّا في الإعلانات الإسرائيليّة عن البناء في المُستوطنات وهدم البيوت الفلسطينيّة بادعاء أنّه تمّ تشييدها بدون تراخيص، على حدّ تعبيره.
ولفت مُراسل التلفزيون إلى أنّه حاول الحصول على تعقيبٍ من المبعوث ألأمميّ لمنطقة الشرق الأوسط، ولكن قيل له إنّه يتواجد في نيويورك وليس في المنطقة، لافتًا إلى أنّ الأمين العّام لمنظمة الأمم المتحدّة سيقوم بتقديم تقرير لأعضاء مجلس الأمن الدوليّ حول المُستوطنات الإسرائيليّة قريبًا.
وكشف التلفزيون العبريّ عن أنّ النائبة تسيبي ليفني من حزب المعسكر الصهيونيّ، ووزيرة الخارجيّة السابقة انتقدت بشدةٍ بالغة قرار ليبرمان وقالت إنّه يمّس مسًّا سافرًا بإسرائيل وبمصالحها التكتيكيّة والإستراتيجيّة، وأضافت أنّ هذه ليست المرّة الأولى التي يأمر فيها وزير الأمن بمقاطعة المبعوث ألأمميّ للشرق الأوسط، وساقت قائلةً إنّه عندما كان أفيغدور ليبرمان، وزيرًا للخارجيّة أمر بمقاطعة المبعوث ألأمميّ السابق، روبرت سيري، حتى جاءت الحرب على قطاع غزّة في صيف العام 2014، عندها تبينّ أنّ وظيفة سيري كانت مهمة وحساسّة جدًا للتقديرات حول حماس والوضع القائم في قطاع غزة، قالت وزيرة الخارجيّة الإسرائيليّة السابقة، بالإضافة إلى قيام موظفي الأمم المتحدّة بمُراقبة المشاريع الإنسانيّة، كي ل تستغلها حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) لأمور أخرى، مُشدّدّة على أنّ هذا الأمر هو مصلحة إسرائيليّة واضحة، بحسب تعبير ليفني.
وتابعت وزيرة الخارجيّة الإسرائيليّة السابقة قائلةً إنّ ليبرمان يعتقد أنّ الهجوم على هدف ضعيف، مثل المبعوث ألأمميّ هو حسن من الناحية السياسيّة، لأنّه يُظهر وزير الأمن بأنّه قوي وعنيد، وذلك على خلفية الاحتقار الذي تكّنه إسرائيل للأمم المتحدّة، ولكن، استدركت ليفني قائلةً إنّ هذا التوجّه يُصيب إسرائيل في الصميم. وخلُصت الوزيرة السابقة إلى القول إنّه من المحبذ انتقاد الأمم المتحدّة وإجراء محادثات مع ممثليها، ولكن على إسرائيل أنْ تعمل ببرودة أعصاب وبموجب المصالح الإسرائيليّة، كما أكّدت.
وكان المنسق ألأمميّ لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، قد قال في الـ31 من شهر آب (أغسطس) الماضي إنّ توسيع النشاط الاستيطاني تزايد خلال الشهرين اللذين أعقبا دعوة اللجنة الرباعية لوقف بناء المستوطنات اليهودية على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967. وفي تقريرها، دعت اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، إسرائيل إلى وقف بناء المستوطنات، كما دعت الفلسطينيين إلى التوقف عن التحريض على العنف، إلّا أنّ ملادينوف أكّد أنّ إسرائيل لم تستجب لهذه الدعوة.
وأضاف أنّ توصيات التقرير لا تزال تلقى تجاهلاً، حيث ارتفع عدد الإعلانات المتعلقة ببناء المستوطنات الإسرائيلية واستمرت عمليات الهدم. وجاء في بيان ديوان نتنياهو، عقب حديث المبعوث ألأمميّ، أنّ تصريح ملدانوف يشوه التاريخ والقانون الدولي ويبعد السلام. اليهود عاشوا في القدس والضفة المحتلة منذ آلاف السنين، وتواجدهم هناك ليس العقبة أمام السلام، العقبة أمام السلام هي المحاولة غير المتوقفة لإنكار الرابط بين اليهود وأراضي دولتهم التاريخية والرفض المتعنت للاعتراف بأنهم ليسوا غرباء فيها.
وكان ملدانوف قد صرح بأنّ التوسيع غير القانوني للمستوطنات وعدم سيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة هي عقبات أساسية أمام السلام. وأضاف بأن هناك زيادة في البيانات الإسرائيليّة حول البناء في المستوطنات وهدم المنازل، بحسب تعبيره.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف