- تصنيف المقال : اراء حرة
- تاريخ المقال : 2016-09-28
بعد تقديم عدة عرائض موقّعة من أعضاء في المجلس الثوري لحركة فتح لعقد دورة مستحقة للمجلس منذ بداية الصيف، وافقت الرئاسة الفلسطينية بعد تمنع على عقد اجتماع لمدة يوم واحد للمجلس يوم الأربعاء الذي يليه اجتماع موسع دعا إليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الخميس أي بعد غد.
كان قرابة 50 من أعضاء المجلس الثوري أبدوا خشية من أن الرئيس الفلسطيني يريد تهميش الإطار الثاني في حركة فتح وهو المجلس الثوري، لذا سارعوا إلى التشاور وطلبوا عقد اجتماع رسمي للثوري حتى لا يستغل البعض الاجتماع التالي للثوري والاستشاري وأمناء سر أقاليم فتح لاتخاذ قرارات تلغي دوره، ما يعني تعويم الحركة وعدم إعطاء مصداقية لمجلسها الثوري الذي عملياً لم ينجز شيئاً منذ انتخابه في سنة 2008، لأن اللجنة المركزية لحركة فتح لا تنفذ توصياته، كما فقد المجلس شرعيته أيضاً كبقية الأطر والمؤسسات الفلسطينية في غزة ورام الله لأنه لم يتجدد ديمقراطياً حتى الآن، وما زال الجدل دائراً حول عقد المؤتمر السابع لفتح، بسبب مماطلات تلقى على كاهل الرئيس الفلسطيني تارة وعلى عاتق اللجنة المركزية للحركة تارة أخرى.
لكن بات من الضروري حسم الأمر خلال نهاية هذا الأسبوع، فلم يعد مقبولاً الاستمرار في المماطلة، خاصة أن الحالة الفلسطينية تستوجب تفعيل الوضع الداخلي لمواجهة التحديات بوجوه جديدة بعد فشل الشخوص الحالية في إحداث أي إنجاز، وبعد الشلل الذي عاد للشارع السياسي وتبدد فرصة إجراء انتخابات محلية موحدة في الضفة وغزة، حيث أجلت المحكمة العليا إجراء الانتخابات بسبب عدم اعترافها بمحاكم حماس في غزة التي أخرجت تسع قوائم لحركة فتح من الانتخابات.
لكن بات من الضروري حسم الأمر خلال نهاية هذا الأسبوع، فلم يعد مقبولاً الاستمرار في المماطلة، خاصة أن الحالة الفلسطينية تستوجب تفعيل الوضع الداخلي لمواجهة التحديات بوجوه جديدة بعد فشل الشخوص الحالية في إحداث أي إنجاز، وبعد الشلل الذي عاد للشارع السياسي وتبدد فرصة إجراء انتخابات محلية موحدة في الضفة وغزة، حيث أجلت المحكمة العليا إجراء الانتخابات بسبب عدم اعترافها بمحاكم حماس في غزة التي أخرجت تسع قوائم لحركة فتح من الانتخابات.
وقد حاولت لجنة الانتخابات المركزية إقناع قيادة حماس في الدوحة بتشكيل محكمة محايدة للبت في قضايا الانتخابات المحلية لكن حماس رفضت، ما يعني أن السلطة لن تجري انتخابات منفردة في الضفة وبالتالي يصار إلى تعيين موظفين في وزارة الحكم المحلي لإدارة البلديات في الضفة.
كان دعاة الانتخابات المحلية الموحدة يقولون إنها خطوة لإنهاء الانقسام، لكن تبين العكس لأن حماس تريدها خطوة للاعتراف بالانقسام وهذا يعني ابتعاد شبح المصالحة رغم الدعوة القطرية لاستئناف الحوار حول المصالحة، وهو ما وافقت عليه فتح لكن حماس لم تعلن موافقتها، وصارت تتحدث عن إشراك فصائل أخرى في الحوار وكأنها تريد إلغاء اتفاق المصالحة القديم، بينما الأمر لا يحتاج سوى تنفيذ الاتفاق السابق وليس الحوار.
ولا نعلم كيفية الخروج من حالة الاستعصاء هذه كما لا نعلم كيفية عقد المؤتمر الدولي الذي ترعاه فرنسا طالما أن «إسرائيل» ترفضه، وكذلك فإن واشنطن التي شاركت في جلسته التشاورية في باريس ليست متشجعة له وهي الآن دخلت غيبوبة الانتخابات الرئاسية، أو كما قال الوزير الأمريكي جون كيري في نيويورك أثناء الدورة الحالية للأمم المتحدة إن بلاده لن تقدم أية مبادرات حالياً بشأن القضية الفلسطينية بسبب الانتخابات، وكأنه فعل شيئاً طوال السنوات الماضية!
ولا نعلم كيفية الخروج من حالة الاستعصاء هذه كما لا نعلم كيفية عقد المؤتمر الدولي الذي ترعاه فرنسا طالما أن «إسرائيل» ترفضه، وكذلك فإن واشنطن التي شاركت في جلسته التشاورية في باريس ليست متشجعة له وهي الآن دخلت غيبوبة الانتخابات الرئاسية، أو كما قال الوزير الأمريكي جون كيري في نيويورك أثناء الدورة الحالية للأمم المتحدة إن بلاده لن تقدم أية مبادرات حالياً بشأن القضية الفلسطينية بسبب الانتخابات، وكأنه فعل شيئاً طوال السنوات الماضية!
الرئيس الفلسطيني يبدو في حيرة فهو كمن يريد ترحيل المؤتمر السابع لفتح إلى الأمام حتى لا يجد نفسه مضطراً للترشح لرئاسة الحركة لفترة أخرى، وهو يبحث عن خليفة له لكنه لا يجده ويحاول الإبقاء على المفصولين من فتح خارجها بلا عودة، فهو يخشى من عودة محمد دحلان، كما أنه لا يستطيع إخراج مروان البرغوثي من السجن ليكون ساعده الأيمن المقبول شعبياً. وهو يتساءل بين الحين والآخر هل من المقبول أن أكون رئيساً فخرياً فقط! وحتى الآن لم يجد حلاً، ولم يبق أمامه سوى الاستمرار في تلبية الدعوة القطرية لاستئناف الحوار مع حماس والاستمرار في العمل مع فرنسا لعقد المؤتمر الدولي الذي تحاربه «إسرائيل» ولا تعترف به. وعموماً بقي يوم أو يومان على اجتماعات فتح وهي التي ستقرر الخطوات التالية، فإما عقد المؤتمر السابع ما يعني رفض عودة المفصولين من الحركة واختيار قيادة جديدة، من المؤكد أنها سترفض الاستمرار في الحوار العبثي مع حماس، لأن الأخيرة من الصعب أن توافق على إنهاء الانقسام إلا بشروطها وليس بالشروط المتفق عليها سابقاً، كما أن حركة حماس هي الأخرى تعاني خلافات داخلية حول عقد مؤتمرها لانتخاب قيادة جديدة، فالأغلبية في غزة ترفض التجديد لخالد مشعل، وترفض محاولات قطرية - تركية لتأجيل المؤتمر العام إلى الربيع المقبل، بهدف الإبقاء على القيادة الحالية لحماس التي تحظى بدعم خارجي من الدوحة وأنقرة، فيما التيار المعارض يحنّ إلى أيام المحور الإيراني.
عملياً فقد الفلسطينيون القدرة على التأثير إقليمياً وباتوا ورقة في أيدي الآخرين ومهمشين، ولهذا فإن الهمّ الأكبر لحماس هو الحفاظ على الانقسام، فيما الهمّ الأكبر لفتح الحفاظ على القرار المستقل، وكلا الأمرين ثمنه باهظ على الشعب الفلسطيني.